
قام وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج رمطان لعمامرة، يوم أمس في زيارة عمل إلى المملكة الأردنية الهاشمية، في إطار الجهود الرامية إلى توطيد علاقات الأخوة والتعاون بين البلدين وتعزيز وتيرة التشاور الثنائي حول القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.
قبيل عقد اجتماع وزراء الخارجية العرب بالقاهرة يوم 09 مارس الجاري، يجري وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج رمطان لعمامرة جولة عربية، تشمل عواصم الأردن، لبنان، ثم مصر.
وبهذه المناسبة، استقبل لعمامرة بقصر بسمان العامر من قبل جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين، حيث سلمه رسالة خطية من أخيه رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون وأبلغه تحياته الأخوية مجددا له تهانيه الحارة بمناسبة الذكرى المئوية لتأسيس المملكة الأردنية الهاشمية الشقيقة.
وبدوره، حمل الملك عبد الله الوزير لعمامرة نقل تحياته الخالصة لأخيه الرئيس عبد المجيد تبون، وتمنياته له بدوام الصحة والعافية وللشعب الجزائري بالمزيد من التقدم والازدهار.
وشكل اللقاء فرصة لاستعراض العلاقات الأخوية الراسخة بين البلدين والشعبين الشقيقين وآفاق تعزيزها، فضلا عن تبادل وجهات النظر حول مستجدات الأوضاع على الساحة الدولية وتداعياتها المحتملة على المنطقة العربية، وذلك في منظور القمة العربية التي ستحتضنها الجزائر في غضون هذا العام.
ومن جانب آخر، أجرى الوزير محادثات مع نظيره الأردني أيمن حسين عبد الله الصفدي، تركزت حول السبل الكفيلة بإعطاء زخم أكبر لعلاقات التعاون بين البلدين على ضوء الاستحقاقات الثنائية المقبلة لا سيما الدورة التاسعة للجنة المشتركة للتعاون الاقتصادي.
وبهذا الخصوص، اتفق الوزيران على ضرورة إجراء تقييم شامل لمجمل الاتفاقيات الثنائية ودراسة إمكانية تعزيز وتكييف الإطار القانوني لتشجيع التبادلات التجارية والاستثمارات البينية.
وعلى صعيد الأوضاع الدولية والاقليمية، شدد الوزيران على أهمية تعزيز وتيرة التشاور والتنسيق السياسي بين دبلوماسيتي البلدين و اتفقا على نص قانوني بهذا الشأن سيتم التوقيع عليه قريبا.
الجامعة العربية تحدد تاريخ عقد قمة الجزائر في اجتماع 9 مارس
وبتاريخ 22 جانفي الماضي، نفى وزير الخارجية رمطان لمعمامرة ما وصفه بالمغالطات التي يتم تداولها تحت عنوان “تأجيل موعد القمة العربية”، في حين أن تاريخ إلتئامها لم يتحدد أصلا ولم يتخذ أي قرار بشأنه بعد.
بمقر الوزارة، استقبل وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج رمطان لعمامرة، سفراء البلدان العربية المعتمدين بالجزائر، في إطار لقاء تشاوري يندرج ضمن اللقاءات الدورية مع مختلف مجموعات السلك الدبلوماسي.
وقد شكل هذا اللقاء فرصة لإطلاع السفراء العرب على الجهود التي تبذلها الجزائر بهدف تعزيز العمل العربي المشترك في منظور بناء منظومة الأمن القومي العربي بكل أبعاده. وفي مستهل إفادته، أشار الوزير إلى الأوضاع العربية الراهنة وإلى جسامة التحديات التي تفرض نفسها على المجتمعات العربية، خصوصا فيما يتعلق بالتساؤلات المرتبطة بجائحة كورونا وكذا رهانات التنمية الاقتصادية والاجتماعية، وصولا إلى التركيز على التضامن والاعتماد الجماعي على النفس بشكل يضمن مناعة الأمة العربية وحماية مصالحها. كما تم التركيز على مساعي الجزائر الرامية لتوفير العوامل الأساسية لضمان نجاح القمة العربية المقبلة وجعلها محطة فارقة في مسيرة العمل العربي المشترك.
في هذا السياق، أعرب الوزير لعمامرة عن التزام رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، بمواصلة عملية التشاور والتنسيق مع أشقائه قادة الدول العربية وبمعية قيادة الأمانة العامة لجامعة الدول العربية، تكملة للاتصالات المباشرة التي تجمعه دوريا مع العديد من نظرائه العرب وكذا تلك التي تتم عبر مبعوثه الخاص. وأضاف الوزير أن الأهداف المتوخاة من هذا المسار الذي استهلته الجزائر وفق مقاربة تشاركية، تتمثل خصوصا في التوصل إلى صيغ توافقية حول أبرز المواضيع التي ستطرح أمام القمة العربية المقبلة، بما في ذلك تحديد التاريخ المناسب لعقدها.
وخلافا للمغالطات التي يتم تداولها هنا وهناك تحت عنوان “تأجيل موعد القمة” في حين أن تاريخ التئامها لم يتحدد أصلا ولم يتخذ أي قرار بشأنه بعد، فقد أوضح الوزير لعمامرة أنه وفقا للإجراءات المعمول بها في إطار المنظومة العربية، يعتزم رئيس الجمهورية طرح موعد يجمع بين الرمزية الوطنية التاريخية والبعد القومي العربي ويكرس قيم النضال المشترك والتضامن العربي.
هذا التاريخ الذي ينتظر اعتماده من قبل مجلس الوزراء العرب، في دورته العادية المرتقبة شهر مارس المقبل، بمبادرة الجزائر وتأييد الأمانة العامة للجامعة، من شأنه أن يسمح أيضا باستكمال مسلسل المسار التحضيري الجوهري والموضوعي بما يسمح بتحقيق مخرجات سياسية تعزز مصداقية ونجاعة العمل العربي المشترك.
وقد شهد اللقاء نقاشا ثريا وتبادلا إيجابيا للآراء، أثنى خلاله الحاضرون على المقاربة العملية والبناءة التي اعتمدتها الجزائر في التحضير وتوفير شروط نجاح هذا الاستحقاق العربي الهام، كما أشادوا بجهودها الدؤوبة في سبيل لم الشمل وخلق مناخ يكرس قيم التآخي والوحدة ويرتقي بالعمل العربي إلى آفاق واعدة.
وفي الختام، أعرب الوزير عن رغبته في عقد مثل هذه اللقاءات بصفة دورية سواء تعلق الأمر بمواكبة الأشغال التحضيرية للقمة العربية، أو في إطار مناقشة مواضيع أخرى ذات الاهتمام المشترك تكريسا لسنة التشاور والتنسيق وممارسة دبلوماسية جوارية فعالة نصرة لقضايا الأمة العادلة وفي مقدمتها القضية الفلسطينية.