
اجتمع ملتقى الحوار السياسي الليبي، في جلسة إفتراضية يوم أمس، لتحديد القاعدة الدستورية التي سيتم اعتمادها في تنظيم الانتخابات العامة المقبلة، والتي لم يبق سوى 135 يوما لتنظيمها في موعدها الذي حددته خريطة الطريق التي أقرها الملتقى، وقرارات مجلس الأمن ومخرجات مؤتمر برلين 2.
وسيخصص إجتماع ملتقى الحوار السياسي الليبي غدا للنظر في النتائج التي خلصت إليها لجنة التوافقات والخطوات اللاحقة وذلك عقب اختتام اللجنة لمداولاتها التي جرت أيام 16 و27 و30 جويلية و2 أوت والتي أسفرت عن أربعة مقترحات للقاعدة الدستورية لانتخابات 24 ديسمبر المقبل، حسبما ذكرت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا مؤخرا.
وكان المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة ورئيس بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، يان كوبيش، قد أحال في رسالة إلى ملتقى الحوار السياسي الليبي المقترحات الأربعة للقاعدة الدستورية والتي وضعتها لجنة التوافقات، التي تشكلت من قبل أعضاء ملتقى الحوار السياسي في ختام الاجتماع الأخير للملتقى في جنيف مطلع يوليو الماضي، بهدف تسوية الخلافات بين الأعضاء حول القضايا الرئيسية العالقة وبناء مسودة توفيقية للقاعدة الدستورية للانتخابات المقبلة.
وأشار كوبيش في رسالته إلى أن اللجنة توصلت أيضاً إلى اتفاق بشأن آلية للتصويت، كما أكد على أنه عند النظر في أي من هذه المقترحات، من المهم إبداء الاحترام التام لشرط عدم إخلال أي من هذه المقترحات بالالتزام الذي قطعتموه أمام الشعب الليبي بإجراء الانتخابات في الإطار الزمني الذي حددته خارطة الطريق.
وتوافق كافة الأعضاء على أن المقترح الذي يحصل على 61 بالمائة من الأصوات يكون هو المقترح المعتمد من قبل ملتقى الحوار السياسي الليبي، وإذا لم يحصل أي من المقترحات على هذه النسبة تجرى جولة ثانية بين أعلى مقترحين، ويعتبر المقترح الذي يتحصل على ( بالمائة 50 1+) هو المقترح المعتمد من قبل ملتقى الحوار السياسي كقاعدة دستورية لإجراء الانتخابات.
ونقلت مصادر إعلامية عن باحث ليبي ورئيس مؤسسة “سليفيوم” للبحوث والدراسات جمال شلوف، أن تسريبات تشير إلى أن الاقتراحات الأربعة: هي انتخابات رئاسية وبرلمانية بشروط ميسرة ومفتوحة للترشح لكل الليبيين، أما الاقتراح الثاني فيتضمن انتخابات رئاسية -مقيدة شروط الترشح- وبرلمانية متزامنة ويتضمن الاقتراح الثالث إجراء انتخابات برلمانية فقط وانتخاب الرئيس لاحقاً من البرلمان، ويتضمن الاقتراح الرابع إجراء انتخابات برلمانية فقط تمهد لانتخابات رئاسية لاحقاً بعد الاستفتاء على الدستور.
الدبيبة يتعهد بإنجاز الإنتخابات في موعدها المحدد
وفي كلمته خلال مشاركته في احتفالية الذكرى 81 لتأسيس الجيش الليبي التي أُقيمت يوم أمس في العاصمة الليبية طرابلس بحضور رئيس الأركان العامة بحكومة الوحدة الوطنية الفريق محمد الحداد، وعدد من القيادات العسكرية، تعهد رئيس حكومة الوحدة الوطنية الليبية المؤقتة ووزير الدفاع عبدالحميد الدبيبة، بالعمل على إنجاز الانتخابات في موعدها للعبور بالبلاد نحو مرافئ التقدم والتطور لأن الليبيين يستحقون ذلك.
وصرح، إن الدولة التي ننشدها دولة مدنية متحضرة، يخضع فيها الجميع بما في ذلك الجيش إلى سلطة مدنية لا تخضع لأي إملاءات أو شروط مسبقة تحت إدارة أساسها الكفاءة وحب الوطن والدفاع عنه، وأكد أن مؤسسة الجيش لا يمكن أن تنسب لأحد بعينه مهما كانت صفته، معتبرًا أن من يتخذ من الحرب وسيلة لا يملك أبدًا بعد نظر، ولا يقدم مصلحة الوطن على مصالحه الشخصية ويضحي بالجميع من أجل غطرسة واهية.
وأشار الدبيبة إلى حرب طرابلس، حيث قال إن العواصم درر ثمينة وُجدت الجيوش لتحميها لا أن تقتحمها وترعب أهلها وتدمر ممتلكاتها، مبينًا أنه لا يمكن لأي جيش وطني أن يرهب أهله ومدنه تحت أي حجة أو سبب.
وأعرب عن ثقته في الليبيين، خاصة الآباء والأمهات في منع عودة البلاد إلى الحرب مجددًا، داعيًا إياهم إلى الاتعاظ من التجارب السابقة التي شهدتها البلاد ولم تجنِ منها إلا الموت والدمار، مؤكدًا أن حكومته أعلنت منذ اليوم الأول أن الحرب ليست خيارها وأن السلام هدفها وغايتها، وأضاف لا زلت أراهن على حكمة الشيوخ وقوة الشباب وعزيمة الأبطال. أراهن اليوم على حرص الآباء على أبنائهم وحب الأمهات اللاتي سيمنعن أولادهن من دخول حرب خاسرة مهما كانت الشعارات التي تجملها، والكلمات الرنانة التي تداعب بها والآذان والعقول لا تغريه الترقيات الوهمية ولا الوعود الزائفة التي أثبت الماضي القريب جدًّا أنها غير واقعية.
وكان البيان الختامي لمؤتمر “برلين 2” حول ليبيا -الذي عقد في العاصمة الألمانية برلين بمشاركة جهات دولية فاعلة وبرعاية من الأمم المتحدة وألمانيا-، قد أهاب بالسلطات الليبية القيام بالتحضيرات اللازمة لإجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية وطنية حرة ونزيهة في 24 ديسمبر المقبل، وطالب مجلس النواب والمجلس الأعلى في ليبيا بالتوافق حول المناصب السيادية وفقا لخريطة الطريق التي أقرها ملتقى الحوار السياسي الليبي.
ق.د