الثـقــافــة

“ليالي المتحف” بالمتحف الوطني “أحمد زبانة”

90 بالمائةمن الأطفال يكتشفونه لأول مرة ويصنعون الفرجة

عاش ليلة يوم الخميس الماضي المتحف الوطني “أحمد زبانة” ساعات فريدة ومتميزة من الفر، والتراث الممزوج بعبق التاريخ وشغف الطفولة، وصوت الموسيقى الوهرانية الخالصة، أبدع فيها ما يتجاوز عن 160 طفلا برعاية رابطة المجتمع المدني الفاعل بوهران، بحضور رؤساء جمعيات وأولياء الأطفال الذين استمتعوا بنهاية موسيقية ممتعة بصوت الفنان الراقي “معطي الحاج” بمشاركة الفرقة الموسيقية.

 

السهرة المتحفية التي تمت تحت شعار “ليالي المتحف”، شهدت نشاطات ترفيهية شدت شغف الأطفال ومنحتهم الفرصة للتعبير عن أفكارهم، كما كانت فرصة لهم ليكتشفوا المتحف الوطني ويتعرفوا على ما تضمه أجنحته.

 

90 بالمائةمن الأطفال يكتشفون المتحف لأول مرة

 انبهار الأطفال بما يوجد في المتحف وردة فعلهم لدى دخولهم إلى أجنحته، والاطلاع على ما يكتنفه من أشياء نادرة وحيوانات محنطة ولوحات تاريخية، كشف أن هؤلاء الأطفال يزورون المتحف لأول مرة.

وفي هذا الإطار، فقد كشف “ميلود مصابيح” رئيس رابطة المجتمع المدني الفاعل بوهران، وكذا جمعية الشباب والإخلاص في العمل، أن سبر الآراء الذي أجري على الأطفال الذين حضروا الفعالية، 90بالمائة منهم يزورون المتحف لأول مرة،وأن هذه الفرصة تعتبر مهمة لأنها كانت تجربة رائعة للأطفال وإضافة قيمة لمعلوماتهم ورصيدهم المعرفي، ناهيك عن المتعة التي تقاسموها بينهم، وهم يشاركون في ورشات ترفيهية نظمتها إدارة المتحف على شرفهم، موجها ثناءه لمدير المتحف على المبادرة التي سمحت لأطفال البلديات النائية خاصة، من اكتشاف المتحف والاستمتاع بفضائه الذي جعلهم لا يكتفون بالمشاهدة فقط، بل الالتحاق بالورشات والتعبير عن أفكارهم، على غرار ورشة الطين، الرسم والتلوين إضافة إلى الأطفال الرياضيين الذين قدموا عروضا رائعة أمام زملائهم والمدعوين.

 

ورشات ترفيهية جمعت الأطفال بتراثهم

 فضلت إدارة المتحف الوطني “أحمد زبانة” خلق جو من التفاعل بين المتحف وزواره من الأطفال، من خلال ورشات ترفيهية صنعت جوا جماليا مميزا، ملأته أصوات الأطفال الممتزجة بشغف الاكتشاف والتعبير عن الفرحة والإبداع في التعبير عن أفكارهم، حول ما رأوه وما يعلق في أذهانهم من تراث.

حيث أبدع الأطفال في صنع أواني وأشياء من الطين، في ورشة سمحت لهم باللعب بالطين وتشكيل ما يروقهم دون تدخل من مرافقتهم من مختلف الجمعيات التي حضرت التظاهرة. فكانت الأولوية للأواني، وقد رد الأطفال بشأن اختيارهم، أنها تذكرهم بتلك الأواني الموجودة لدى جداتهم، وارتباطها بالمناسبات المهمة التي تحتوي الطعام المعد بالمناسبة، على غرار “الزلافة” التي هي عبارة عن صحن يوضع فيه غالبا البركوكس أو الكسكسي، “الطاس” الذي يوضع فيه اللبن أو المرق، وخلال الصيف يوضع فيه الماء… وأشياء أخرى جعلتهم يعبرون بكل حرية عن افكارهم ويستحضرون ما هو مخبأ في أذهانهم، بينما كانت ورشة الرسم هادفة، فقد جعلت الأطفال يرسمون ويعبرون بكل شغف، وقد ارتبطت بما اكتشفوه في المتحف، على غرار تلك الحيوانات المحنطة، الأسلحة العسكرية التي الشكل جزء من تاريخ الثورة الجزائرية، إلى جانب تلك الرسومات المرتبطة بالطبيعة، وفصلي الربيع والصيف خاصة، ما جعلهم يصورون تلك الأمكنة والمواقع التي شدت انتباههم، وهم يقضون بها أوقات راحتهم على غرار الحدائق والشواطئ، فيما أبدع أطفال ورشة التلوين في إبراز قدراتهم على التلوين والمزج بين الألوان والكشف عن نظرتهم للحياة الطفولية بأسلوب جميل، بسيط وهادف، يكشف نفسية الطفل، حسبما ذكرته بعض رئيسات الجمعيات الحاضرات كونهن مندمجات في حياة الطفل ومصاحبات له منذ صغره، وهو ما يسهل التواصل معه والتعامل بشكل إيجابي معه.

 

“ليالي المتحف”… متعة للطفل وإشباع لرغبته

كانت “ليالي المتحف” التي نظمها المتحف الوطني”أحمد زبانة” فرصة مهمة للبراءة، استغلتها رابطة المجتمع الفاعل بوهران لتقريب الأطفال، لاسيما أولئك الذين يقطنون خارج وسط مدينة وهران من المتحف واكتشاف أسراره، حتى يتمكنوا من تزويد معارفهم وإشباع فصول اكتشافهم.

حيث أكد “هشام صقال” مدير المتحف الوطني أحمد زبانة، أن برمجة “ليالي المتحف” كانت موجهة أكثر للأطفال، حتى تكون لهم فرصة مميزة، تبقى عالقة بأذهانهم وتجعلهم يرتبطون بالتراث والتاريخ أكثر، عبر الحضور الليلي وهو توقيت مميز نوادر الحديث في مثل هذه الفضاءات الثقافية التي تحمل رسالة ثقافية، توعية، ترفيهية وتاريخية، تسمح بشد الطفل، وخلق شغف الاكتشاف وتكرار الزيارة للاطلاع أكثر وإشباع رغباته من خلال محاولاته إيجاد الإجابة عن الأسئلة التي تراوده بعد انتهاء زيارته للمتحف، من خلال التصاق بعض المشاهد بذاكرته الصغيرة، ناهيك عن تجربة الورشات التي كانت مفتوحة، من خلال طاولات في بهو المتحف، التي سمحت بخلق جو مرح بين الأطفال، سمح لهم بالتعارف بينهم والاندماج بكل تلقائية، بتأطير وإشراف من رؤساء الجمعيات الذين حضروا التظاهرة.

في الوقت الذي أوضح أنه تم تخصيص فقرة فنية وهرانية خالصة نشطها الفنان الملتزم “معطي الحاج”، كعربون شكر للأولياء الذين رافقوا أبناءهم ورؤساء الجمعيات المنضوية تحت لواء رابطة المجتمع الفاعل بوهران الذين استجابوا الدعوة ويساهم ا في إنجاحها على كافة الأصعدة.

يذكر أن “ليالي المتحف” التي نظمها المتحف الوطني “أحمد زبانة”، عرفت مشاركة كل من جمعيات (سجود الصغيرة، الباهية الثقافية، الرحمان للأعمال الخيرية، الشباب والاخلاص في العمل، رازان الشبانية، العزة والكرامة، مفتاح الخير، النشء الصالح، خطوات شباب المستقبل، النادي الرياضي كيوكوشين كاي،والنادي الرياضي نجوم المصارعة)، وتنضوي جميعها تحت لواء رابطة المجتمع المدني الفاعل بوهران، وقد قدمت من الكرمة، مرسى الحجاج، بوياقور ببوتليلس، وهران، السانيا، عين الترك، بوسفر ومسرغين.ويشار إلى أن الجمهور على موعد مع “ليالي المتحف” شهرة نهاية شهر جويلية الجاري.

ميمي قلان 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى