
أيام قليلة تفصلنا عن موعد عيد الأضحى المبارك، لازال حديث العام والخاص منصبا حول أسعار الكباش المحلية، التي يأمل الكثير من المواطنين ان تنخفض بالأسواق، خاصة بعد دخول مليون رأس من الأغنام الرومانية والإسبانية الى الأسواق الجزائرية.
وفي ظل الغلاء الفاحش لأسعار الكباش، لجأ الكثيرون الى التسابق نحو اقتناء الكباش المستوردة، لكن رغم مجهودات الدولة في تغطية أكبر قدر من العائلات المعوزة وأصحاب الدخل المتوسط والمحدود بسعر 40 ألف دينار للكبش، إلا أن جشع البعض من أصحاب الدخل المرتفع الذي زاحم الطبقة الهشة في الشراء، حال دون تمكن الكثيرين من اقتنائها، مما جعل تفضيل العديد من المواطنين نحو اللجوء مرة أخرى إلى الأسواق المحلية التي وصفها الكثيرون بأنها أضحت أسواق بورصة، حيث استقر سعر الكباش من 70 ألف إلى 150 ألف، وهي الأسعار التي عرفتها الأسواق السنة الماضية.
فيا ترى ماهي الأسباب التي جعلت الأسواق المحلية لبيع الكباش تعرف هذا الارتفاع الجنوني، وهل مجهودات الدولة في كسر جشع الموالين قد فشل؟ وهل ممكن أن تنخفض الأسعار مع اقتراب موعد عيد الأضحى المبارك؟ كلها أسئلة سنعالجها في هذا الملف الذي تطرق لأسعار الأضاحي ووجهة نظر الموال والمواطن على حد سواء بالولايات الغربية للوطن.
وفرة كبيرة من الأضاحي عبر مختلف “سويقات” ونقاط البيع بوهران
تعرف نقاط البيع المرخصة بوهران وغير المرخصة المنتشرة عبر ضواحي وهران والمناطق غير الحضرية، وحتى بالمحلات المنتشرة بالنسيج العمراني إقبالا واسع للمواطنين المقبلين على اقتناء الأضحية بغض النظر عن مصدرها.
حيث قادتنا جولة استطلاعية لما يعرف “بالسويقة” على مستوى المزارع النموذجية بالحاسي، كوكا وسيدي معروف، وبنقاط ببلقايد للوقوف عن كثب عن أسعار الأضاحي المحلية التي يجلب انتباهك للوهلة الأولى الوفرة والعرض الذي ميز الموسم الحالي عكس السنة المنصرمة والتي ربطها العديد من الموالين بنقص وتراجع نحر الأضاحي بسبب ارتفاع اللحوم، التي عرفت تراجعا في الطلب، ما جعل المربين يعزفون عن ذبحها وتسويق لحومها ـ بسبب إغراق السوق المحلية باللحوم المستوردة، ما جعل عملية نحر الكباش المحلية تعرف تراجعا، وبالتالي الوفرة في رؤوس الأغنام لهذا الموسم.
عرف الأسبوع الأخير توافد المئات من المواطنين على نقاط بيع الكباش، من أجل شراء أضحية العيد على مستوى عدد من البلديات والنقاط التي تجاوزت الـ 100 بالرغم من تحديد 60 نقطة مرخصة، والذي يرجع لنشاط المربين،
حيث تنوعت أسعار الأضحية بأسعار محددة، تتراوح بين 60 و90 ألف دج وأخرى تتفاوت في سعرها الـ 12 ألف حسب نوعية الأضحية.
حيث استقبلت وهران عدد معتبر من الكباش من ولايات الاغواط النعامة، البيض، تيارت ومعسكر وأن عملية التموين بالماشية متواصلة مع ولوج الموالين من ولايات اخرى لوهران خلال الأيام المقبلة، والذين يعرضون ماشيتهم لغاية آخر يوم، وذلك مع الصرامة في المراقبة البيطرية” قبل شراء الأضحية.
وبالرغم من العرض الهائل للأضاحي المحلية بسويقات وهران، والإقبال الكبير للمواطنين، على الرغم من عملية الاستيراد الواسعة للكباش الرومانية والإسبانية، إلا أن العارفين بالموضوع يتوقعون أن تتهاوى أسعار الأضاحي بالرغم من ارتفاعها هذه الأيام، وهذا بحسب الموالين.
حيث لاتزال أسعار المواشي وخاصة الخرفان تصنع الحدث عبر الأسواق، بعد الارتفاع الرهيب في الأسعار بالتزامن واقتراب عيد الأضحى المبارك، حيث تراوحت أسعار النعاج بين 50 ألف إلى 60 ألف، وأسعار الكباش بين 75 ألف و150 ألف، ما يترك عدة خيارات للمواطنين في اقتناء الكباش والتضحية بحسب مقدور كل رب عائلة.
منصور.ج
الأضاحي تلتهب بعاصمة الزيانيين تلمسان
تعـرف أسعار الأضحية قـبل أيام من حلول عـيد الأضحى المبارك في أسواق الماشية بعاصمة الزيانيين ارتفاعا مذهلا مقارنة بالموسم الماضي، وهو ما أثار مخاوف مرتادي أسواق تلمسان، الذين يسعون للظفر بأضحية العيد، إذ تراوح سعر الخروف بين 7.5 و10 ملـيون سنتيم فما فوق، كما ارتفعت أسعار النعاج التي يفضلها البعض كأضاحي بدل الخرفان والتي أصبحت من الممنوعات.
