
أكد مدير المؤسسة الاستشفائية 1 نوفمبر بوهران “رابح بار”، خلال إشرافه صباح أمس الاثنين على افتتاح حملة التبرع بالدم بالتزامن مع احياء اليوم العالمي للتبرع بالدم المصادف لـ 14 جوان، بأن المركز الجهوي للدم يؤمّن احتياجات المؤسسات الصحية العمومية والخاصة عبر الولاية، بل وحتى بعض المؤسسات الجهوية، بمعدل شهري يتجاوز2000 كيس دم.
وأشار مدير المؤسسة أن التبرع بالدم يمثل عنصرا أساسيا في استمرارية الخدمات الصحية وضمان التكفل الأمثل بالمرضى، مشيرا إلى أن المؤسسة تُجري ما يصل إلى 95 عملية جراحية مبرمجة يوميا، فضلا عن التكفل بالحالات الاستعجالية المعقدة، ومرضى مصلحة أمراض، الذين تتطلب حالتهم من ثلاث إلى أربع أكياس دم يوميا.
كما نوّه بالدور الحيوي الذي تلعبه الفرق الطبية وشبه الطبية والإدارية في إنجاح مثل هذه المبادرات، إلى جانب الشركاء من الحماية المدنية، محافظة الغابات، الكشافة الإسلامية والهلال الأحمر، لما أظهروه من التزام وتضامن، حيث تم نصب خيم أمام مدخل المؤسسة، مقابل مصلحة الاستعجالات الطبية والجراحية، لاستقبال المتبرعين وتسهيل سير الحملة في ظروف تنظيمية وصحية مثالية.
من جانبه، أوضح البروفيسور “شكّال” رئيس مصلحة علم الدم والمركز الولائي للدم، أن اختيار هذا التاريخ لإحياء اليوم العالمي للتبرع بالدم جاء في توقيت حساس يتزامن مع ارتفاع درجات الحرارة وموسم الاصطياف، وهي فترة تُسجل عادة تراجعا ملحوظا في عدد المتبرعين، مقابل ارتفاع في عدد المرضى وحالات الطوارئ.
أشار إلى أن المركز الجهوي سطر برنامجا ميدانيا مكثفا شمل الخرجات الميدانية نحو أحياء الولاية والمساجد، بالتنسيق مع الحركة الجمعوية ومديرية الشؤون الدينية، بهدف تعزيز ثقافة التبرع بالدم وتوسيع قاعدة المتبرعين. كما شدّد على أن بنك الدم يعمل على تعبئة مخزونه من أجل مواجهة الطلب المرتفع، خصوصا من طرف مصالح الاستعجالات، كحالات النزيف الحاد، وحوادث المرور، والنزيف عند الحوامل وبعد الولادة، فضلا عن مرضى السرطان الذين يتطلب بعضهم، خاصة ممن يخضعون لزراعة الخلايا الجذعية، ما يصل إلى20 كيس دم خلال فترة العلاج.
تعاون واسع وجهود مشتركة لضمان استمرارية التزود بالدم خلال الصيف
وفي هذا السياق، عبّر ممثلو المديرية العامة للحماية المدنية والكشافة الإسلامية الجزائرية عن اعتزازهم بالمشاركة في هذه المبادرة الإنسانية، مؤكدين أن انخراطهم في مثل هذه الحملات نابع من حرصهم على مد يد العون للمؤسسات الصحية وخدمة المرضى، خاصة مرضى السرطان الذين يشكلون الفئة الأكثر حاجة إلى الدم، في ظل التراجع المسجل في وتيرة التبرع خلال فصل الصيف. واعتبروا أن هذه المشاركة تندرج ضمن الواجب الإنساني والتضامن الوطني، الذي تسعى مؤسساتهم إلى تجسيده ميدانياً من خلال مثل هذه الأنشطة النبيلة. وتأتي هذه المبادرة تتويجا لسلسلة من الحملات التحسيسية والميدانية التي أطلقها المركز منذ بداية شهر جوان، وشملت عددا من أحياء ولاية وهران، المساجد والمؤسسات بالإضافة إلى الحملات الثابتة التي نُظمت على مستوى المركز الولائي للدم.
وقد مكنت هذه الجهود المتواصلة من جمع857 كيس دم من أصل 1003 مترشح للتبرع خلال هذه الفترة، ما يعكس مدى التجاوب الإيجابي للمواطنين وارتفاع مستوى الوعي بأهمية التبرع المنتظم بالدم.
للإشارة، أن حملة التبرع بالدم التي نظمها المركز الولائي للدم التابع للمؤسسة الاستشفائية الجامعية أول نوفمبر 1954 بوهران، تندرج في إطار إحياء اليوم العالمي للتبرع بالدم المصادف لـ14 جوان من كل سنة، وهي مناسبة لتعزيز ثقافة التبرع المنتظم بالدم، وترسيخ روح التضامن الإنساني، لما له من أثر مباشر في إنقاذ الأرواح ودعم استمرارية الخدمات الصحية. وقد تميزت هذه التظاهرة بالتعاون والتنسيق مع عدة هيئات ومؤسسات فاعلة في المجتمع، على رأسها المديرية العامة للحماية المدنية، الكشافة الإسلامية الجزائرية ومحافظة الغابات.
منصور.ج