
تحت شعار “عز الانتماء، احترافية في الأداء، وفاء لرسالة الشهداء”، احتضن مقر الأمن الولائي الجديد فعاليات إحياء الذكرى الـ 63 لتأسيس الشرطة الجزائرية، الموافق لـ 22 جويلية من كل سنة.
وقد جرت الفعالية بإشراف من والي الولاية “عايسي فؤاد” رفقة رئيس المجلس الشعبي الولائي ورئيس الأمن الولائي، وبحضور السلطات المحلية المدنية والأمنية والعسكرية والقضائية، ومنتسبي قطاع الأمن على مستوى الولاية. وألقى السيد رئيس أمن الولاية كلمة بالمناسبة، نوه فيها بمسار تطور الشرطة الجزائرية منذ الاستقلال، مشيرا إلى الأدوار المتنامية التي تؤديها في حماية المواطن وصون النظام العام، وفق مقاربة أمنية احترافية، متجذرة في قيم الجمهورية.
كما تم بث كلمة السيد وزير الداخلية والجماعات المحلية، التي عبر فيها عن فخره بكفاءة الشرطة الجزائرية، مثمنا جهودها في تعزيز الأمن والاستقرار، ودورها المحوري في التنمية المحلية، واستمع أيضا إلى كلمة السيد المدير العام للأمن الوطني، التي ركزت على الجهود المبذولة لتطوير منظومة التكوين والتجهيز، وتثمين روح التضحية والانضباط في صفوف أفراد الشرطة.
يحتفي الأمن الولائي بمعسكر خاصة والشرطة الجزائرية عامة بعيدها الوطني الـ 63 المصادف لـ 22 جويلية من كل سنة، وهو اليوم الذي تم فيه تسليم المهام بين مسؤولي الأمن على مستوى جبهة التحرير الوطني وبين أول مدير عام للأمن الوطني عام 1962. يندرج الاحتفال بعيد الشرطة في سياق عرفان الوطن بتضحيات رجال ونساء هذا الجهاز، والذين أدوا واجبهم بكل صدق وتفان في سبيل أمن المواطن وحماية ممتلكاته، فالشرطة الجزائرية تعمل دائما على تطوير قدراتها على المستوى التكويني والتكنولوجي، تماشيا مع تطور المجتمع الذي يقابله تطور في الجرائم وما يتيح محاربة هذه الجرائم عن طريق تبادل التعاون القضائي وتسليم المجرمين وتبادل المعلومات.
حيث ذكر خلال تدخله رئيس أمن الولاية، ما ورد في كلمة وزير الداخلية والجماعات المحلية والمدير العام للأمن الوطني، حول الدور الذي تلعبه الأجهزة الشرطية في مسايرة الحركية التنموية الهامة التي تعرفها بلادنا على جميع الأصعدة وما يوليه السيد رئيس الجمهورية السيد “عبد المجيد تبون” لتأمين المواطنين حيثما كان محل تواجدهم عبر إقليم البلاد، كما تطرق إلى التطور التكنولوجي وتعزيز وعصرنة مصالحها من خلال تعميم الرقمنة مع تطوير العديد من الأنظمة المعلوماتية، ويعود هذا التطور أساسا إلى الدعم القوي الذي تحظى به الشرطة الجزائرية من السلطات العمومية للبلاد، خلال السنوات الأخيرة وعلى رأسها السيد رئيس الجمهورية “عبد المجيد تبون”، لتبقى الشرطة مفخرة للأمة الجزائرية.
كما نظم خلال الحفل تقليد مختلف الرتب لمنتسبي الشرطة الجزائرية وتكريم عناصر الأمن، متقاعدي الأمن الوطني والناجحين في المسابقات الرياضية. والي الولاية “عايسي فؤاد” من جهته، كذلك هنأ بدوره الأسرة الشرطية بمختلف تشكيلاتها وثمن جهود الشرطة الجزائرية بصفة عامة وبالأخص شرطة ولاية معسكر ومختلف التشكيلات الأمنية الأخرى، حيث اعتبر هذه المناسبة “حلقة وصل بين الماضي والحاضر والمستقبل، للتذكير بملحمة كفاح “الشعب”، مشيرا إلى دور الشرطة التي تأسست في 22 يوليو 1962، من أجل خدمة الوطن وحماية المواطن ورفع راية الأمن والامان في كل ربوع البلاد رفقة الجيش الشعبي الوطني.
