
تعرف المحلات التجارية بمستغانم ندرة ملحوظة في أكياس الحليب المدعم، أرجعته مديرية التجارة إلى ضعف القدرة الإنتاجية للولاية مقابل ارتفاع الطلب.
أزمة الحليب الحادة جعلت المواطنون يقضون ساعات في طوابير طويلة للضفر بكيس حليب، وعبّر بعض من اقتربت “التنمية المحلية” عن استيائهم الشديد من عودة مسلسل ندرة الحليب الذي يتكرر كل مرة، خاصة أمام عدم قدرتهم على اقتناء حليب “البودرة” الذي عرف هو الأخر ارتفاعا فاحشا في الثمن.
وقال أحد المواطنين، إن الحليب أصبح يوزع بـالمحاباة “المعريفة”، وبهذا يعيش المواطن البسيط معاناة حقيقية بين سندان الندرة ومطرقة الغلاء الفاحش في المواد الغذائية الواسعة الاستهلاك.
ضعف القدرة الإنتاجية أمام كثرة الطلب سبب الأزمة
وأرجع سيد أحمد غالي رئيس مصلحة ملاحظة السوق والإعلام الاقتصادي بالمديرية الولائية للتجارة وترقية الصادرات في تصريح ليومية “البديل”، أن سبب قلة حليب الأكياس المبستر المدعم عبر مختلف المحلات التجارية إلى ضعف القدرة الإنتاجية للولاية التي لا تتعدى 120 ألف لتر يوميا فيما لا تلبي احتياجات الاستهلاك التي تتطلب حوالي 140 ألف لتر يوميا.
وأشار المتحدث، إلى أن مستغانم كانت تتوفر على ثلاثة ملبنات فيما توقفت ملبنة خاصة عن النشاط منذ 13 جانفي الفارط، ولكن بعد التنسيق مع المصالح الفلاحية والديوان الوطني المهني للحليب ومشتقاته تم تحويل الكمية التي كانت تستفيد منها الملبنة المتوقفة الى المؤسسة العمومية للمجمع الصناعي لإنتاج الحليب ومشتقاته “جيبلي”.
وتبقى القدرة الإنتاجية للملبنتين غير كافية لتغطية احتياجات الولاية بحيث ينتج المجمع في حدود 110 لتر يوميا، فيما لا تتجاوز قدرة انتاج الملبنة الثانية 9 آلاف لتر يوميا، هذا إلى جانب استفادة كل من ولايات وهران ومعسكر وغليزان من الكميات التي تنتج بمستغانم من المؤسسة العمومية “جيبلي” وفق خارطة الطريق الموضوعة من قبل الديوان.
كما يرجع المتحدث سبب الندرة، إلى ارتفاع الكثافة السكانية أمام نقص كمية مسحوق غبرة الحليب التي تستفيد منها الولاية، وذلك بناء على خريطة التوزيع التي وضعها الديوان الوطني المهني للحليب ومشتقاته منذ سنة 2011، والتي لم يطرأ عليها أي تغيير الى غاية اليوم -على حد قوله- مما أحدث تذبذبا في التوزيع.
وأشار غالي، إلى أن ثقافة الاستهلاك عند المواطن تساهم بنسبة كبيرة في هذا المشكل، فعوض اقتناء كيس أو كيسين يقتني كميات كبيرة على حساب مواطنون آخرون، مما يضاعف من الأزمة.
وأوضح الإطار ذاته، أن قطاع التجارة يعكف على متابعة عملية التوزيع بتسخير فرق لمراقبة المحلات التجارية، وتسجيل مختلف التجاوزات مع استقبال شكاوي المواطنين في حالة عدم التوزيع بمنطقة أو جهة ما، حيث يتم مراسلة مؤسسة “جيبلي” لتدارك الوضع.
وكشف غالي عن فتح أربعة نقاط بيع أخرى لحليب الأكياس بكل من سوق عين الصفراء والسوق الجوارية 5 جويلية ووحدة في جبلي والسوق المغطاة وسط المدينة، بحيث يتم ضخ حوالي ألف لتر يوميا، في انتظار انفراج هذه الأزمة مع بداية شهر رمضان، بضخ كميات إضافية.
مولود.م