دعا وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج رمطان لعمامرة، خلال كلمة ألقاها، أمس، خلال الاجتماع رفيع المستوى للمجلس الاقتصادي والاجتماعي التابع لمنظمة الأمم المتحدة، لتعزيز قدرات المجلس وتمكينه من الاضطلاع بولايته وفقا لميثاق الأمم المتحدة.
كما حث خلال مشاركته بمناسبة الذكرى الـ 75 لتأسيس المجلس، على إقامة نظام حوكمة عالمية يكون قائما على مسار متعدد الأطراف لصناعة القرار حيث يتسم بالفعالية والشمول والتمثيل والشفافية، قائلا في هذا الصدد إن الجزائر يحذوها الإيمان القوي بضرورة الحفاظ على العهدة الأساسية للمجلس الاقتصادي والاجتماعي من أجل تعزيز الأبعاد الثلاثة للتنمية المستدامة سواء الاقتصادية، الاجتماعية والبيئية.
وأضاف، أنه مثلما تم التأكيد عليه مرارا وتكرارا، فإن الأزمات العالمية تتطلب استجابة عالمية، وعليه سيكون تعزيز وترقية دور المجلس الاقتصادي والاجتماعي خطوة رئيسية في الاتجاه الصحيح.
بالمقابل، شجع لعمامرة على إيلاء مزيد من الاهتمام للقضايا التي تشكل أهمية خاصة بالنسبة للبلدان النامية، حيث تطرق لموضوع تمويل التنمية، قضايا الديون والبنية التحتية، قائلا في هذا الشأن، يجب أن يركز مجلسنا بصورة أكبر على الدول النامية، من خلال ضمان تخصيص مساحة أكبر للقضايا المتعلقة بتمويل التنمية، ومشاكل الديون الخارجية، والبنية التحتية.
كما شدد على تمكين المجلس الاقتصادي والاجتماعي من ضمان الرقابة الكافية لتنفيذ قراراته، لا سيما تلك المتعلقة بالقضاء على الفقر الذي يظل الهدف الأساسي لخطة 2030، معتبرا أن تعزيز التنسيق بين المجلس الاقتصادي والاجتماعي ومختلف أجهزة الأمم المتحدة يمكن أن يُساهم في تقريب الجهود وتنسيقها وتجنب التداخل والازدواجية في المهام من خلال تشجيع المواءمة المتسقة مع الخطة.
من جهته، اقترح وزير الخارجية التوجه نحو ضمان قدر أكبر من الاتساق في كيفية إعداد هيئاته الفرعية وصناديقه وبرامجه لتنفيذ مهامها، مردفا، من هنا يجب على المجلس ضمان رؤية سياسية متماسكة لرصد تنفيذ خطة 2030 لمساعدة البلدان على التعافي وإعادة بناء قدراتها على التحمل في مرحلة ما بعد كوفيد 19.
تأكيد دور الجزائر في تحقيق السلم في ظل الأوضاع الإقليمية والدولية
شدد وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج رمطان لعمامرة، على ضرورة تعزيز دور الجزائر كدولة محورية تساهم بشكل فعلي في تحقيق السلم و لم الشمل في ظل الأوضاع الاقليمية والدولية الراهنة.
وأفاد المصدر، أن لعمامرة عقد بمقر الوزارة لقاء توجيهيا مع إطارات دائرته الوزارية طرح خلاله الخطوط العريضة لخطة عمل الوزارة في المرحلة المقبلة، والتي ترتكز أساسا على ترجمة التزام رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، بتعزيز دور الجزائر كدولة محورية تساهم بشكل فعلي في تحقيق السلم و لم الشمل في ظل الأوضاع الاقليمية والدولية الراهنة.
وذكر لعمامرة في كلمته خلال اللقاء، بالرصيد الثري للدبلوماسية الجزائرية التي ساهمت في معركتي التحرير والتشييد من خلال أجيال متعاقبة من الدبلوماسيين والدبلوماسيات الذين حققوا من الإنجازات ما يدعو للفخر والاعتزاز من قبل أجيال اليوم لا سيما ما تعلق بالدور الجزائري في مساعدة الشعوب المكافحة من أجل الانعتاق من الاستعمار والتبعية الاقتصادية.
كما شدد لعمامرة، على ضرورة الاستلهام من هذا الرصيد التاريخي الثمين من أجل المضي قدما في طريق تعزيز الدور الدبلوماسي الجزائري سواء ما تعلق بالوساطة لتسوية النزاعات بالطرق السلمية أو التصدي للمخططات التي تستهدف بلادنا.
وفي هذا السياق أكد لعمامرة، على ضرورة التحلي بالروح النضالية العالية التي تميز بها الرعيل الأول من الدبلوماسيين في سبيل صيانة المصالح العليا لبلادنا والتكيف مع متطلبات المرحلة الراهنة.
من جانب آخر، ذكر رئيس الدبلوماسية الجزائرية بالأهمية التي يوليها رئيس الجمهورية للتكفل بانشغالات وتطلعات الجالية الوطنية المقيمة بالخارج لا سيما بعد التغيير الأخير لتسمية الوزارة الذي أكد على هذا التوجه الاستراتيجي، مشددا في هذا الشأن على أهمية مد جسور التواصل والحوار مع أفرادها من أجل جعل الجالية تلعب دورها الإيجابي في البناء الوطني كما كان الحال في الماضي.
وفي الختام، أسدى وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج، تعليماته من أجل إيلاء الأهمية القصوى للتكوين المتواصل لموظفي وإطارات الوزارة من أجل تمكينهم من أداء مهامهم على الوجه المرجو سواء ما تعلق بالتسيير اليومي او بمهام الاستشراف وبلورة رؤية شاملة ومتكاملة لكافة أبعاد علاقات الجزائر الخارجية، كما حث الوزير موظفي وإطارات الوزارة على مضاعفة الجهود والتفاني في خدمة البلاد بكل ثقة وحزم وكفاءة والتزام.
ق.ح