
شهدت الطبعة الثامنة للملتقى التكنولوجي العالمي “فيفا تيك” أو “فيفا تكنولوجي” VivaTech بباريس، مشاركة قوية للجزائر بتمثيلها قارة إفريقيا، عبر 60 مؤسسة ناشئة تنشط في مجال الابتكار التكنولوجي والرقمي.
حيث تنوعت مشاركة المؤسسات الجزائري عبر تكنولوجيا التعليم، التجارة الإلكترونية، التكنولوجيا المالية، التكنولوجية الحيوية، التكنولوجيا الزراعية، إلى جانب الذكاء الاصطناعي، وهو ما سمح لها بإبرام عديد العقود مع شركات ومستثمرين أجنبية ستسمح لها بتطوير نشاطها مستقبلا، في الوقت الذي تمكن أصحاب بعضها من إقناع بعض المستثمرين والمخابر للحصول على تمويل ودعم لاستكمال مشاريعها الابتكارية وتوسيع نشاطها.
وفي هذا الإطار ذكر الباحث الجزائري والمستشار في الأمن السيبراني “علي الكحلان”، أن مشاركة الجزائر في تظاهرة “فيفا تيك” تتطور مع كل طبعة، منذ بداية مشاركتها في 2016 إلى غاية إنشاء جناحها الخاص في عام 2019، ما جعلها أكثر التزاما يوضح التزام البلاد بالابتكار والتكنولوجيا، تم خلالها مشاركة 20 شركة ناشئة جزائرية تم اختيارها لتمثيل الابتكار الوطني. وأردف الدكتور “علي كحلان، تلك المشاركة الجزائرية ساعدت في بناء علاقات أقوى مع مجتمع التكنولوجيا العالمي ولفت الانتباه إلى المواهب الجزائرية المبتكرة، مضيفا أنها كانت تمهيدا لطريق مليء بالتحديات، وكذا الفرص المتاحة من خلال تواجد مؤسسات أخرى غير جزائرية، مثمنا الدعم الذي توليه الدولة الجزائرية للمؤسسات لاسيما الناشئة منها، لتواصل نشاطها ومساندتها لولوج السوق العالمية.
وفي هذا الإطار، تعد A-VENTURE مبادرة حكومية مهمة، تعتمد التنسيق بين وزارة اقتصاد المعرفة والشركات الناشئة وسوناطراك، الشركة الوطنية للنفط والغاز في الجزائر وأكبر شركة في أفريقيا، باعتبارها الراعي الرئيسي والمساهم في إدراج الشركات الناشئة، تقوم بتقديم وتسهيل الهياكل اللوجستية والتنموية للشركات الناشئة والحاضنات، بالإضافة إلى برامج مرافقة مختلفة تتوافق مع المعايير الدولية. ومهمتها مكملة لـ”صندوق الجزائر للشركات الناشئة”، الذي تم إطلاقه بالفعل في أكتوبر 2020، من خلال ضمان المراقبة والإشراف على الشركات الناشئة المستفيدة.
يذكر أن ملتقى “فيفا تيك”، المنظم من قبل شركة “Publicis” والمجموعة الإعلامية «Les Echos -Le Parisien”، أصبح رائدا عالميا، لأهمية المشاركين فيه ونوعية زبائنه والمهتمين به، فقد أصبح ينافس معرض الإلكترونيات الاستهلاكية التاريخي في مدينة “لاس فيغاس” الأمريكية، كما أنه يعرف مشاركة شخصيات عالمية ولها وزن ثقيل في مجال الابتكار وحتى السياسة، على غرار “إيلون ماسك” صاحب شركة “تيسلا” العالمية للسيارات الكهربائية، ومالك تطبيق X المعروف سابقا بـ”تويتر”، وزير الخارجية الأمريكي الأسبق، “جون كيري”، ومديرة شركة “إكس” ليندا ياكارينو، وكذا مسؤولي كبريات الشركات التكنولوجيا مثل ميتا، مايكروسوفت، غوغل…، من بين أكثر من 3500 مشارك، قدموا من 120 دولة، 2500 شركة ناشئة و2000 مستثمر دولي و350 شركة ومنظمة من 25 قطاعا فاعلا في مجال التكنولوجيا.
سليمة. ق