شارك وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج رمطان لعمامرة، بمالابو في غينيا الاستوائية، في أشغال القمة الاستثنائية الـ16 للاتحاد الافريقي حول الإرهاب والتغييرات غير الدستورية للحكومات في افريقيا.
ويشارك رئيس الدبلوماسية الجزائرية في هذه القمة، ممثلا لرئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، في الوقت الذي تشهد فيه القارة الإفريقية، تفاقما للتهديدات الارهابية وازديادا لحالات التغييرات غير الدستورية، حيث تجلت هذه الظاهرة الاخيرة بشكل واضح في الأشهر الـ12 الأخيرة.
وتمثل هذه القمة، فرصة لمناقشة التحديين الكبيرين سالفي الذكر، الذين ينطويان على تهديدات عظمى على السلم والاستقرار والتنمية في افريقيا، حيث يكمن الهدف في تحديد الاجراءات الواجب اتخاذها لتعزيز الردود الجماعية على المستويين الاقليمي والدولي على تلك التهديدات.
في هذا الصدد، عرض لعمامرة، التقرير الذي رفعه رئيس الجمهورية بصفته قائدا للاتحاد الافريقي في مجال الوقاية ومكافحة الارهاب والتطرف العنيف.
وتضمنت مساهمة الجزائر، مجموعة من التوصيات الملموسة، تهدف إلى اعطاء زخم جديد لمكافحة هذه الافة المتمثلة في الإرهاب، سيما عبر تعزيز الامكانيات الفردية والجماعية للبلدان الافريقية وإقامة تعاون أكثر فعالية مع الشركاء الأجانب.
تجدر الإشارة، في هذا الصدد إلى أن رؤساء دول ووفود أشادوا خلال المناقشات، مع المصادقة على تقرير رئيس الجمهورية واقترحاته من أجل تكفل افضل بهذا التهديد، بجهود الرئيس، في اطار مهمته القارية في مجال الوقاية ومكافحة الارهاب والتطرف العنيف.
كما تم التنويه بالتجربة الجزائرية في مكافحة هذه الآفة، كونها مرجعا في هذا المجال، كما أكد عليه في مداخلته الافتتاحية، رئيس المفوضية الافريقية موسى فقي محمد.
وأجرى لعمامرة على هامش مشاركته في أشغال القمة، محادثات مع رؤساء كل من جنوب افريقيا سيريل رامافوزا، والكونغو برازافيل دنيس ساسو نغيسو، والنيجر محمد بازوم، وبالمناسبة أبلغهم تحيات رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون الحارة، مؤكدا على إرادته في العمل بالتشاور مع أشقائه على تعزيز العلاقات الثنائية وترقية الأجندة القارية في مجالات السلم والأمن والتنمية.
كما تحادث لعمامرة، مع نظرائه من أنغولا وتانزانيا وتونس وموريتانيا وبورندي والجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية.
وتمحورت تلك المحادثات، حول العلاقات الثنائية والمسائل الاقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، بما في ذلك تعزيز التعاون الافريقي المشترك من اجل الوقاية والقضاء على الإرهاب.
المصادقة على مقترحات رئيس الجمهورية بشأن مجابهة الإرهاب في إفريقيا
صادق الاتحاد الإفريقي، على تقرير رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، ومقترحاته بشأن مجابهة الإرهاب في قارة افريقيا.
كما رحب رؤساء الدول والوفود بجهود الرئيس تبون، كجزء من تنفيذ ولايته القارية في منع ومكافحة الإرهاب والتطرف العنيف.
موسى الفقي: الإرهاب ليس ظاهرة عادية تحارب بالمناظرات
أكد رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي موسى فقي محمد، ان المجتمع الدولي لا يلتزم بشكل قوي في محاربة الإرهاب، وظلت افريقيا اخر قارة في العالم تشهد الإرهاب بهذه الكثافة.
وصرح موسى فقي محمد، خلال افتتاح أعمال القمة الاستثنائية للاتحاد الأفريقي حول مكافحة الإرهاب والتغييرات غير الدستورية للحكومات في إفريقيا، إنه لا جدال في أن هاتين الظاهرتين تقلبان أولوياتنا التنموية وتعيقان مسيرتنا نحو التقدم، وأكد على ضرورة العمل على مواجهة هذا التحدي المزدوج من خلال إجراءات جريئة وشجاعة، سواء داخل الدول أو على المستوى الإقليمي والقاري، حتى تتوقف هذه الهجمات التي لا تطاق على أمن واستقرار القارة.
وشدّد رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي موسى فقي محمد، أن ظاهرة الإرهاب ليست ظاهرة عادية يمكن حلها من خلال الاجتماعات والندوات والمناظرات واللقاءات، وإنما شرط الانتصار عليها الإجراءات القوية والمنسقة والتضامن الإفريقي الملموس المتناسب مع الخطر.
وفي هذا السياق، انتقد فقي عدم وجود التزام قوي من المجتمع الدولي، وسياسة الكيل بمكيالين، وقال في الوقت الذي تم تكثيف الجهود والتعبئة الدولية ضد داعش في الشرق الأوسط على جميع المستويات، فإن الحرب ضد الإرهاب في إفريقيا تم تقليصها إلى الحد الأدنى.
وتحدث فقي عن التغييرات غير الدستورية للحكومات، و عودة الانقلابات العسكرية في بعض الدول الأعضاء في الاتحاد الإفريقي، وقال إننا نشهد عودة ظهور ممارسة اعتقدنا أنها قد انتهت إلى الأبد، مع مجيء حقبة جديدة، وهي عهد التعزيز الديمقراطي الواعد.
وشدّد فقي في هذا السياق، على ضرورة تنسيق أفضل لإجراءات الاتحاد الإفريقي وتلك الخاصة بالمجموعات الاقتصادية الإقليمية المعنية بهدف دعم أفضل للعودة السريعة إلى النظام الدستوري الطبيعي.
