الجهوي‎

أسواق ومحلات العديد من المدن

نظارات السوق الموازية تغزو الأرصفة

اعتاد المواطن على اقتناء حاجياته ومختلف الأشياء بعيدا عن أمور الشك، هاهي الآن النظارات المتنوعة تعترض سبيل المارة في الأسواق والمحلات، بل وحتى على الأرصفة بدون رخصة، وقد استدرجت فضولهم وفي الوقت نفسه جيوبهم نظرا لثمنها المنخفض.

فقد دفع ارتفاع أسعار النظارات التي ليست في متناول الجميع إلى توجه بعض المواطنين إلى السوق الموازية دون وصفة طبية ليختاروا النظارات التي تليق بهم، خاصة وأن تجار الأزقة والمحلات يتقنون اختيار الأنواع والأصناف المطلوبة وعرضها بطريقة مغرية.

الباعة من جانبهم، تحدثوا عن سوق النظارات المربحة ولم يخفوا أضرارها الصحية على مقتنيها فالمهم عندهم هو الربح، أحدهم أوضح أن هذه السلعة مطلوبة جدا، وهي مستوردة من مختلف مناطق العالم وخاصة السوق الأسيوية مثل كوريا والصين، وأضاف آخر أن الناس تتهافت عليها بسبب أسعارها، ولكن لها آثار سلبية على العين والناجمة عن استعمالها دون وصفة طبية، وأكد نفس المتحدث أنها تجارة مربحة جدا ولا يمكنني أن أبالي بصحة الزبائن، إذا كانوا هم لا يهتمون بصحتهم مستطردا أنه بحاجة ماسة إلى هذا العمل.

نفس المنطق التجاري نلمسه لدى بعض الزبائن والقائم على الربح، فقد أوضح أحد الأشخاص الذي تقدم لاقتناء هذه النظارات دون وصفة طبية، أنه يفضل شراء نظارات بسعر 250 دج للواحدة بدلا من الذهاب إلى بائع النظارات التي يبيعها بأسعار باهظة سواء تعلق الأمر بالإطار أو الزجاج الصحي، في حين يقول زبون آخر إن صندوق الضمان الاجتماعي لا يتكفل بتعويض كل المصاريف، إذ لا تتعدى نسبة التعويض 20 بالمائة من قيمة هذه النظارات .

من جهتهم، بائعو هذه النظارات أبدوا رفضهم لهذه التجارة غير شرعية وغير المرخصة لأنها غير قانونية، وأن الناس يتوجهون إلى هذه النظارات بسبب انخفاض أسعارها ولأنهم يجهلون مساوئها والتي يمكن أن تضر بأعينهم. وأضاف البعض منهم، قد يحسب الزبون عند ارتدائها أنها تليق به ولكنه يجهل أنه قد يفقد بصره جراء الاستعمال المفرط، موضحين أنه لا يوجد قانونا يمنع ذلك والنظارات الطبية مرخصة من طرف وزارة الصحة ومطابقة للمعايير الصحية والتي تتم بالتنسيق مع أطباء العيون، والذين يحددون بدقة قوة النظر التي تختلف من عين إلى أخرى لدى نفس الشخص.

ومن أجل الاستفسار، قال طبيب مختص في إحدى العيادات الطبية للعيون أن النظارات التي يقتنيها البعض من عند بائعي الأرصفة والأسواق دون وصفة طبية تكون خطيرة جدا على أعين مستعمليها، وقد تؤدي بهم في بعض الأحيان إلى فقدان البصر، وهي أكثر خطورة على الأطفال الذين يستعملونها دون أن يعرفوا ما إذا كانت تلائم أبصارهم أم لا.

يبقى أن نشير إلى أن المواطن الجزائري يجد نفسه في بعض الأحيان يدفع ثمن قلة الإمكانيات وعسر الحياة اليومية وحتى ولو كان ذلك على حساب صحته والدفع بها إلى المغامرة مقابل اقتناء بعض الضروريات الأخرى وهو يجهل أن ما وفره الآن قد يدفعه أضعافا مضاعفة فيما بعد.

محمد الأمين

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى