
تنفيذا لتعليمات الوزير الأول أيمن بن عبد الرحمان، وبخصوص إحياء الذكرى الـ 170 لمحرقة الأغواط أو “الهولوكوست الفرنسي” والتي ستحتضن فعالياتها الرسمية ولاية الأغواط، يومي الـ 03 و04 ديسمبر الجاري، أين اعتبر أن مقاومة الأغواط سجلها التاريخ بمداد الفخر و الإعتزاز.
وأوضح الوزير الأول، بعد إبدائه الموافقة على إشراف الولاية لإحياء هذه المحطة التاريخية، قد أكد على ضرورة أن تحظى هذه المحطة التاريخية الهامة في مسار تضحيات شعبنا الأبي ومجابهته لجرائك الاستدمار من أجل استرجاع سيادته، باحتفال يرقى لمستوى هاته التضحيات.
مع العلم، أنه يتم افتتاح ندوة تاريخية حول “جرائم الإستعمار الفرنسي في الجزائر” التي ستنظم بمناسبة الذكرى الـ 170 لمقاومة الأغواط -4 ديسمبر 1852 – أن مقاومة الأغواط سجلها التاريخ بمداد الفخر والإعتزاز ، مضيفا أن التاريخ يشهد أن الأغواط لم تخمد لها ثورة منذ دخول الإستعمار الفرنسي إليها وهذا ما تجلى في مشاركة أبناءها في مختلف المقاومات الشعبية على غرار مقاومة سيدي موسى بن حسن بالعاصمة.
وأشار ربيقة في وقت سابق، أن القوات الفرنسية المدججة بالأسلحة الثقيلة واجهت شعبا أعزلا، لكنه أبان عن مقاومة شرسة مكنته من تحصين المدينة وهو الأمر الذي دفع بالفرنسيين إلى استعمال السلاح الكيمياوي المتمثل في مادة ” الكلوروفورم”، والتي أدت إلى إبادة ثلث سكان المدينة .
وأكد وزير المجاهدين وذوي الحقوق في هذا الشأن، أن هذه الجريمة ستظل محفورة في ذاكرة التاريخ كواحدة من أبشع و أكبر الجرائم المرتكبة ضد الإنسانية، وأشاد بالمقاوم البطل ابن ناصر بن شهرة أحد قادة المقاومة الشعبية و أيقونتها بالأغواط ، مثنيا في ذات الوقت أيضا على دور الزاوية التيجانية في الحفاظ على الموروث الروحي و الإسلامي.
وفي سياق ذي صلة، دعا ذات المتحدث المسؤولين المحليين المنبثقين عن المحليات الأخيرة إلى ضرورة التحلي بروح المسؤولية و مواصلة البناء و التشييد استكمالا وصونا لأمانة الشهداء والمجاهدين.
وتمحورت مواضيع هذه الندوة التاريخية حول سياسة الإخضاع و الإبادة الإستعمارية في الجزائر و السياق التاريخي لمحرقة الأغواط -4 ديسمبر 1852 -، وحول الأسلحة الكيميائية و استعمالها طيلة العهد الإستعماري 1830-1962 .
وفي هذا الصدد، تطرق أحد الحاضرين في مداخلته إلى العقيدة العسكرية الفرنسية في إخضاع الجزائر – الأغواط 1852 نموذجا- ، فيما تمحورت المداخلة الثانية للأستاذ عيسى بوقرين من جامعة الأغواط حول جريمة الإحتلال الفرنسي للأغواط سنة 1852 من خلال المصادر الفرنسية.
وتناولت المداخلات الأخرى معالم الوحدة الوطنية في مقاومة الأغواط و الأسلحة الكيميائية و استعمالها في الجزائر من طرف فرنسا الإستعمارية – الكلوروفورم نموذجا- و أوصى المشاركون في ختام أشغال هذا اللقاء بترسيم ذكرى 4 ديسمبر 1852 يوما وطنيا للمقاومة الشعبية و الإبادات الجماعية و إدراجها في المقررات التربوية و ترقية الندوة التاريخية إلى ملتقى وطني بمناسبة الذكرى 170 لمقاومة الأغواط شهر ديسمبر 2022 .
كما اقترحوا اعتماد وحدة بحث تابعة للمركز الوطني للدراسات والبحث في الحركة الوطنية و ثورة أول نوفمبر 1954 يكون مقرها بالأغواط و التي تهتم بتاريخ المقاومة الشعبية و الجرائم الإستعمارية بالمنطقة، وكذا رعاية البحوث و الدراسات المتعلقة بتاريخ المنطقة خصوصا ما تعلق منها بجمع الأرشيفات داخل الوطن و خارجه .
وتضمنت التوصيات أيضا، تكليف لجان مختصة مشكلة من أساتذة التاريخ و الكيمياء و القانون للبحث و التقصي في قضية استخدام السلاح الكيمياوي بالأغواط في 4 ديسمبر 1852، ودعم الجمعيات الوطنية و المحلية المهتمة بالتاريخ وربط نشاطها بمديريات المجاهدين وذوي الحقوق ومتاحف المجاهد وأيضا بالمركز الوطني للدراسات والبحث في الحركة الوطنية وثورة أول نوفمبر 1954.
ودعا المشاركون أيضا، إلى دعم إنجاز أفلام وثائقية و مسرحيات خاصة بذكرى مقاومة الأغواط والإهتمام بالآثار المادية للمقاومة الشعبية و الحركة الوطنية و الثورة التحريرية و إدراجها ضمن المقررات الأكاديمية لتخصص التاريخ و الآثار و حمايتها بموجب القانون.