زيادة على التقدم الملموس الذي حققته الشرطة في العدد والعدة، ومناهج العمل الذي قوامه مثلما قال الاحترافية والعصرنة والفعالية في الأداء. هذا التطور المحرز كان نتيجة “للاستثمار في المورد البشري والتحضير الجيد، وفق ما تقتضيه موجبات العمل الشرطي والتزامات التواجد الميداني والتحديات الراهنة. مؤسسة الأمن الوطني تبقى في أهبة ويقظة تامة لمجابهة التحديات الأمنية الجديدة التي أفرزت أنماطا جديدة من الاجرام والتهديدات في ظل التحولات العميقة التي يشهدها العالم ومنطقتنا على وجه الخصوص. الرهانات لا تكسب إلا بتوفر العنصر البشري الكفؤ والمؤهل، خاصة في الوقت الراهن والمستقبل القريب، مما يستدعي عصرنة الأمن الوطني وإدخال أنماط جديدة وآليات متطورة في تسيير المورد البشري، لإبراز الكفاءات وضمان سيرورة مهنية عادلة لكل أفراد الشرطة، فإعطاء الأهمية للشراكة وتطويرها وتوسيع نطاقها إلى مجالات عديدة، خاصة في التكوين وتبادل التجارب والخبرات والرفع من مستوى الأداء”، ويرى بأن “العمل الاستباقي يبقى من أولوية القطاع لما له من فعالية في آليات مكافحة كل أشكال الجريمة، وإحباط مختلف التهديدات والأخطار التي تمس بالأمن، وهذا ما يمكن تحقيقه، عن طريق التوعية والإرشاد والمساهمة في إثراء البرامج التربوية.
الشرطة “أثبتت قدرتها على مواكبة العصرنة، مما أهلها بجدارة أن تكون محل اهتمام العديد من الدول التي ترى فيها اليوم مرجعا يستند إليه والاستفادة من تجاربها في إطار محاربة الجريمة”. كل الأسلاك الأمنية “تقف حاليا في وقت الجد، لترافق الشعب الجزائري في تجسيد خياراته السياسية الاستراتيجية وتزيح من الطريق كل محاولات التآمر وتوجيه الإرادة الشعبية ضد مطبات اليأس والشك والتردد، لتغطية أمنية متوفرة عبر مختلف دوائر الولاية من خلال وجود مقرات لأمن الدائرة.
التغطية الأمنية بولاية معسكر بلغت نسبة الـ 99 بالمائة والتحلي بـ «روح الإبلاغ”، كون المواطن شريك مهم” لسلك الشرطة الذي يعد أداة” تزداد فعاليتها أكثر بانخراط المواطنين، زيادة على المجهودات المبذولة محليا من أجل ضمان أمن المواطن وحماية ممتلكاته.
دون أن ننسى الإنجازات الأخرى التي حققتها الشرطة في مجال توعية المجتمع، من خلال إطلاقها العديد من الحملات التحسيسية ضد أخطار الجريمة، فالشرطة هي مؤسسة جمهورية تقوم بعمل جواري بغية احتكاك أكبر بالمواطنين يتسم بالثقة المتبادلة بغرض مكافحة الجريمة. وسلك الشرطة يعمل على مواصلة الاضطلاع بمهمته التي تكمن في الحفاظ على الأمن والاستقرار. وتم خلال الحفل تقليد رتب جديدة لعدد من إطارات وأعوان الشرطة، عرفانا لهم بالجهود التي بذلوها، واختتمت المراسم في أجواء رمزية وطنية، مجسدة لشعار هذه الذكرى.
سلطاني مختار