الجهوي‎الحدث

أحداث 11 ديسمبر لم تكن تلقائية

"بن عبد السلام محمد"...شاهد عن الحدث

توقف الزمن ببلدية عين تموشنت وبالتحديد يوم الجمعة 09 ديسمبر 1961، حيث كان الجو ممطرا، هذا اليوم التاريخي الذي نزل فيه ديغول أمام مقر البلدية ليصطدم بشعب يقول لا لكيد الاستعمار و الجزائر جزائرية.

اليوم هذا يقول عنه بن عبد السلام محمد الذي كان يبلغ من العمر آنذاك 19 سنة والذي كان حاضرا في ذلك اليوم في تصريح حصري لجريدة ” البديل “، أن الجزائريون كانوا محضرين أنفسهم لهذا اليوم و لم تأتي المظاهرة تلقائية وكل المجاهدين والمناضلين آنذاك يشهدون أنه كان تحضيرا واتصال مع جبهة التحرير التي أعطت أوامر للمتواجدين بالساحة العمومية امام مقر البلدية بعين تموشنت وعلى رأسهم الشهيد شويرف سعيد خال المتحدث والمجاهد بوجمعة، بمعية مناضلين آخرون كانوا في الساحة النضالية آنذاك، حيث كانت الأمور منظمة ومضبوطة على غرار باقي ولايات الوطن من وهران إلى الجزائر العاصمة.

إلا أن شعلة أحداث 11 ديسمبر 1961 أعطيت من مدينة عين تموشنت، التي كان لها الحظ في ذلك وهي تفتخر الى يومنا هذا بهذا الحدث التاريخي التي سمح لها التاريخ ان تكون مفجرة لأحداث 11 ديسمبر 1961 .

محدثنا، يتذكر جيدا تلك المناضلة التي أخرجت الراية الجزائرية التي كانت مخبأة بحوزتها والتي كانت مسؤولة عن هذه المهمة حيث أخرجت العلم وأطلقت الزغاريت وهو ما زاد من حماس النسوة المتواجدات هناك وزعزعت نفوس الفرنسيون المتواجدون بالساحة والقادمون من مختلف مناطق ومزارع  عين تموشنت، حيث غصت الساحة بالجرارات والشاحنات في الوقت الذي كان يضن فيه الغاشم ديغول ان كل الامور محضرة من قبل المعمرين بنية ربط العلاقة وتوطيدها بين الجزائريين والفرنسيين.

إلا أن الاهالي رفضوا رفضا قاطعا لهذه السياسة، وكانت بمثابة الشرارة لأحداث 11 ديسمبر ليمتد يوم 10 ديسمبر الى وهران ومستغانم والمظاهرة الكبيرة الدموية كانت بالجزائر العاصمة يوم 11 ديسمبر والتي عرفت سقوط  أكثر من 200 شهيد، يحدث هذا في الوقت الذي يتذكر فيه محدثنا المرحوم المجاهد عبيد عبدالقادر الذي كان في السجن آنذاك بمعية مجموعة كبيرة المعروفة بمجموعة 17 بجبل سيدي قاسم بتارقة الذين كانوا بصدد تحضير اندلاع الثورة 54 على غرار الشهيد شويرف صالح وحري بعد مظاهرة 1953 التي قام من خلالها الثوار بتعليق اللافتات المعارضة للنظام ومن هنا كان ومن خلال هؤلاء السجناء تم التحضير لزيارة ديغول.

أحداث تروى على لسان من عاشوا الحدث لتكون عبرة للأجيال القادمة، عين تموشنت والى يومنا هذا تحتفظ بالذاكرة حيث تم تسمية الساحة المقابلة لدار البلدية بـ 09 ديسمبر 1961.

يس

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى