
كثيرة هي الأسباب التي تؤدي بزوجين للانفصال عن بعضهما البعض، ولا شك أن لكل منهما مبرراته، التي يعتبرها حججا دامغة تجعل من الانفصال الحل الأنسب للجميع، وهناك من يعتبر بعض الأسباب تافهة ولا ترقى إلى مستوى أن تكون سببا مباشرا للطلاق، ومن بينها أن تعيش الزوجة حياة الفوضى واللامسؤولية، بالإضافة إلى عدم الحرص على نظافة بيتها من جهة ونظافة جسدها من جهة ثانية، وهو أمر يعتبره العديد من الرجال مبررا للانفصال عن زوجة لا تحرص على أن تكون هي وبيتها وأبناؤها في صورة نظيفة وجميلة.
كما أن الثقافة الشعبية الشفوية من خلال الأمثال والحكم لم ترحم مثل هذه المرأة المسكينة فهذا شيخ الحكماء سيدي عبد الرحمن المجذوب في إحدى رباعياته يحذر من الزواج من هذا الصنف من النساء. قائلا:” نوصيك يا حارث القدّيم بالك من دخانها لا يعميك ***لا تدي المرأة المعفونة تتعاون هي والزمان علي”، والقديم نوع من الحطب الرديء. وهذا أحد الأمثال يزيد على المرأة المعفونة الخمول والفشل وسلاطة اللسان، ولكن،، هل يتفق كل الرجال أن المرأة التي لا تهتم بمظهرها وتترك نفسها عرضة للأوساخ والروائح الكريهة تستحق أن تطلق لهذه الأسباب.؟،، وما رأي النساء بهذا الأمر؟،،.
مواصفات المرأة الصالحة
الإسلام دين النظافة، والله سبحانه وتعالى مدح الصحابة رضوان الله عليهم إذ قال:” في رجال يحبون أن يتطهروا والله يحب المتطهرين”، ورغبنا الإسلام في النظافة بجميع أنواعها، بل ارتقى بنا إلى الطهارة وفرق بينها وبين النظافة إذ أن الطهارة فيها الحسية والمعنوية، أي طهارة القلب من الحقد والحسد وغيرهما وطهارة الجوارح من النجاسة ومن مواصفات المرة الصالحة أنها تسر زوجها برائحتها الطيبة ومنظرها الجميل المثير ن لهذا قال الرسول صلى الله عليه وسلم – أفضل ما يكتسبه المؤمن بعد تقوى الله امرأة صالحة ن إذا نظر ليها سرتهن وإذا اقسم عليها أبرته وإذا غاب حفظته في ماله وعرضها-،، وبسمة المرأة الحسن تكون سببا لإعفاء زوجها وحفظه من الوقوع في الخيانة الزوجية لهذا فن فضل طيب تتطيب به المرة في كل المجالس هو الماء فالماء الطاهر مطهر أما لزوجها فتزيد على ذلك التطيب بالروائح التي قال عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم :” حبب إلي من أمر دنيا كمن الطيب والنساء”،،، ومن الطيب والتطهر الاعتناء بمكان خروج كلام الله وذكره وهو الفم لهذا قال الرسول صلى الله عليه وسلم:” لولا ن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك عند كل صلاة”،،،
والمقصود بالسواك عود الرك وما يشابهه من فرشاة لتنظيف الأسنان، وهذا أول ما يستميل الرجل من امرأته عندما تكون معتنية بفمها وهي أول خطوة للحياة السعيدة، وإعطاء حق الرجل في الفراش لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم:” لا يأتي أحدكم أهله كالبهيمة لا بد من رسول”،، قيل:”الرسول يا رسول الله؟”،، قال:” القبلة والكلام”،، ويستحيل أن يكون هناك انسجام بين الزوجين وفم احدهما تفوح منه رائحة كريهة لأنه ليس هناك اعتناء بالفم. بالإضافة على أن كثرة المشاكل وخروج الكثير من الرجال على المقاهي نتيجة إهمال المرة لنفسها في البيت، إلى درجة فوحان رائحة الإبط والعرق بالإضافة على رثاثة الثياب.
والمرأة الصالحة هي التي تعد زوجها للآخرة بمعنى انه يخرج من بيته وقد أشبعته جنسيا، فيغض بصره في الشارع، ويصون جوارحه عن الحرام. وهذه من الأمور الأولى التي ركز عليها الرسول صلى الله عليه وسلم. وهي النظافة والطهارة، طهارة البدن وطهارة الثياب وطهارة الفم والقلب، وبهذا المبدأ الإسلامي تعيش الزوجة في كنف زوجها في مودة ورحمة وسكن، ومن المؤسف أن الكثير من الرجال في مجتمعنا لا يبوحون بهذه الحقائق، التي هي من صميم الدين، ويبحثون عن حلول جانبية بل قد تكون حراما، وكل ذلك بسبب الجهل بمبادئ الدين، ولغياب لغة الحوار بين الزوج وزوجته.
نـسريـن.ع