تكنولوجيا

أبحاث، تحاليل وجهود لاكتشاف حقيقتها

الذكاء الاصطناعي والوجوه المزيفة

لقد تجاوز استخدام الذكاء الإصطناعي كل الحدود خاصة في الجانب الأخلاقي وأصبح استخدامه جليا فيما يسيء للبشر، ولعل عدد الوجوه المزيفة التي يتم إنشاؤها باستخدام الذكاء الاصطناعي، أكبر دليل على ذلك.

هذه العملية تهدف بالإساس لتقديم معلومات مضللة كأرضية خصبة تُسهل من الهجمات الإلكترونية، خاصة وانه من المستحيل التفطن إليها أو كشفها بالعين المجردة على مواقع التواصل الاجتماعي. ورغم أن المختصون تمكنوا من تفكيك المئات من الوجوه الوهمية والصفحات والحسابات على موقع (إنستغرام وفيسبوك) لوجوه إفتراضية تمّ إنشاؤها عبر خوارزميات الذكاء الاصطناعي. إلا أنّ الظاهرة لا زالت في تزايد مستمر والشكاوى تعد بمئات الألاف. ولعل مشاهر الفنانين والرياضيين والموضة والفن السابع لا يزالون يدقون ناقوس الخطر، لأنهم أكثر عرضة لهذه الهجمات الإكترونية باستعمال التزييف العميق حيث يتمّ تركيب وجوه أشخاص غرباء على وجوههم أشخاص آخرين على صورهم، لإنّ الوجه المزيف يكون وجهًا غير موجود في الحقيقة وعليه أصبح من الصعب جدا كشف هذا النوع من الصور والتفاصيل بالعين المجردة. حيث يؤكد الخبراء بانّ هذه العملية المُعقدة والدقيقة وقدموا توضيحًا لكيفية عمل هذه الخوارزمية لزيادة الوعي بهذه الاحتمالات، المتمثلة في إنشاء الوجوه الوهمية حاليًا في قطاعات معينة، (مثل ألعاب الفيديو، والتصوير الفوتوغرافي للإعلانات، ومن قبل وكالات التسويق). هذه الوجوه المزيفة تزايد في حملات التضليل الإعلامي والهدف من استخدامها إضفاء مصداقية على المحتوى من خلال تجسيد شخص (وهمي) أو تعزيز الثقة من خلال غرس انطباع التفاعل مع شخص حقيقي آخر وهذا ما نلمسه جليا في (فايسبوك) الصفحات الخاصة بالمشاهير والنجوم. بل ويجمع الكثير من الخبراء بأنّ معظم هذه الحسابات المزيفة تنشط في الصين والفلبين وحتى في روسيا في عملية إنشاء مدونين وهميين لطرح مواضيع مثيرة للانقسام، ويمكن أيضًا استخدام هذه الوجوه المزيفة في حملات الهجمات الإلكترونية التي يعززها الذكاء الاصطناعي، ضمن حملة الهجوم السيبراني، بحيث أصبحت روبوتات الدردشة صديقة لموظفي المؤسسات المستهدفة على الشبكات الاجتماعية مثل (تويتر، لينكدإن، إنستغرام وفيسبوك)، وهي تدرك بشكل مسبق أنواع الملفات الشخصية التي تبحث عنها. وتتفاعل مع الأشخاص في المؤسسات، مستخدمة صورا شخصية لأشخاص غير موجودين أنشئت بواسطة الذكاء الاصطناعي، وذلك بدلاً من إعادة استخدام صور أشخاص حقيقيين.

بقلم: مـحـمـد الأمـيـن

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى