
دعا خبراء إلى ضرورة تماشي مؤسسات “التأمين” مع ما يشهده العالم من تطورات، لاسيما في مجال الرقمنة.
وفي هذا الصدد، ذكر خبراء خلال ندوة نظمتها الشركة الجزائرية للتأمينات، تحت عنوان “التأمين: مواجهة تحديات التحولات الاقتصادية الحالية”، لدى تطرقهم إلى مواضيع اقتصادية مرتبطة بالتأمين وإعادة التأمين، لاسيما بالنسبة للمخاطر المرتبطة بتغير المناخ وكذا الأخطار السيبرانية، أن شركات التأمين مطالبة، بالتكيف مع التغيرات المناخية والمخاطر السيبرانية، التي يشهدها العالم، وذلك من أجل تحسين برامج التأمين، لاسيما من ناحية التجارة الدولية.
وفي هذا الإطار، أكد “ناصر سايس”، الرئيس المدير العام للشركة الجزائرية للتأمينات، في مداخلته أن هناك 3 مخاطر كبرى تتعامل معها شركات التأمين وإعادة التأمين وتتعلق بالمناخ، التقنيات الحديثة وكذا التوترات الجيوسياسية. مبرزا أن هذه المخاطر تعتبر “الشغل الشاغل” للمتعاملين الاقتصاديين والحكومات في مختلف أنحاء العالم، وذلك “نظرا للحدة التي تميزها والعواقب الاقتصادية الكبيرة التي من المحتمل أن تسببها عند حدوثها”. مشيرا أن التأمين يتواجد في “الخطوط الأمامية” للاستجابة لقضايا الحماية، التي تعبر عنها الجهات الفاعلة والمؤسسات الاقتصادية وكذا المواطنين، معتبرا أن “الحلول المقدمة تبقى للأسف غير كافية”. داعيا إلى إحداث تغيير في دور حاملي وثائق التأمين مع إعطائهم التزامات جديدة، وذلك لتطوير آليات فعالة للوقاية والمرونة، مشيرا أن الحلول التي تم تطويرها في الإقتصادات المتقدمة يمكن أن تسمح للجزائر بالاستفادة منها “لبناء نموذج فعال لإدارة المخاطر الكبرى”. فيما ذكر “زين الدين بودقنة”، الخبير الدولي في مجال الأمن السيبراني، أن المخاطر السيبرانية مصنفة في قائمة أهم 10 مخاطر، وأنها ستتقدم خلال السنوات القادمة لتصبح في المرتبة الثانية ضمن هذه القائمة. مشيدا بمبادرات الجزائر “الجيدة” في سبيل حماية المعلومات، عبر سن جملة من القوانين لضمان الحماية المعلوماتية، مبرزا أهمية توجه الشركات نحو اتخاذ جملة من الإجراءات للتكيف مع هذا الوضع، والعمل على معرفة هذه الأخطار قبل وضعها لأي استراتيجية. أما الخبير الاقتصادي، “نزيم سيني”، فقد تحدث على أهم المخاطر المرتبطة بالتغيرات المناخية، والتي لها تأثير على شركات التأمين وإعادة التأمين، لافتا أن الخسائر المادية المرتبطة بالكوارث الطبيعية على المستوى الدولي ستصل إلى 500 مليار دولار في آفاق 2030. منبها شركات التأمين إلى التكيف مع الوضع، إلى اتخاذ جملة من الإجراءات على غرار استحداث خلايا للتنبؤ بالمخاطر، جعل تأمين المنازل إجباريا، الاستعانة بالذكاء الاصطناعي، وكذا إنشاء لجنة مشتركة تجمع الشركاء بين وزارة المالية، الاتحاد الجزائري لشركات التأمين وإعادة التأمين، وكذا وزارة البيئة لوضع خطة عمل لمواجهة آثار ظاهرة الاحتباس الحراري. في حين استعرض “جيمس نيكلسون”، مسؤول الحسابات الكبرى في شركة “مارش لندن”، أهم المستجدات على المستوى الدولي من ناحية نشاط التأمين وإعادة التأمين، مستعرضا أبرز الزيادات في أسعار التأمين دوليا.
يذكر أن الندوة اختتمت بالإعلان عن الهوية البصرية الجديدة للشركة الجزائرية للتأمينات، وذلك في إطار رؤية إستراتيجية عميقة، لتحديث صورة العلامة التجارية” للشركة.
عبير. ص