
يستقطب حمام ورقة المعدني بولاية النعامة أعدادا معتبرة من الزوار والسياح، هذا المنبع الحموي الذي يتوفر على خدمات سياحية هامة وتتوافد عليه العائلات يوميا من كل ربوع الوطن للتداوي والتمتع بمناظره الساحرة، ومن أجل تثمين هذه المكتسبات استفادت منطقة عين ورقة السياحية ببلدية عسلة جنوب ولاية النعامة من عدة عمليات موجهة خصيصا لترقية الموقع السياحي حتى يتم توفير ظروف ملائمة لجلب المستثمرين، وهذا من خلال تهيئة الأرضية وإنشاء مساحات خضراء به، بالإضافة إلى ربطه بشبكة قنوات المياه الصالحة للشرب والصرف الصحي وتهيئة المسالك المؤدية إلى هذا الموقع. هذه الدراسة تهدف إلى توفير آليات الاستقطاب السياحي لموقع عين ورقة واستغلال ما يتوفر عليه من إمكانيات طبيعية، سيما منابع المياه الحارة التي تستعمل في التداوي والعلاج والفضاءات المحيطة به كالبحيرة القارية التي تأوي إليها مختلف الطيور الماكثة والمهاجرة والغابة المتحجرة ومحطات النقوش، الصخرية والمغارات وجبال الملح والغاسول وسلسلة من المتحجرات والمستحثات التي تشهد على حقب زمنية بالمنطقة.
كما تم تخصيص دراسات أخرى من شأنها المساهمة في حماية موقع عين ورقة السياحي ومحطة الرسومات الصخرية الموجودة هناك، وهو المشروع المندرج في إطار تحديد الأوعية العقارية الموجهة للمستثمرين والتي ستتكفل بتسييرها الوكالة الوطنية للتنمية السياحية.
ما بين بلدية القصدير ومكمن بن عمار، الوجه الآخر للشط الغربي
إنه الوجه الخفي لمنطقة الشط الغربي الممتدة من بلدية مكمن بن عمار نحو بلدية القصدير الحدودية غرب ولاية النعامة، فبعد اكتشاف كميات كبيرة من المياه الجوفية بهذه المنطقة، ها هي اليوم تكشف من خلال سكانها عن ثروات باطنية كبيرة كان المستعمر الفرنسي يستغلها لسنوات، حيث بقيت مهجورة دون تسليط مناقب البحث فيها.
يزخر الشط الغربي بثروات باطنه وبمواد هامة ومتنوعة تساهم في تعزيز قدرة الاقتصاد الوطني، بما تقدمه من مواد للتحويل والتصنيع، وتتركز أهم هذه الثروات المعدنية في منطقة الشط ” قارة البلاصة” التي يوجد بها تربة بيضاء ألوانها تشبه مادة الجير، حيث كان البدو الرحل يقومون بغسل ملابسهم وأغطيتهم الصوفية بهذه المادة المنظفة، التي كانت تستعمل في وقت قريب أي في وقت الاستعمار الفرنسي من طرف المعمرين من جنود كما يوجد” بمنطقة الكوار” مادة الكبريت، الذي كان يأخذها كل من قدم إلى هذه المنطقة عبر القوافل، منهم أصحاب الصحراء كذلك ”الصبخة” توجد بها مادة تسمى ”كريت شوا” كما جاء على لسان أحد الشيوخ الذي كان والده من عمال هذه المنطقة عند الفرنسي:’ ‘فيلار”، حيث كان يجمع هذه المعادن ويأخذها إلى مكان مجهول.
فالمنطقة غنية بالثروات المعدنية الهامة في الشط، حيث لا تزال مجهولة لأن عمليات الاكتشاف والتنقيب لم تمتد إليها بعد، رغم توفرها بكثرة فإن استغلالها لازال لم ينطلق بعد ويمكنها أن تتحول إلى ورشة كبيرة إن حظيت بالتفاتة من طرف الباحثين في علم التنقيب على المعدن والمناجم وبوجود البحيرة ومقام الولي الصالح سيدي احمد الميلود، فإن الآمال تتجدد في أن تنال المنطقة حقها من العناية والتنمية وتحسن أحوال ساكنة البدو بالمنطقة والذين مازالوا يتطلعون للاستفادة من خلايا الطاقة الشمسية والدعم بالأعلاف وتحسين وضعية تنقلهم بشق مسالك طرقية عبر مسار الشط الغربي.
النعامة: ابراهيم سلامي