
تم إعتماد حزب التجديد والتنمية أعتمد في 19 مارس 2013، ورئيسه الدكتور طيبي أسير، ومنذ ذلك التاريخ والحزب يناضل في إطار الصلاحيات المخولة له قانونا، أي قانون الاحزاب وطبقا للنصوص الدستورية.
قصد التعرف أكثر عن ديناميكية الحزب وحركيته في المشهد السياسي الوطني، كان لجريدة “الـبـدبـل” لقاء مع رئيسه في هذا الحوار.
ما موقع الحزب من المشهد السياسي الحالي؟
علينا كذلك أن نعلم كيف فتح المجال اعتماد أحزاب جديدة في 2012 بعد الأزمة التي عاشتها الجزائر في 2011 مع هبة الربيع العربي. ليس بالسهل إنشاء حزب سياسي من العدم ولك فقط ورقة الاعتماد مسلمة من وزارة الداخلية وأنت لا تملك سوى الإرادة وحبك للوطن. بالرغم من ذلك، تهيكل الحزب عبر حولي 30 ولاية وبادر بكثير من النشاطات عبر الوطن. لا ننسى أن ثغرات كثيرة كانت موجودة فيما يخص القوانين التي تسير مثلا العمليات الانتخابية والتي كانت منقوصة من الشفافية والنزاهة وبتالي، النتائج كانت محسومة من قبل. مؤخرا، وضع السلطة الوطنية المستقلة للانتخابات أعطت أكثر مصداقية للعملية ولكن غير كافية. إن المشهد السياسي الحالي مكهرب على الصعيد الدولي، النزاعات في كل قارة وكلها متعلق بالتمركز الدول والصراع بين القطبين الغربي والشرقي. قبل كل السياسات المعمول بها من قبل الدول العظمى. الجانب الاقتصادي أصبح العامل الاساسي والذي له اقتصاد يخلق الثروة واكتفاء ذاتي، هو الذي يمتلك سيادته كاملة. أصبح العالم قرية وكل الأزمات تأثر على أغلب البلدان. مثلا حرب روسيا مع أكرانيا، أدت إلى أزمة الحبوب وعدم الاستقرار السياسي في بلدان الساحل وغذى الارهاب والتطرف ونستطيع ذكر كثير من النزاعات في أنحاء العالم. الجزائر بالنسبة لكل هذا، فضلت لغة الحوار ونشطت الديبلوماسية على كل الاصعدة وهذا ما نثمنه كحزب ونسانده. طبعا، يبقى التكفل الجدي بالصعبات الاقتصادية والاجتماعية التي يعاني منها المواطنين كسبيل المثال القدرة الشرائية الضعيفة وغلاء المواد الاولية والتذبذبات في المواد الصيدلانية والآفات الاجتماعية كالمخدرات والاقراص المهلوسة الى غير ذلك. علينا أن نسطر ورقة الطريق وننتهج سياسة الحضر والاستشراف. ألم نقل ” من يحكم عليه أن يتوقع “.
أين وصلت عملية هيكلة الحزب وطنيا؟
هيكلة الحزب وطنيا مستمرة ومع وجود ولايات جدد عشر ولايات، يتطلب منا التقرب منها وإجاد مناضلين يريدون الانضمام الى حزبنا. أكيد أن الامر ليس بهين مع غلق المجال الاعلامي في وجه الاحزاب الجديدة ولكن هذا هو النضال علينا بالصبر والعمل إلى حد الان، الحزب موجود في أكثر من 25 ولاية
هل من مبادرات سياسية مع أحزاب أخرى؟
أكيد حزب التجديد والتنمية في اتصال دائم مع التشكيلات الحزبية وكذا ممثلي المجتمع المدني والجمعيات الوطنية والمحلية في كل ما يتعلق بالشأن الداخلي والمستجدات السياسية والاقتصادية لبلدنا. أما بما يتعلق بالمبادرات الجماعية، نرى في حزبنا أن ليس هناك ندج يجعلنا نبتعد عن الزعمات وهذا ما حدث لبعض الأحزاب التي حضرت في مبادرات لم الشمل ووجدت نفسها مهمشة بنسبة للقرارات النهائية. هذه التصرفات جعلتنا نضع دائما شروط في كيفية النشاط الجماعي. برغم من هذا، لنا علاقات جد حسنة مع قيادي أحزاب لها نفس الاهداف والتصور لجزائر الغد.
كيف ترون مبادرة رئيس الجمهورية الخاصة بالساحل؟
لقد أخذت الجزائر وعلى رأسها السيد رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، قرارا ليس عليه غبار بشأن ما يحدث الان بالنيجر برفض التدخل العسكري وتفضيل الحوار تنشيط الجانب الديبلوماسي. اقتراح الذي قدمته الجزائر يتعلق بمرحلة انتقالية لستة أشهر يجرى فيها محدثات بين الأطراف النزاع ورجوع الى إطار الدستوري. نعتقد في حزب التجديد والتنمية أن الجزائر لها دور محوري بحكم تقاسم مع النيجر 1000 كم من الحدود. علينا أن نعلم أن دول كثيرة لا تريد وساطة الجزائر لا سيما دول من إفريقيا أو أوروبا الذي يجب علينا أن نتفطن اليه هو بحكم جوارنا مع النيجر، تحسيس مواطننا على الخطر الامني ولذا نصبح كلنا جنود مستعدين لتصدي لكل مساس لوحدتنا التربية.
ما موقف الحزب مما يجري في الساحل؟
أنها حتمية أن يبقى الساحل ملتهب وسوف نعيش في هذه المناطق الساحل، صراعات وحروب وإرهاب أشد إذا استمر الوضع السياسي والاقتصادي على حاله. مقاربة حزب التجديد والتنمية لهذه المسألة ترتكز على توفر بعض الشروط التي تجعل استقرار في بلدان الساحل وهي: التنمية الاقتصادية – إنشاء مراكز تجارية على الحدود – إحداث مطار كبير بعين قزام – إنشاء مؤسسات اقتصادية في إطار الشراكة – التبادلات الاجتماعية والثقافية – تعزيز الأمن الإقليمي من خلال التعاون العسكري. إنها فرصة للجزائر أن تفتح سوق تجاري مهم جدا برغم أننا تأخرنا مع بلدان الافريقية وخاصة بلدان الساحل. هذه الطريقة التي تأمن حدودنا، تنمي المنطقة، تقضي على الهجرة السرية وعلى الارهاب المحلي.
ما رأيكم في عدم انضمام الجزائر الى ” البريكس” ؟
إذا لم تنضم الجزائر الى مجموعة “البريكس”، هذا ليست نهاية العالم بل أعتقد أن هذا القرار خير لبلدنا لان، الجزائر لها من الامكانيات بدون انضمامها الى هذه المجموعة، تصبح دولة قوية من كل الجوانب (مكانتها الجيواستراتيجية، أكبر مساحة في افريقيا، ثروات باطنية، مخزون مائي، طاقة شمسية، ثروات معدنية، هياكل القاعدية، جيش محترف وخزان من الشباب ذو كفئات عالية) ولهاذا حزبنا يسعى الى توعية مواطنينا واندماج في التنمية الحقيقية التي سوف نصل الى نتائجها على عشر سنوات إن شاء الله.
هل من كلمة ختامية؟
من الصعب أن نلخص شعوري في بعض الكلمات بصفتي رئيس حزب سياسي ولكن نظرية العصاء العجيبة التي تحل كل المشاكل وهم ولن نبني دولة قائمة بمؤسساتها وشعبها وجيشها بالتمنيات بل بالعمل. الحزب السياسي أو الاحزاب السياسية وحدها لن تستطيع رفع التحديات والمجتمع المدني وحده لن يجد الحلول، بل مساهمة الجميع وزرع حب الوطن في الاجيال الناشئة التي تقود الجزائر الى بر الامان. الصراعات الحالية لن تخدم الجزائر والعمل على تقوية الثقة بين الحاكم والمحكوم أصبح ضروري خاصة مع الوضع الامني الدولي المتدهور. أتمنى أن نأخذ الطريق الصحيح في بناء دولة قوية بشعبها وجيشها واقتصادها وأرضها .
تحيا الجزائر المجد والخلود لشهدائنا الابرار.
حاوره: رامـي الـحـاج