قامت مديرية البيئة أمس الثلاثاء بيوم تحسيسي حول ذبابة الجندي الأسود، بالتنسيق مع المعهد الوطني للتكوينات البيئية ملحقة وهران والجمعية المتوسطية لتربية المائيات، وذلك على مستوى ملحقة دار البيئة بشارع الألفية.
حيث سلط الضوء على أهمية تربية الذباب لاستخدامه في إعادة تدوير مخلفات الطعام والنفايات العضوية، لاسيما وأن العملية لا تزال جديدة بالوطن وتكتسي ترقية المعارف والتحسيس، لاسيما في الشق المتعلق بمزايا وفوائد الذبابة الجندي الأسود لمرافقة المستثمرين وحاملي المشاريع والمهتمين بقطاع تدوير النفايات وشعب السماد العضوي بتربية مثل هذا النوع من الحشرات ذات المنفعة .
وبحسب مصالح البيئة، فإنه يكمن هدف اليوم التحسيسي في رفع درجة التوعية وتثقيف كل من المزارعين، مربيي الماشية، حاملي المشاريع وكذا عامة الناس حول الذبابة السوداء ومنافعها، كما أنها مشاريع رائدة من خلال إشراك فئات في المجتمع بممارسة هذا النشاط، على غرار الجمعيات البيئية، وتسويق منتجات لمستثمري تربية المائيات كونها تحتوي على ذهون تصل إلى 40 بالمائة.
وأشار مختصون في المجال البيئي، أنه يمكن ليرقات ذبابة الجندي معالجة كميات هائلة من النفايات العضوية واستخدامها لإنتاج الأعلاف والوقود الحيوي والأسمدة دون استهلاك المواد الخام، وهو ما يسمح بالعديد من المهتمين والمربين في النشاط الفلاحي والجمعيات البيئية إلى ولوج تربيتها على نطاق واسع لاسيما وأن معالجة النفايات الحيوية يتطلب مئات اليرقات.
كما أنه بإمكان هذه الحشرات أن تؤدي لنا خدمة عظيمة جدًا، كأن تساهم مساهمة كبيرة في الحدّ من إهدار الموارد وإزالة الغابات وتغير المناخ، ويمكن أن تصبح شريكا مهمًا في بناء اقتصاد دائري ومستدام.
وبالفعل، بإمكان ذبابة الجندي السوداء إعادة تدوير الأكوام العارمة من نفايات الطعام، التي تنتجها المصانع والبيوت، بطريقة نظيفة وفعالة.
للإشارة، سيكتسي هذا اليوم التحسيسي أهمية كبرى باعتبار الذبابة بديلا موفرا للأعلاف والأسمدة العضوية، إذ يُمكن تربية يرقات دبابة الجندي الأسود بشكل طبيعي في الجزائر؛ باعتبارها من الحشرات القليلة التي يعترف بها الاتحاد الأوربي كسماد يُستخدم في الزراعة المائية، كما يمكن استخدامها لتغذية الحيوانات الأليفة كالدواجن والسمك والكلاب، وكذلك للتخلص من النفايات من خلال تغذي الحشرة عليها.
للعلم أن ذبابة الجندي الأسود تفضل العيش في المناخ الدافئ في درجات حرارة تتراوح ما بين 25-27 درجة مئوية في ظل جو رطب، وتتغذى على الفضلات المتمثلة في روث الحيوانات، وبقايا النفايات، ما يجعلها سببًا للتخفيف من التلوث وآثار المناخ. وتتميز دورة حياة حشرة الذباب الأسود قصيرة جدًا، تبدأ بالتزاوج بين الذكر والأنثى، حتى تضع الأنثى ما يتراوح بين 320-1000 بيضة وتفقس بعد 3 أو 4 أيام.
للتنويه ذبابة الجندي الأسود أو ذبابة الجنود الأمريكان، هي نوع ذباب معروف ومنتشر من عائلة الذبابات الجندية لا تعتبر ذبابة الجندي الأسود سواء أكانت يرقة أو ذبابة بالغة آفة أو ناقلة للأمراض. على العكس، تلعب دور مشابه للديدان، التي تحلل المواد العضوية.
منصور.ج