تكنولوجيا

نموذج “جيني 3” من ديب مايند يقترب من تحقيق الذكاء العام الاصطناعي

في خطوة وصفت بأنها نقلة محورية في ميدان التطوير التقني. أعلنت وحدة الأبحاث التابعة لشركة “غوغل”. عن نموذجها الذكي الجديد “نموذج “جيني 3” . الذي يتوقع أن يكون خطوة كبيرة نحو تحقيق مفهوم الذكاء العام الاصطناعي. وهو الهدف الذي تسعى إليه العديد من الشركات والمؤسسات حول العالم.


 

هذا النموذج لا يزال في مرحلته التجريبية. ولم يطرح بعد للاستخدام العام. لكنه أثار اهتمام الأوساط التقنية والعلمية. بسبب قدرته الفائقة على توليد عوالم رقمية قابلة للتفاعل. يمكن التحكم فيها عن طريق التعليمات النصية، وهو ما يعتبر قفزة نوعية في تصميم النماذج الذكية التي تحاكي الواقع.

ويعد هذا الإعلان تتويجًا لأعوام من البحث والتطوير. خاصة أن الشركة سبق أن طوّرت نسخًا سابقة أقل تقدمًا. إلا أن النسخة الحالية تتمتع بخصائص غير مسبوقة، تسمح للنموذج بتذكر المحتوى الذي أنشأه سابقًا. والتفاعل معه بطريقة تحاكي الإدراك البشري.

 

نموذج “جيني 3” .. تصور رقمي للواقع يفتح افاقا لاستخدامات متعددة

النموذج الجديد يتمتع بإمكانية توليد مشاهد تفاعلية عالية الدقة. تستجيب لتوجيهات بسيطة، وتستمر في العمل بانسجام دون انقطاع أو فقدان للتماسك. ما يمنحه قدرة على تقديم بيئات محاكاة يمكن استخدامها في عدة مجالات منها التعليم والترفيه والتصميم.

ويعتمد هذا النموذج على بنية تتيح له إنتاج مشاهد تدوم عدة دقائق. وهي مدة طويلة مقارنة بالنماذج السابقة التي كانت لا تتجاوز بضع ثوانٍ. كما أن المحتوى الذي ينتجه يظهر بدرجة وضوح مناسبة تتيح له استخدامًا عمليًا في مجالات مختلفة.

واحدة من أبرز خصائص هذا النموذج، هي قدرته على الاستجابة للتغييرات التي يطلب منه تنفيذها خلال تشغيل المشهد. ما يعني إمكانية تعديل العالم الرقمي في الوقت الفعلي. دون الحاجة إلى إعادة التوليد من جديد، وهي ميزة أساسية في أدوات المحاكاة الحديثة.

وتشير الشركة إلى أن هذا النموذج ليس مقيّدًا ببيئة واحدة أو نوع محدد من العوالم، بل يمكنه إنشاء بيئات واقعية أو خيالية. بحسب طبيعة التوجيهات. وهو ما يتيح فرصًا واسعة أمام المبرمجين والمصممين والمبتكرين لاختبار أفكارهم في بيئات افتراضية متطورة.

 

 

الذكاء العام ليس بعيدا.. والنموذج يمهد الطريق للوكلاء المتعددين

تقول الشركة إن الغرض الأساسي من تطوير هذا النموذج لا يتوقف عند إنشاء مشاهد رقمية ترفيهية. بل يتجاوز ذلك نحو تمكين أنظمة ذكية متعددة الاستخدامات من التعلم ضمن بيئات افتراضية معقدة. تسمح بتدريبها على التعامل مع ظروف مشابهة لما يواجهه الإنسان في الحياة الواقعية.

ويرى الخبراء أن هذا النوع من النماذج قد يحدث تحولًا كبيرًا في طريقة تدريب الأنظمة الذكية. حيث يتم تزويدها بخبرات افتراضية تمكنها من التعلم التفاعلي، مما يقلل الحاجة إلى الاعتماد الكلي على البيانات النصية أو المصورة.

واللافت أن بعض خصائص النموذج لم تكن مبرمجة بشكل مباشر من قبل المطورين، بل ظهرت نتيجة لتراكم قدراته أثناء التدريب، وهو ما يعكس تطورًا نوعيًا في مستوى التعقيد الذي باتت النماذج الحديثة قادرة على التعامل معه دون تدخل بشري كامل.

وعلى الرغم من عدم إتاحة النموذج لعامة المستخدمين بعد، إلا أن الشركة تؤكد أنه يمثل جزء من رؤية طويلة الأمد تهدف إلى تحقيق أنظمة ذكية عامة، قادرة على فهم السياق وتفسير التوجيهات والتعامل مع التحديات بشكل مرن، يشبه سلوك البشر في اتخاذ القرار.

في نهاية المطاف، يبدو أن الطريق نحو ذكاء اصطناعي عام لم يعد مجرد خيال علمي، بل أصبح مسارًا واضح المعالم، يُمهد له بنماذج مثل “جينـي 3″، التي تجمع بين قوة المحاكاة وسرعة التفاعل ومرونة التكيف مع المدخلات، ما قد يفتح الباب أمام تحول جذري في شكل العلاقة بين الإنسان والتقنية.

 ياقوت زهرة القدس بن عبد الله 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى