الجهوي‎الحدث

أقطاب حضرية جديدة مواصلة لإعمار المدينة

مرور 43 سنة على زلزال الأصنام (الشلف)

إستحضرت ولاية الشلف أول أمس، الذكرى ال 43 للزلزال المدمر الذي أدى الى وفاة ما لا يقل عن 2.600 شخص وأتى على 80 بالمائة من الأصنام (سابقا)، وسط جهود لمواصلة إعمار المدينة واستحداث أقطاب حضرية جديدة لتحسين الظروف المعيشية للمواطن والقضاء على أزمة السكن.

وساهم استحداث أقطاب حضرية على غرار القطب الحضري ببلدية الشطية الذي وفر 3.000 سكن والأقطاب الحضرية الشرفة والحسنية وبن سونة ببلدية الشلف التي وفرت أزيد من 16 ألف سكن في مختلف الصيغ وبجميع تجهيزاتها العمومية، في إعادة إعمار هاتين المدينتين اللتين تضررتا بشدة إثر الزلزال وإعطائهما مظهرا عمرانيا عصريا. ومواصلة لهذا المسعى، أوضح المدير السكن، الحبيب عرقوب، أن مصالحه قدمت إقتراحا لإنجاز قطبين حضريين جديدين ببلديتي أولاد بن عبد القادر وواد سلي، وسيساهم هذا الأخير (القطب الحضري بواد سلي) الذي تقدر مساحته ب 400 هكتار، في توفير ما بين 35 و40 ألف وحدة سكنية بمختلف الصيغ والتجهيزات العمومية و المرافق.

تحقيقات عقارية على مستوى 35 بلدية

من جهته، كشف مدير التعمير والهندسة المعمارية والبناء بالشلف، عبد الموجود خلايفية، أنه نظرا لنقص الأوعية العقارية لتجسيد مشاريع أقطاب حضرية جديدة تضاف إلى الأقطاب العمرانية التي شيدت سابقا، باشرت ذات المصالح، وفقا لتوجيهات السلطات المركزية والولائية، تحقيقات عقارية على مستوى 35 بلدية لتحديد الوعاء العقاري الذي يمكن الإستفادة منه. وأضاف ذات المسؤول بأن بناء أقطاب حضرية جديدة خارج النسيج العمراني القديم ومرفقة بجميع التجهيزات العمومية والمصالح من شأنه أن يساهم في القضاء على أزمة السكن وتطوير الحياة المعيشية للمواطن لاسيما أن الاحتفالات باليوم العالمي والعربي للإسكان هذه السنة، المصادف ل 2 أكتوبر، جاءت تحت شعار “أنسنة المدن من دعائم الصحة النفسية لأفراد المجتمع”. وفضلا عن مساعي السلطات المحلية الرامية لاستحداث أقطاب حضرية جديدة، استفادت الولاية سنة 2022 من برنامج سكني قدر بـ 3.000 وحدة في مختلف الصيغ، بينما جرى توزيع أزيد من 800 وحدة منذ بداية السنة وينتظر أن ترتفع إلى أزيد من 2.000 وحدة مع نهاية السنة الجارية وإلى 4.000 وحدة خلال سنة 2024، حسب مصالح مديرية السكن.

إعانة الدولة لتعويض البناءات الجاهزة

وموازاة مع عملية استحداث وتشييد أقطاب حضرية جديدة، عملت السلطات المحلية على تسهيل إجراءات الإستفادة من إعانة الدولة لتعويض البناءات الجاهزة التي أضحت مظهرا مشوها للعمران بعد أن كانت في وقت الكارثة الحل الامثل للتكفل بالمنكوبين، حيث انطلق هذا البرنامج سنة 2009 من خلال إحصاء 18.318 وحدة سكنية جاهزة معنية به. وقال مدير السكن أن برنامج تعويض البناءات الجاهزة بالشلف شهد “تقدما كبيرا” بلغ نسبة 95 بالمئة فيما يخص عملية صب الإعانات من طرف الصندوق الوطني للسكن لأزيد من 16.500 ملف تم معالجتها والمصادقة عليها من قبل مديرية السكن، علما أن 800 ملف فقط من أصل 16.500 لم يتحصل أصحابها بعد على الشطر الأخير من الإعانة المالية بسبب عدم بلوغ النسبة المحددة للأشغال. وبالنسبة للمتخلفين عن الإستفادة من هذا البرنامج الهام، أفاد ذات المصدر أن حوالي 2.000 وحدة بناء جاهز لم يستفد أصحابها من الإعانة المالية للدولة بسبب وجود نزاع بين الورثة، أو لاستفادتهم من برامج سكنية أخرى، أو عدم تسوية عقود الملكية لهذه الشاليهات جراء التخلف عن دفع مبالغ الايجار، علما أن آجال الإستفادة من هذه الإعانة انتهت السنة الفارطة، عقب أربع عمليات تمديد منذ سنة 2018.

10 أكتوبر 1980.. الجهود التضامنية تخفف من حجم الكارثة

ويستذكر مواطنو الشلف في الـ 10 أكتوبر من كل سنة ذكرى الزلزال الذي ضرب مدينة الأصنام ذات جمعة على الساعة الواحدة ظهرا من خلال الحديث عن هول الكارثة الطبيعية وحجم الخسائر البشرية والمادية، مقابل جهود تضامنية من مختلف الفئات والأطراف ساهمت في التخفيف من الآثار النفسية والإجتماعية لهذه الكارثة. وقال محمد قورين، أحد سكان الشلف الذي عايش الزلزال، أن مظاهر سقوط البنايات وانتشال الضحايا من تحت الأنقاذ وتشرد آلاف العائلات لا تزال إلى اليوم عالقة في ذاكرته. ويعود المتحدث إلى عملية تجميع المتضررين بساحة التضامن وإغاثتهم وتقديم لهم يد المساعدة من مختلف مناطق الوطن في مشهد تضامني فريد من نوعه وهو ما خفف -حسبه- من الآثار النفسية والإجتماعية لهذه الكارثة الطبيعية. من جهته، ذكر لخضر غربي، أحد ساكني حي البقعة العتيق، أن مدينة الأصنام التي كانت تعرف بجمال عمرانها وهندستها التي تجمع بين النمطين الأوروبي والعربي تحولت في لمح البصر إلى مدينة منكوبة وأنقاض وجثث مترامية هنا وهناك، مستذكرا قوافل المساعدات القادمة من ربوع الوطن سواء بالنسبة للمشاركين في عمليات الإنقاذ وانتشال الجثث أو بالنسبة لإغاثة المتضررين وإسكانهم وتقديم لهم المساعدات الغذائية. ويروي أغلب سكان مدينة الشلف كيف ساهمت الجهود التضامنية المحلية والوطنية والدولية في التخفيف من آثار الكارثة التي استدعت مرافقة بعض الأفراد من الجانب النفسي لمدة طويلة، بينما رسخت لدى السكان المحليين ثقافة الأمان والوقاية خلال بناء سكناتهم في ظل طبيعة المنطقة الزلزالية التي عرفت، في 9 سبتمبر 1954 زلزالا عنيفا أيضا.

ق.ج

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى