
أشرف “العيد ربيقة”، وزير المجاهدين وذوي الحقوق رفقة السلطات الولائية المدنية والعسكرية والأسرة الثورية بمقبرة الشهداء “باب البكوش” ببلدية لرجام، على إحياء الذكرى الـ66 لهذه المعركة التاريخية، حيث تم رفع العلم الوطني وقراءة فاتحة الكتاب ترحما على أرواح الشهداء الطاهرة.
حيث تعتبر معركة “باب البكوش” بجبال الونشريس بولاية تيسمسيلت من بين أبرز محطات ثورة التحرير المجيدة، فقد أجبرت قوات أعتى دولة آنذاك على مغادرة المنطقة والعودة إلى معسكراتها متكبدة خسائر كبيرة بلغت 600 قتيل من بينهم 33 ضابطا, إضافة إلى إسقاط طائرتين من نوع “جاغوار”، فيما استشهد 360 مجاهدا من جيش التحرير الوطني في ميدان الشرف خلال المعركة منهم قائد الكتيبة “الكريمية” سي أعمر ومن جانب المدنيين استشهد 240 أغلبهم من الشيوخ والأطفال والنساء. وخلال إشرافه على افتتاح الملتقى الوطني الموسوم بـ”معركة باب البكوش بطولات الثورة في منطقة الونشريس- الثورة في المنطقة الثالثة- الولاية الرابعة”، المنظم بمناسبة الذكرى الـ66 للمعركة، ذكر الوزير “ربيقة”، أن إحياء ذكرى معركة “باب البكوش” يعد فرصة لاستحضار شريط الكفاح الذي خاضه شعبنا الأبي ضد الاستعمار الفرنسي، للاستلهام مما تختزنه الثورة التحريرية المجيدة من بطولات ضد الاستعمار. مؤكدا أن معركة باب البكوش التي وقعت بهذه الولاية (28-31 مايو 1958) كانت وما زالت رافدا حقيقيا لأخذ الدروس واستلهام العبر برؤية تربط بين الماضي المجيد والعهد الجديد بقيادة رئيس الجمهورية “عبد المجيد تبون”. وأضاف الوزير “ربيقة ” أن اللقاء فرصة لتسليط الضوء على سير رموزنا الأفذاذ، الذين صنعوا تلك الملاحم البطولية في سبيل الحرية والانعتاق، لنهتدي بما تكتنزه هذه السير من أقباس مشرفة تشحذ الهمم والعزائم لبناء وطننا المفدى، حيث سيتوجب على الأجيال الوفاء لها ولتضحياتها والعمل على تخليد رموز الثورة التحريرية.
“ربيقة” يدعو باحثي جامعة تيسمسيلت إلى القيام بدراسات تاريخية للمنطقة وتعميمها على كل معارك وأحداث ورموز هذه الربوع المجاهدة من الوطن
وفي ذات السياق، دعا وزير المجاهدين طاقم البحث العلمي بجامعة “أحمد بن يحيى الونشريسي” لتيسمسيلت والطلبة إلى التنسيق مع المركز الوطني للدراسات والبحث في المقاومة الشعبية والحركة الوطنية وثورة التحرير الوطني والمجلس العلمي للمتحف الولائي للمجاهد، من أجل القيام بدراسات تاريخية للمنطقة وتعميمها على كل معارك وأحداث ورموز هذه الربوع المجاهدة من الوطن، الذين ساهموا في مكافحة المستعمر أثناء الثورة التحريرية المباركة.
وأشار الوزير في كلمته إلى الأهمية الخاصة التي أولاها رئيس الجمهورية، “عبد المجيد تبون”، لولاية تيسمسيلت المجاهدة من خلال البرنامج التكميلي للتنمية الذي خصه بها، استجابة لتطلعات بنات وأبناء المنطقة، بغية تحسين الظروف المعيشية للمواطنين لتواكب الولاية المسار التنموي الجاري عبر الوطن، وهذا وفاء للعهد الذي قطعه ببعث التنمية الوطنية. مبرزا أن الجهود التي تقوم بها دائرته الوزارية من أجل رقمنة القطاع بشقه المتعلق بالذاكرة الوطنية، بهدف الوصول إلى أوسع شريحة من المجتمع خاصة الشباب، لتمكينه من الاطلاع على التاريخ الوطني. ومن جانبه أبرز والي تيسمسيلت “بوزايد فتحي”، أنه وفي إطار الحفاظ على الذاكرة الوطنية، تم تسجيل عمليات لتهيئة وإعادة ترميم لأكثر من 13 مقبرة للشهداء عبر الولاية ومنها مقبرة “باب البكوش” التي حظيت بعملية ترميم في إطار البرنامج التكميلي للتنمية الذي أقره رئيس الجمهورية “عبد المجيد تبون” للولاية.
للإشارة، يتضمن برنامج هذا الملتقى الوطني الذي تحتضنه جامعة “أحمد بن يحيى الونشريسي” تقديم أساتذة وباحثين من عدة جامعات من الوطن مداخلات، تتمحور في مجملها حول تاريخ منطقة الونشريس وأهميتها الاستراتيجية والعمل العسكري والسياسي بها، خلال الثورة التحريرية المجيدة والمعارك الكبرى التي عرفتها،على غرار معركة باب البكوش التي دارت بالمنطقة الثالثة للولاية الرابعة التاريخية. وسيتخلل الملتقى قراءات لمذكرات المجاهد “سليمان الغول”، ودليل الفدائي للشهيد الجيلالي بونعامة، بعنوان “أبعاد العقيدة العسكرية” مع تقديم شهادات حية لمجاهدين عن المعارك التي شهدتها المنطقة آنذاك.
محمد الوليد/ وكالات