
اعتبرت مجلة الجيش في عددها لشهر ماي، أن نجاح القمة الثلاثية التي احتضنتها الشقيقة تونس مؤخرا، وجمعت قادة دول الجزائر، ليبيا وتونس، في 22 أفريل الماضي، في إطار الاجتماع الثلاثي، نجاحا يؤكد انتصار الديبلوماسية الجزائرية التي أثبتت حنكتها وانتصارها للصالح العام، بعيدا عن المصالح الضيقة وسياسة النفاق.
وأضافت المجلة في افتتاحيتها ، أن هذا لاجتماع عقد في ظرف حساس تمر به منطقتنا، وفي ظل تطورات خطيرة على الصعيد الإقليمي وأزمات دولية غير مسبوقة، تستلزم تنسيق المواقف بين دول المغرب العربي وتعزيز الجهود وتكثيف التشاور وتعميقه لرفع جملة من التحديات السياسية والأمنية والاقتصادية بفعالية وذلك للحيلولة دون التأثر بالمتغيرات المتسارعة التي تشهدها المنطقة والعالم. وأكدت افتتاحية مجلة الجيش أن ما يثبت تمسك الجزائر بترجيح العمل الجماعي المشترك، أن فكرة هذا اللقاء الهام تعود لرئيس الجمهورية، “عبد المجيد تبون”، الذي ألح في مناسبات عديدة على ضرورة إيجاد آلية للتشاور المنتظم والدوري، خاصة بدول شمال إفريقيا، تسعى من خلالها لبلورة حلول مناسبة للمشاكل التي تعترضها على نحو يجعل منطقتنا بمنأى عن التهديدات الحقيقية التي تحيط بها، ويعزز مقومات أمنها واستقرارها ونمائها، بما سيعود بالنفع على شعوبها. مبرزة أن أهم إيجابيات هذه الآلية الجديدة الهامة التي قالت أنها “ستقطع الطريق نهائيا أمام التدخلات الخارجية وما ينجر عنها من مخاطر على دول المنطقة التي تصر على تمسكها المشروع باستقلال قرارها الوطني وإقامة نظام دولي متعدد الأطراف علاقات دولية تستند لمبادئ التعاون والتضامن والعدل ومساواة جميع دول المعمورة أمام القانون الدولي خلافا لما هو حاصل حاليا، مشيرة إلى أن سياسة الكيل بمكيالين وازدواجية المعايير أصبحت هي السائدة والطاغية في معالجة النزاعات على المستوى الدولي. مردفة أن اللقاء التشاوري، بالإضافة إلى كونه خطوة مهمة في سياق توحيد وجهات النظر بشأن القضايا الدولية والإقليمية، بشكل يسمح لدول المنطقة بإسماع صوتها الموحد في المحافل الدولية، فإنه سيمكن حتما من إرساء أسس قوية لتعزيز التعاون على الأصعدة الأمنية والاقتصادية، ولاسيما ما تعلق بضمان الأمن الغذائي والمائي, وهو ما تجسد من خلال التوقيع, يوم 24 أبريل 2024 بالجزائر، على اتفاقية إنشاء آلية تشاور بين الجزائر وتونس وليبيا حول إدارة المياه الجوفية المشتركة بينها بالصحراء الشمالية.
في سياق موازي، جددت مجلة الجيش التأكيد على أن الجيش الوطني الشعبي، سليل جيش التحرير الوطني يواصل تأدية مهامه بتفان وإخلاص للذود عن الوطن, ولسان حال أفراده يقول إننا على استعداد دائم لصد أي تهديد قد يستهدف بلادنا، متسلحين في ذلك بالجاهزية العالية لوحداته المختلفة والقوة الضاربة التي اكتسبتها.
محمد الوليد