”الـبــديـل” وبغرض استقـراء السوق، تنقلت عـبر عدد منها، بغية معرفة بورصة أسعار الأضاحي هذه السنة، فمن سوق بلدية مغنية، الرمشي والحناية المشهورين على المستوى الولاية، لم نجد حتى ما يدخل البهجة في نفوس محدودي الدخل، لم نقل عديمي الدخل، لأن هذه الفئة الأخيرة لا محل لها في أسواق الماشية واقتناء أضحية بالنسبة لهم هي أمر مستحيل.
وجهتنا الاستطلاعـية كانت لدى بعض أصحاب المواشي بهذه الأسـواق، حيث استفسرنا عن سعر الأضحية، حيث أكـد محدثو ”الـبــديـل”، أن الزائر لأسواق المواشي بولايـة تلمسان، يلاحظ حركية كبيرة، صنعتها أرتال الشاحنات القادمة من مختلف ربوع الوطن، في رحلة بحث عن المواشي، خاصة رؤوس الأغنام التي بات الحصول عليها بأثمان معقولة “حلم المواطن الزوالي”، وأكـد “الحاج محمد المـنـور”، أحد أكبر الموالين ببلدية مغنية لـ ”الـبـديل”، أن أسعار الماشية تراوحت بين 80 ألف دج و140 ألف بالنسبة إلى الأضحية من الحجم المتوسط، معترفا بغياب الإقبال هذه السنة مقارنة بالأعوام الماضية، أي أن سعر “العلوش” (خروف عمره سنة واحدة) فاق 70 ألف دج، الأمر الذي اعـتبره بعض الزبائن فاق كل التصورات والحدود، خاصة وأنه شمل مختلف أسواق الولاية.
حيث قال الزبائن إن بعض الكباش الهزيلة وصل سعرها إلى 75 ألف دج، في حين شكـلها لا يعكس ثمنها، مؤكدين أنه على الجهات المعنية مراقبة نقاط البيع – وحسبهم – فإن بعض التجّار يقومون بالمضاربة واستغلال الفرصة لاستنزاف جيوب المواطنين عشية عيد الأضحى، وحسب مصادرنا من السوق الأسبوعي فإن هذه الزيادة تراوحت ما بين 20 ألف و30 ألف دج، من قيمة الأسعار التي كانت متداولة السـنة الماضـيـة.
من جهتهم، أجمع العديد من الموالين، الذين تحدثت معهم ”البديل”، على أن هذا الارتفاع في الأسعار “منطقي” والتهاب الأسعار هذه السنة، يعود إلى قلة العرض مقارنة بتزايد الطلب، بالإضافة إلى غلاء أسعار الأعلاف، مؤكدين، أن سعـر مادتي الشعير والنخالة، بلغتا، حسبه، في السوق السوداء لم ينزل تحت 07 آلاف دج للقـنطار، لاسيما وأن الخروف الواحد يستهلك قرابة 03 كلغ في اليوم، فـلنا أن نتصور المجموع، خاصة في الشهور الأولى.
هذا إلى جانب المتاعب التي تحاصر الموال، ومنها تربية المواشي التي تتطلب الكثير من الصبر والمثابرة، داعـيـن إلى ضرورة إعـداد برنامج استعجالي من قبل الدولة للحفاظ على هذه الثروة الحيوانية، بالعمل والتنسيق مع الموال والمربي، مؤكـدين على ضرورة العمل بجديّة أكثر، على توفير كميات إضافية من الأعلاف الموجهة لتغذية المواشي، كما أن قلة المواشي على المستوى الوطني، حسبهم، تعد سببا آخر وراء ارتفاع الأسعار، مضيفين أنـه أضحى من الضروري إعادة النظر في توفير الأعلاف، في ظل المتغيرات المناخية وشبح الجفاف، الذي أصبح يشكل تهديدا حقيقيا أمام الحفاظ على الثروة الحيوانية.
وتحدث الموالون المتضررون من هذا الوضع، عن حتمية القضاء على السوق الموازية للمواشي، إذ قال أحدهم: “إن الموال تاجر يربي ويسهر طيلة السنة على ماشيته، ويعالج ويداوي ويحرس، ليأتي بعد ذلك التجار الموسميون، أغلبهم يملكون مهنا أخرى، وما إن يصل موسم عيد الأضحى، حتى يصبحوا موالين يبحثون عن مدخول سريع، وأكد المحدث أن المتضرر الأكبر من هذه العمليات والممارسات، هو المواطن البسيط، حيث أن السماسرة يحتكرون الأسواق هناك، مما يجعل المضحين أمام حتمية التقـيد بالأسعار التي يفرضونها.
في ذات السياق، وعلى ما يتصل بالموضــوع، ضبطت المفتشية البيطرية، بمديرية المصالح الفلاحية لولاية تلمسان، كل الترتيبات، استعدادا لعيد الأضحى المبارك، حيث تم إصدار قرار ولائي لتحديد نقاط بيع الأضاحي المحلية وأسواق المواشي الأسبوعية المعتادة، موزعة عبر إقليم الولاية، فضلا عن ذلك تم التحضير كذلك للمناوبات على مستوى نقاط البيع، بما في ذلك مناوبات أيام العيد، يسهر عليها أطباء بياطرة تابعين لوزارة الفلاحة، ومنهـم من الخواص، من أجل مراقبة الأضاحي، وإرشاد وتوجيه المواطنين حول كيفية الحفاظ على الأضحية وكيفية الذبح، بالموازاة مع ذلك قامـت المفتشية البيطرية بتلمسان، بتقديـم ومضات إذاعـية وتحسيسية توعوية عبر أمواج “إذاعة تلمسان الجـهـوية” المحلية، تخص الممارسات السليمة أثناء، قبل وبعـد عملية الذبح.
ع. أميير