
تزامنا والدخول المدرسي 2025-2026، يلتحق اليوم أكثر من 264 ألف تلميذ بولاية غليزان. الالتحاق بمقاعد الدراسة في ظروف وصفها مدير التربية، ‘أحمد شقاليل’، في حديث خصّ به جريدة “البديل”، بـ”المطمئنة والمشجعة”، بفضل جملة من المشاريع التربوية والهياكل الجديدة التي تعزز بها القطاع، إلى جانب التدابير الميدانية والتنظيمية التي اتُّخذت على أكثر من صعيد.
توسع عمراني وتربوي لمواجهة الاكتظاظ
أوضح “شقاليل” أن الولاية عرفت هذا الموسم دعما بـ7 مدارس ابتدائية و3 متوسطات، إحداها تعويضية، على أن تُستلم ثلاث مدارس ابتدائية أخرى وثلاث متوسطات وثانويتان إضافيتان قبل نهاية السنة الجارية. كما ستدخل 24 قسما توسعيا الخدمة إلى جانب 3 أنصاف داخلية، وهو ما من شأنه أن يفك الضغط عن المؤسسات التي تعاني من الاكتظاظ. وأضاف قائلا: “نحن على يقين أنّ السنتين المقبلتين ستكونان حاسمتين في القضاء على مشكل الاكتظاظ بشكل شبه نهائي، وذلك بفضل المشاريع التي هي قيد الإنجاز والهياكل التي ستُسلَّم قريباً”.
ارتفاع ملحوظ فيعدد التلاميذ
وسجلت المديرية زيادة معتبرة في عدد التلاميذ مقارنة بالسنة الفارطة، إذ يرتقب التحاق حوالي 264 ألف تلميذ هذا الموسم، بزيادة تناهز 11 ألف تلميذ. هذه الزيادة ـ حسب شقاليلـ “تتطلب استباقا في التخطيط وتوفير مقاعد بيداغوجية كافية، حتى لا يجد أي تلميذ نفسه خارج مقاعد الدراسة”.
تحضيرات صحية وتنظيمية
في الجانب التنظيمي، شدد مدير التربية على أن المؤسسات التربوية شهدت خلال الأسابيع الماضية “حركية غير عادية”، من خلال عمليات التنظيف، التهيئة، ومتابعة شروط النظافة والصحة المدرسية، مؤكدا أنّ الأسبوع الأول من الموسم سيُخصّص كاملا للتوعية الصحية وفق تعليمات وزارة التربية.
كما ثمن التنسيق الوثيق مع السلطات المحلية، مشيرا إلى الاجتماعات الدورية التي احتضنتها الولاية برئاسة الوالي وبحضور رؤساء الدوائر، والتي أفضت إلى توجيهات صارمة بشأن ملفات حساسة على غرار النقل والإطعام المدرسيين.
دعم اجتماعي واسع لفائدة المعوزين
لم يَغِب الجانب التضامني عن تحضيرات الدخول، حيث استلمت مديرية التربية 640 محفظة مدرسية من مديرية النشاط الاجتماعي والتضامن، إلى جانب 9 آلاف محفظة كحصة إجمالية للولاية. كما ساهم الهلال الأحمر الجزائري بأكثر من 1500 حقيبة مدرسية، إضافة إلى مساهمات معتبرة من البلديات. ويؤكد شقاليل أنّ هذه الجهود مجتمعة “ستمكّن من تغطية حاجيات جميع المدارس عبر الولاية، بما يضمن المساواة في تكافؤ الفرص ومساعدة الفئات الهشة وذوي الدخل المحدود”.
النقل والإطعام: أولوية قصوى
وحول ملفي النقل والإطعام، شدد المتحدث أنّ “الوجبات الساخنة ستكون متاحة للتلاميذ منذ اليوم الأول للدراسة”، مؤكداً أن “كل الترتيبات اتخذت لتفادي النقائص التي عانت منها بعض المؤسسات في سنوات سابقة”. كما أشار إلى أن الملحقات والأقسام الدوارة ستُستغل مؤقتاً كحلول استعجالية، لكن دون أن يُحرم أي تلميذ من قاعة أو أستاذ أو طاولة بيداغوجية.
التأطير التربوي والإداري: تغطية شاملة
فيما يخص الموارد البشرية، أبرز مدير التربية أن القطاع شهد تعزيزانوعيا بعد إدماج 1039 أستاذافي الابتدائي، 255 في المتوسط و153 في الثانوي بقرار من رئيس الجمهورية. كما تم تعيين 207 أساتذة في الابتدائي، 326 في المتوسط، و291 في الثانوي عبر منصة التعاقد، فضلا عن توظيف خريجي المدارس العليا للأساتذة (20 منصبا في الابتدائي، 26 في المتوسط و57 في الثانوي).
وأكد “شقاليل” أن هذه الأرقام “تسمح بسد كل العجز المسجل وتضمن تغطية 100 بالمائة من حاجيات التأطير التربوي والإداري”، مشيرا إلى أنّ المنصة الرقمية للتوظيف ستظل مفتوحة لمواجهة أي طارئ أو حالات استيداع أو حركة تنقل.
فتح ملحقة للمدرسة العليا للأساتذة: مكسب استراتيجي
وفي سياق ذي صلة، ثمّن مدير التربية خطوة فتح ملحقة للمدرسة العليا للأساتذة بجامعة غليزان، واصفاً إياها بـ”المكسب الكبير” للولاية. وأوضح أن التنسيق جارٍ مع الجامعة والمفتشين التربويين من أجل إنجاح عملية الانتقاء وفق الشروط المطلوبة، معبّرا عن أمله في أن تُفتح جميع التخصصات دون استثناء.
تطلعات الموسم الجديد
واختتم “شقاليل” حديثه بالتأكيد على أن الدخول المدرسي 2025/2026، سيكون بمثابة “عرس تربوي” بالولاية، مشددا على أنّ الهدف الأساس هو “الحفاظ على مرتبة غليزان في نتائج امتحان البكالوريا وتعزيزها”، وذلك عبر تضافر جهود جميع الفاعلين في الحقل التربوي، من إداريين ومفتشين وأساتذة وعمال مهنيين. وختم المسؤول الأول عن قطاع التربية بالولاية بالقول: “نطمئن الأولياء أنّ أبناءهم سيلتحقون بمقاعد الدراسة في ظروف مثالية، حيث لن يُترك أي تلميذ دون مقعد أو أستاذ أو وجبة ساخنة، وهذا التزام نحرص على تجسيده منذ اليوم الأول”.
جيلالي.ب