الجهوي‎

يوم تكويني حول الإرهاق المهني بسبدو تلمسان

قد تتحول ضغوطات العمل إلى اضطرابات نفسية

مواصلة لبرنامج التكوين المتواصل نظم مكتب التكوين بالمؤسسة العمومية للصحة الجوارية بسبدو دورة تكوينية حول الإرهاق المهني حضرها مختلف عمال المؤسسة، حيث نشطت اليوم التكويني الأخصائية النفسانية وهراني فاطمة الزهراء التي تعرضت إلى جوانب هامة من الإرهاق المهني.

حيث أكدت، أن من أبرز الاضطرابات النفسية المرتبطة بمجال العمل الإرهاق المهني الذي صنفته منظمة الصحة العالمية ضمن قائمة التصنيف الدولي للأمراض والمشاكل الصحية، والذي يستخدم على نطاق واسع كمعيار للتشخيص من قبل خبراء الصحة.

وحسب الأخصائية، فإن الإرهاق أو الإعياء المهني يظهر من خلال مجموعة من الأعراض من قبيل الحياد المفرط تجاه الآخرين في وسط العمل وغياب التفهم والبعد الإنساني لدى المصاب بهذا الاضطراب الذي يتعرض له على الخصوص أصحاب المهن التي تحتم الدخول في علاقة مباشرة مع الآخر، هذه العلاقة التي يغيب عنها البعد الإنساني.

وأشارت الأخصائية، إلى أن من بين الضغوطات التي قد تفضي إلى الإصابة بالإعياء المهني أن يكون الشخص مطالبا بإنجاز أعمال مهمة في ظرف وجيز لا يسمح له بإنجازها أو على العكس من ذلك لا يتم تكليفه بأية مهمة أو يستشف أن عمله لا يتيح له تحقيق أهدافه فيسقط في فخ الرتابة ويصبح عرضة للضغط النفسي والشعور بالقلق، ونفس الانعكاس تحدثه العلاقات داخل محيط العمل المهني.

وقسمت منشطة الدورة، الإعياء المهني إلى ثلاثة أنواع أولها مرحلة الإنذار التي يبحث فيها الشخص عن موارد تمده بالطاقة للتكيف مع الضغط والتوتر، وهي التي تجعله يشعر بارتفاع نبضات القلب أو انخفاض الضغط الدموي، لكن يبقى في مرحلة المواجهة وتأتي في المقام الثاني مرحلة المقاومة التي يحاول فيها الشخص مقاومة التوتر لكن مخزوناته تنفد ومن ثم يظهر القلق والخوف واضطرابات النوم والشعور بالسلامة وتظهر مرحلة الإعياء، كمرحلة ثالثة يشعر فيها الإنسان بتزايد الإرهاق حيث أن عبء العمل مصحوبا بمطلب الجودة وسرعة الإنجاز والطابع المركب لبعض المهام.

فضلا عن عدم واقعية الأهداف المنشودة، وهي شكل من أشكال التحرش المعنوي الذي قد يمارسه الرؤساء على المرؤوسين، تعتبر من أكبر مسببات الإرهاق المهني والتوتر المزمن فضلا عن التحولات التي تفرض التأقلم مع المتغيرات الجديدة لمهنة ما، كظهور التكنولوجيات الحديثة وتسارع وتيرة العمل وأحيانا الشعور بتهديد فقدان الوظيفة وعوامل أخرى تهم قلة التحفيز المادي والاجتماعي وغياب التقدير.

ضف إلى ذلك، العلاقات مع الزملاء والرؤساء التي قد تكون ذات طبيعة تصادمية وتفاعل الحاضرون مع الدورة التي تهدف إلى تطوير مهارات العمال وتحسين مستوى الخدمات المقدمة بالمؤسسة.

ع. جرفاوي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى