أخبار العالم

هدوء نسبي في عدة محافظات ودعوات الى وقف أعمال الشغب

تونس

عززت قوات الجيش والأمن التونسي، تواجدها في العديد من مناطق وأحياء البلاد، على خلفية الاحتجاجات المطالبة بالإصلاح الاقتصادي والاجتماعي، مع تسجيل عودة الهدوء نسبيا إلى العديد من المحافظات، وسط دعوات إلى وقف أعمال الشغب.

وقامت الوحدات العسكرية بتعزيز تواجدها في كل من القصرين وبنزرت وسليانة وسوسة، قصد حماية المنشآت السيادية، حسبما ذكره الناطق الرسمي باسم وزارة الدفاع التونسية محمد زكري، وكذا معاضدة جهود الأمن.

وعاد الهدوء نسبيا إلى الأحياء في عدة محافظات تونسية، عقب مواجهات في ثالث ليلة، بين المحتجين وقوات الأمن، أدت إلى اعتقال 630 شخصا، حسب الناطق الرسمي لوزارة الداخلية خالد الحيوني، على خلفية احتجاجات بعد بداية توقيت الحجر الصحي التام، المفروض في البلاد لمواجهة تفشي وباء كورونا المستجد.

وتأتي هذه الاحتجاجات تزامنا مع الذكرى العاشرة لـ”ثورة الياسمين” التونسية، والتعديل الوزاري الذي أعلن عنه السبت الماضي رئيس الحكومة التونسية هشام المشيشي، ومس 12 حقيبة وزارية، واعتبرته عبير موسي رئيسة كتلة الحزب الدستوري الحر بالبرلمان خرقا للدستور وتعدٍ على المنظومة السياسية الموجودة.

وبررت عبير موسي تصريحاتها بالتأكيد على أنه كان من المفروض أن تمر الحكومة على المحاسبة في البرلمان، قبل القيام بالتحوير الوزاري.

وتواجه حكومة المشيشي المتجددة، وهي الثالثة في ظرف سنة بعد انتخابات أفرزت كتلا فسيفسائية من الكتل البرلمانية المنقسمة، تصاعد الاحتجاجات الليلية التي بلغت حد العنف وأعمال الشغب، إلى جانب وقف الانتاج في منشآت حيوية واستراتيجية على غرار منشآت النفط والغاز في تطاوين وكذا منجم انتاج الفوسفات في ولاية قفصة.

مطالب بوقف أعمال الشغب

ولم تحظى الحركة الاحتجاجية، التي أتت في وقت تعيش فيه تونس توترات سياسية واجتماعية وأزمة اقتصادية، بتأييد القوى السياسية بسبب أعمال الشغب وعمليّات النهب والاعتداء على الأملاك العامة والخاصّة التي رافقتها إلى جانب قطع الطريق واستنزاف قوات الأمن.

ودعا الاتحاد العام التونسي للشغل في بيان له اليوم الشباب المحتج إلى وقف الاحتجاجات الليلية لما قد ينجرّ عنها من اندساس وتجاوزات وإلى عدم الانجرار وراء العنف. كما طالب الاتحاد السلطة بتقديم توضيحات شافية تبدد الإشاعات وتطمئن عموم التونسيات والتونسيين وتحمل المسؤوليات. ويعزو مراقبون ما آلت إليه أحوال البلاد إلى إخفاق النخب والقوى السياسية والحكومات المتعاقبة، بعد ثورة الياسمين، مشيرين إلى أن العوامل التراكمية مثلت توليفة غذت الغضب والاحتقان.

من جهته، دعا الاتحاد الوطني للمرأة التونسية، الى عدم الاقتصار على المعالجة الأمنية للسلوكيات الفوضوية التي شهدتها البلاد، بل تطويق هذه الظاهرة من الجانب الاجتماعي والنفسي، مشيرا إلى أن نفس الفئة العمرية التي تقوم بأعمال التخريب، تجنح إلى الهجرة السرية والاقدام على محاولات الانتحار وفق ما بينته العديد من الدراسات.

وفي سياق ذي صلة، دعت النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين وزارة الداخلية الى حماية مراسلي وسائل الإعلام، خلال تغطيتهم خاصة للاحتجاجات وأعمال الشغب الليلية، واتخاذ كافة الإجراءات الحمائية لفائدة الصحفيين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى