
أصبحت منصات التواصل الاجتماعي مسرحاً لظاهرة غريبة من نوعها، حيث اجتاح مواقع الإنترنت موجة عارمة من الصور المنتجة بواسطة الذكاء الاصطناعي، وصلت لحدود أثارت استنكاراً واسعاً وحتى استغاثة من مطوريه أنفسهم.
الجنون يطغى على العقول
بدأت القصة عندما أتاحت شركة “أوبن إيه آي” المطورة لبرنامج الدردشة الذكي “تشات جي بي تي” أداة جديدة لإنشاء الصور باستخدام الذكاء الاصطناعي. لكن ما بدأ كتجربة فنية تحول إلى إدمان جماعي، حيث انطلق المستخدمون في سباق محموم لتحويل كل شيء إلى صور تحاكي أسلوب أفلام “استوديو غيبلي” اليابانية الشهير.
من الشخصيات إلى الأحداث التاريخية
لم يقتصر الأمر على تحويل الصور الشخصية، بل امتد ليشمل:
– مشاهد سياسية بارزة
– لحظات رياضية خالدة
– مشاهد سينمائية شهيرة
حتى أن الحساب الرسمي للبيت الأبيض انخرط في هذه الموجة، بنشر صورة لسيدة تبكي أثناء اعتقالها.
صرخة استغاثة من المطورين
بلغ الهوس ذروته عندما اضطر الرئيس التنفيذي للشركة إلى نشر نداء عاجل عبر حسابه الرسمي، قال فيه: “هذا جنوني.. نحتاج للنوم”، في إشارة إلى الضغط الهائل على الخوادم بسبب الإقبال الكثيف على الخدمة. وأضاف طالباً من المستخدمين التوقف عن إنشاء الصور لإعطاء الفريق فرصة للراحة.
تداعيات قانونية وفنية
أثارت هذه الظاهرة جدلاً واسعاً حول:
– حقوق الفنانين الأصليين
– حدود الاستفادة من الأساليب الفنية
– ضرورة تطوير قوانين حقوق النشر
– التأثير على القيمة الفنية الحقيقية
توقف مفاجئ للخدمة
في تطور لافت، بدأ البرنامج يرفض تنفيذ بعض طلبات إنشاء الصور، معتذراً عن ذلك دون إبداء أسباب واضحة، مما أثار تساؤلات حول:
– الضغط التقني على الخوادم
– مخاوف قانونية محتملة
– محاولات للحد من الاستخدام الجائر
مستقبل غير واضح
تبقى الأسئلة الكبرى:
– إلى أي حد يمكن الذكاء الاصطناعي محاكاة الإبداع البشري؟
– ما هي الضوابط الأخلاقية والقانونية المطلوبة؟
– كيف سيؤثر هذا على مستقبل الصناعات الإبداعية؟
في النهاية، يبدو أننا أمام ظاهرة تكنولوجية تجاوزت حدود الترفيه لتصبح قضية تطرح أسئلة جوهرية عن حدود الابتكار وحقوق المبدعين ومستقبل الإبداع في عصر الذكاء الاصطناعي.
ياقوت زهرة القدس بن عبد الله