
في الوقت الذي مازالت فيه شريحة معتبرة من الشباب تبحث عن وسيلة لإتمام نصف دينهم بسبب البطالة، السكن وتدني الحياة الاجتماعية من جهة وغلاء المهر من جهة ثانية، تعرف شريحة أخرى تحاوها الزمن من الكهول إقبال واسعا على إعادة الزواج من فتيات في بين أطفالهن ضاربين بذلك عرض الحائط للقيم الأخلاقية وعادات المنطقة التي تفرض في بعض الأحيان بالزواج مرة واحدة إلا لحدوث طارئ كالوفاة والمرض أو ربما عودة الحنين إلى الماضي وإن وقتهم لم يعرف الفستان والأبيض ولا الديسك جوكي ولا قاعة الحفلات.
الظاهرة انتشرت بكثرة في الآونة الأخيرة بكثرة بحيث أصبح الشيوخ ممن تجاوزوا السبعين سنة يقبلون على الزواج من عازبات في سن أطفالهم وكأنها أصبحت موضة العصر تاركين الشباب يتفرج ويندب حضه ويتساءل في نفس الوقت ما هو سر قبول العازبات من الزواج بهذه الفئة، وهي فئة الشيوخ وماذا تخبأ من ورائها؟ ونقصد الشابات هل دهمهم القطار؟ أن سبب العنوسة؟ أم أن حب المال ومنحة الأورو والفيلا هي الدافع الوحيد لقبول الزواج من عريس في سن أجدادهن.
علاقة دنيا الطرائف
لمعرفة سر ربط هذه العلاقة الزوجية التي توصف بعلاقة دنيا الطرائف، ارتأينا أن تجمع بعض الشهادات الحية من بعض المتزوجات بالكهول، حيث اختلفت الآراء والتي كانت في مجملها الاستفادة من عقد الزواج والمنحة وشطب كلمة عانس في حياتهن، حيث قالت السيدة (جميلة) صاحبة 30 سنة من غربي مدينة تلمسان أنها تزوجت كهلا في سن جدها، حيث تقدم إليها طلب يدها فقبلت طلبه بدون تردد، نقول إنها ليس حبا فيه وإنما للحضوة على عقد زواج شرعي وطمعا في ماله ووراثته، وزاد على ذلك أن المرأة العانس اليوم ينظر إليها نظرة احتقار وأن عدم زواجها يجلب لها الأقاويل والإشاعات التي تضرها ولا تنفعها، السيدة جميلة كانت صريحة في قولها عندما قالت زواجي من هذا العجوز ليس من باب الحب والدليل على ذلك أن حالته كانت غير مرضية بحجة ملابسه الوسخة وعزله في غرفة النوم بالعكس ما كانت عليه هي بحيث وجدناها في حال وكأنها تتأهب لحضور عرس أو زيارة أقارب من حيث اللبس، الحلي، الروائح، وغيرها.
زوجة طماعة
أما اسيد (عبد القادر) من غليزان فيتأسف من هذه الحالة التي هو فيها مع زوجته الطماعة فيقول أن نيته كانت حسنة عندما طلب يد صليحة وهذا لمساعدته حتى آخر يوم من حياته لكن صليحة لم توفي بالعهد والشروط المتفق عليها قبل عقد الزواج، والذي أقسم لنا بأنه سيعيدها إلى أهلها وأن يهديها ورقة الطلاق لأن هدف صليحة مادي لا غير.
المهم.. القضاء على عنوستها
حالة أخرى عشناها بإحدى قرى وهران، حيث حضرنا حفل زفاف لشيخ في الثمانين من عمره تزوج بعد موت حبيبة دربه من شابة في الثلاثين من عمرها لم يسبق لها الزواج، فهذه قصة مغايرة للأولى بحيث، أن هذه الزوجة ليست طماعة في مال زوجها بقدر ما يهمها عقد زواجها والقضاء على عنوستها التي أدخلتها عالم نسيان الزواج وهي تحمد الله في آخر عمرها وتضيف أن المال ليس هو المهم.
العيش إما في سعادة أو الشقاء
حالات عديدة يعيشها آبائنا وأجدادنا في آخر عمرهم فمنهم من يعيش في سعادة ومنهم من يعيش في شقاء بسبب تعدد الزواج من فتيات لا تهمهن الحب وإنما المال والطمع، من جهتهم الشباب استنكروا هذه الوضعية والتي شجعت العازبات من الزواج بالكهول نظرا لحالاتهم المادية وهم يتساءلون كيف نرى شيخا يتزوج من من يحب وكيف تبقى شريحة الشباب تتفرج وتتكرس على الجدران وعلى لسان جمال حيث قال أصبحت أحسد هذه الفئة بسبب إقبالهم الواسع على الزواج في آخر أيام عمرهم ومن شابات عازبات في سن أحفادهم محتكرين الشباب الذي يعاني الأمرين أولهما البطالة وثانيتها أزمة السكن، ويضيف جمال، كان على هذه الشيوخ عمل فعل خيري بمساعدة أي شاب لإتمام نصف دينه لتكون صدقة جارية في آخرته، وتشجيعا للكهول وخاصة أصحاب الأورو ليد المساعدة لأبنائهم وتزويجهم لتجنب الرذيلة والفساد وحتى الأمراض.
عـائـشـة إكرام