تكنولوجيا

“أبل” تستعد لطرح حاسوب محمول منخفض التكلفة

في خطوة لافتة قد تفتح أبوابا جديدة في سوق الحواسيب المحمولة، تعمل شركة “أبل” على تطوير إصدار اقتصادي من أجهزتها المحمولة من نوع “ماك بوك” بسعر أقل من المعتاد، ويأتي هذا التوجه في ظل محاولات الشركة توسيع قاعدة مستخدميها واستهداف شريحة الباحثين عن أجهزة بأسعار مناسبة، ورغم أن هذه الخطوة قد تبدو مشجعة للمستهلكين، إلا أن التساؤلات بدأت تثار حول مدى جودة الجهاز المنتظر وقدرته على تقديم تجربة استخدام ترقى إلى سمعة الشركة.

 

الجهاز المرتقب سيحتوي على نفس المعالج المستخدم في أحدث هواتف أبل من الفئة العليا، كما تشير المعلومات المتداولة إلى أن الشركة ستطلقه بقياس شاشة 13 بوصة تقريبًا، مع خيارات ألوان متنوعة شبيهة بتلك التي تتوفر لأجهزة الحواسيب اللوحية الخاصة بها، وتُظهر هذه التفاصيل أن أبل تحاول من خلال التصميم والتقنيات جذب فئة جديدة من المستخدمين، لكن دون أن يتضح بعد ما إذا كانت ستقدم لهم تجربة متكاملة أو مجرد خيار أقل تكلفة بمواصفات محدودة.

 

هل تُضحّي “أبل” بالجودة لصالح السعر؟

رغم أن السعر المتوقع للجهاز الجديد يتراوح بين 699 و799 دولارًا، وهو أقل من أسعار الإصدارات الحالية من ماك بوك إير، إلا أن هذا الفارق قد لا يكون كبيرًا عند النظر إلى الإمكانيات الفعلية، حيث تشير التوقعات إلى أن أبل قد تستغني عن بعض المزايا المهمة في هذا الطراز، مما قد يؤثر سلبًا على تقييمه في السوق، وقد تكون من بين هذه المزايا خاصية البصمة، وزيادة عدد المنافذ، إضافة إلى جودة الكاميرا الأمامية ومميزات البطارية.

وإذا صحّت هذه التكهنات، فإن الجهاز قد يكون نسخة مبسطة من الأجهزة الراقية دون أن يشكل بديلاً حقيقيًا، وهو ما يُعيد إلى الأذهان تجربة سابقة للشركة عندما أطلقت نسخة من أحد أجهزتها اللوحية بسعر منخفض نسبيًا لكنه لم يحقق النجاح المرجو بسبب قربه في السعر من إصدار أكثر تطورًا، وبالتالي يبقى الفارق في القيمة غير مقنع للمستخدمين الذين يفضلون دفع مبلغ إضافي مقابل الحصول على أداء أعلى.

ورغم أن الشركة تسعى من خلال هذا الطراز إلى توفير خيار أكثر اقتصادية، فإن تخفيض السعر دون تقديم إضافة فعلية للمستخدم قد يضع الجهاز في موقع ضعيف مقارنة بالمنافسين الذين يقدمون مواصفات مرتفعة ضمن نفس الفئة السعرية، وهذا ما يجعل كثيرين يشككون في إمكانية نجاحه إن لم يتم طرحه بذكاء وبمراعاة حقيقية لاحتياجات الفئة المستهدفة.

 

مخاوف حول تجربة الاستخدام واحتمالات النجاح

يبقى التحدي الأكبر أمام “أبل” هو الموازنة بين السعر المنخفض وتقديم تجربة استخدام مقبولة، فإذا تم تسويق الجهاز بسعر مقارب لطرازات أخرى أكثر تطورًا، فإن ذلك سيُفقده أهميته كمنافس اقتصادي، خصوصًا وأن التخفيض في السعر لا يعني بالضرورة جذب المستهلك ما لم يترافق مع جودة مضمونة، والمستهلكون اليوم أكثر وعيًا بما يحصلون عليه مقابل المال الذي يدفعونه.

وفي الوقت الذي تعيش فيه أبل فترة تحديث شامل لأجهزتها المحمولة، حيث قامت مؤخرًا بزيادة حجم الذاكرة في الإصدارات الأساسية من أجهزة ماك بوك إير، فإن تقديم جهاز منخفض التكلفة بذاكرة محدودة قد يكون خطوة إلى الوراء، إلا إذا استطاعت الشركة تبرير ذلك بإضافة تحسينات أخرى تعوّض هذا النقص، وهو ما لم تُشر إليه التقارير الحالية بشكل واضح.

في النهاية، إذا طرحت أبل هذا الجهاز بسعر 799 دولارًا مع مواصفات متوسطة، فقد يكون من الصعب تسويقه كخيار جذّاب، خاصة مع توفر عروض دورية على أجهزة ماك بوك إير بفروقات سعرية بسيطة، ما يضع الجهاز الجديد أمام اختبار حقيقي في السوق، فإما أن يُحدث فارقًا في الفئة الاقتصادية، أو أن يظل مجرد تجربة محدودة التأثير في عالم الحواسيب المحمولة.

ياقوت زهرة القدس بن عبد الله

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى