
لا تكاد توجد لحظة، تتوحد فيها الجالية الإسلامية لتعيشها باحتفاء خاص بحلول السنة الهجرية الجديدة مطلع كل عام، إذ تعد السنة الهجرية مناسبة دينية تاريخية روحانية للمسلمين، تذكرهم بذكرى غالية تعيدهم إلى هجرة الحبيب المصطفى صلوات ربي وسلامه عليه.
بداية التقويم الهجري الذي اعتمدته الأمة الإسلامية منذ هجرة النبي محمد ﷺ من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة، ذكرى الحدث التاريخي الذي شكّل نقطة هامة حولت التاريخ الإسلامي والشروع في إنشاء تاريخ جديد.
إذ يتنوع الاحتفال بهذه المناسبة بين الجوانب الدينية الروحانية والعادات والتقاليد المتوارثة من بلد إلى آخر ومن زمن ماضي إلى قادم. ويبقى الجانب الديني الروحاني في جوهره، يعتبر العام الهجري فيه للمسلمين مناسبة للتأمل الروحي، والتذكير بقيمة الهجرة النبوية في الإسلام، كرمز للتضحية والصبر والاعتماد على الله، ومن أبرز مظاهر الجانب الديني.
تلاوة القرآن وعقد جلسات روحانية، إقامة محاضرات ودروس دينية التي تتحدث عن الهجرة النبوية وأهميتها، التي تركّز على معاني الهجرة والدروس المستفادة منها، والدعاء مع التذكير بقيم التوكل والثبات على الحق.
البعد الروحي والمعنوي للمناسبة
رأس السنة الهجرية لا يحتفل به فقط كمناسبة دينية تاريخية، بل ينظر إليه كفرصة للتجديد الروحي، وزيادة جرع إيمانية ومراجعة النفس، ووضع أهداف جديدة مستلهمة من هجرة الرسول ﷺ، التي ترمز إلى التحول من الظلم إلى النور، ومن الجاهلية إلى الإيمان.
رأس السنة الهجرية في العصر الحديث
رغم الطابع الديني التاريخي للمناسبة، فإن بعض المجتمعات بدأت تعيد إحياء هذا اليوم عبر وسائل التواصل الاجتماعي والبرامج الثقافية والتعليمية التي تعرّف الأطفال والشباب بمعاني الهجرة وأهميتها.
احتفالات رأس السنة الهجرية
تعد رأس السنة الهجرية مناسبة دينية هامة في العالم الإسلامي، تصادف الأول من شهر محرم، وهو أول شهور التقويم الهجري مطلع كل سنة، تعود أهمية هذا اليوم إلى ذكرى هجرة الحبيب المصطفى النبي محمد ﷺ من مكة إلى المدينة المنورة، التي مثلت تحولا تاريخيا وروحيا في مسار الدعوة الإسلامية، وبداية لبناء أول مجتمع إسلامي قائم على مبادئ العدل والإيمان.
تركز الاحتفالات برأس السنة الهجرية على الجوانب الروحية والدينية، حيث يحيي المسلمون الذكرى بتلاوة القرآن الكريم، وحضور الدروس الدينية في المساجد التي تتناول قصة الهجرة النبوية والدروس المستفادة منها، كما يكثر المسلمون من الدعاء والاستغفار مع مطلع العام الجديد، متمنين أن يكون عاما مليئًا بالخير والبركة.
وكباقي المساجد والمراكز الإسلامية بفرنسا،احتفل مسجد ستراسبورغ الكبير بقدوم السنة الهجرية 1447هـ2025, ببرنامج ديني روحاني ثري ومنوع بسيط في فقرات برنامجه وكبير في عمق مضمونه وجوهره.
إذ تضمنت الأمسية جلسات روحانية بالمسجد، بتلاوة القرآن وتدبر معانيه، وأذكار وأدعية بالتضرع للمولى عز وجل، كما أقيم درس بالمناسبة تطرقت للهجرة والسيرة النبوية الشريفة والتذكير لتفاصيلها وفصولها، والحدث على النصح والإرشاد والمواعظ والتمسك بالدين الإسلامي القويم،وختام الأمسية كان بالدعاء الشامل وفاتحة كتاب.
احتفالات نهاية السنة الدراسية التكوينيةللمسجد الكبير والمعهد الإسلامي للتكوين الأئمة والأطر الدينية
في ختام كل سنة دراسية، يعقد مسجد ستراسبورغ حفلا دينيا للفائدة تلاميذ وطلبة المسجد الكبير، برفقة طلبة المعهد الإسلامي لتكوين الأئمة والأطر الدينية بستراسبورغ.
كالعادة السنوية نظم مسجد ستراسبورغ الكبير نهاية السنة الدراسية معية المعهد الإسلامي لتكوين الأئمة والأطر الدينية التكونية 1446/2024. احتفالية في أمسية ختاميا زاخرا تتويجا لأنشطته السنوية، حفل تربوي ثقافي دينيا وختامه فني.وختامه حفل الطفولة السنوي كعادة نهاية كل موسم دراسي وعطلة صيفية.
فقرات برنامج الحفل
اشتمل الحفل على فقرات لأطفال المسجد من متابعي حصص تعليم اللغة العربية وحفظ القرآن الكريم.
أما للطلبة بالمعهد منحت لهم الفرصة في عرض خاص، قدموا من خلال شهاداتهم الحية على نوعية التعليم الذي تلقوه خلال هذه السنة والسنوات الماضية،وما الذي استقادوه منه، وجادة التعليم والتدريس الذي تلقوه. وعرض موضوعات الدراسة التي يتلقونها خلال المشوار الدراسي.
نشأة المعهد الإسلامي لتكوين الأئمة والأطر الدينية بستراسبورغ
أنشئ المعهد الإسلامي للإشراف على التكوين الديني موجه للطلبة الذين يرغبون مزاولة مهمة إمام أو وظيفة المرشد الديني، سواء أكان ذلك في المستشفيات أو بالسجون أو بالجيش.
نوعية أقسام التعليم والتكوين
خصص المعهد الإسلامي بستراسبورغ، أقساما خاصة مفتوحة لكل من يريد التعمق في دراسة العلوم الشرعية من فقه، علوم القرآن، علوم الحديث وأصول الفقه وغيرها من العلوم الشرعية مع الحرص، على أن تكون المواد المدرسة تتوافق مع البيئة الفرنسية ومراعية للسياق العام.
كما أقامت جمعية “إبن رشد” الثقافية بمسجد “ستراسبورغ الكبير”، حفل نهاية السنة الدراسية مفتوحا لجميع العائلات والأسر والأطفال، حيث اشتمل الحفل على أنشطة ترفيهية وألعاب ومسابقات وورش ثقافية مختلفة، وتضمنت فقراته على عدة أجنحة،منها عرض الحنة والتزين بالماكياج، ألعاب النفج للتزحلق، حصص ترفيهية، عروض وألعاب رياضية.
إضافة إلى ذلك خصص لهم جناح منالأطعمة والمأكولات تنوعت بين الشواء والمثلجات الأيس الكريم والفطائر، وحلويات متنوعة. وذلك في جو طفولي محض مرح ضمن فضاء ساحة المسجد الذي تميز بجو أسريوعائلي. تغمرهم البهجة والمرح والسرور والغبطة في ساعات لا تنسى ولا تمحى من الذاكرة، عاشتها الطفولة بكل معانيها وفصولها أين استمتعوا ومرحوا بكل ما قدم لهم وأتيح لهم للتنفس عن أرواحهم،حيث كان النشاط كله طلابي محفز وشبابي بحيوية وطاقة حية مبهر يفتخر به على مدار الأعوام يحاكي الأجيال المتعاقبة.ختام النشاط السنوي وزبدته هو كنوز الشباب الذين هم عماد المستقبل وثروة الذخيرة التي لا تنفذ.
كان الحدث عبارة عن نشاط مبهر يلاحظ من خلاله المتردد على المسجد تلك المشاهد والنشاطات الدؤوبة على مدار السنة عامة والشبانية الطلابية خاصة، حيث يستخلص منها أنه نظرا لتزايدعدد الأفراد على المسجد هناكرؤية أخرى نحو الحاجة إلى التربية والتكوين وتعبئة الرصيد الفكري المعرفي، مع ازدياد وتنوع سبل الوصول إلى منابع العلم والمعرفة، وازدياد حاجات الإنسان عامة والشباب في حياته اليومية، خاصةإلى دراسة شاملة وتكوين نوعي.
إضافة إلى التطور المستمر في الدوائر الثقافية المتنوعة لأفراد المجتمع، لذا تكون الحاجة ماسة إلى استمرارية البحث في سبل النجاح وتجنب الفشل الذريع من خلال البحث عن المميزات والإيجابيات في قدرات الإنسان لاختيار الطريق السهل ليكون الصديق الأفضل في مشواره العلمي، والبديل المتاح عند الحاجة، والفرصة السانحة التي لا تعوض وتقرب الإنسان إلى الوصول لمستويات سعادة النجاح والتفوق في حياته عامة.
ولأجل الرقي عاليا والوصول إلى ذلك يجب الإسهام في هذا المسعى الفكري الحضاري واسع المجالات، نجد القائمين على صروح التربية والتعليم في المسجد بمختلف مستوياته تسعى جاهدة في التنافس فيما بينها ومن بين هاته المؤسسات التربوية، العلمية والثقافية لتأطير فئة الشباب وتكوينه تربويا علميا وفكريا بتنظيم تربصات وتكوينان وملتقيات وندوات تنطلق منها حلقات ومجالس وإقامة وورشات عمل، وقبلها دروس نظرية ومحاضرات، خاصة في كل ما يتعلق بتنمية الفرد، وتعزيز ثقته بنفسه وتنشيط العلاقات البينية والاجتماعية وغيرها، من باقي العلاقات،خاصة فيما يخص الجاليات الإسلامية والعربية التي تتجاذب طرفي مجادف الحياة العصرية بين التقليد العرفي العائلي للمولودين بفرنسا، وبين التقليد العصري ببلد الإقامة، لاسيما للوافدين من الخارج والمولدين بمواطنهم.
الأستاذ الحاج نورالدين أحمد بامون – ستراسبورغ فرنسا