تكنولوجيا

لتتمكن من التحدث مع التلفاز.. دمج “جيميني” في نظام “غوغل تي في”

التحدث مع التلفاز .. أعلنت شركة “غوغل” عن خطوة جديدة في مجال تقنيات من خلال دمج مساعدها الرقمي “جيميني” داخل نظام تشغيل “غوغل تي في”، وبذلك أصبح بإمكان المشاهد التحدث مباشرة مع جهاز التلفاز الذكي دون الحاجة إلى البحث التقليدي أو استخدام جهاز التحكم اليدوي، ويمثل هذا التطوير انتقالاً جديداً في طريقة تفاعل الأفراد مع شاشاتهم المنزلية، إذ باتت أوامر الصوت كافية للحصول على توصيات أو محتوى محدد.


 

الميزة الجديدة تتيح للمستخدمين طلب ترشيحات لمسلسلات وأفلام تتناسب مع أذواقهم المختلفة، كما يمكنهم أيضا الحصول على ملخصات دقيقة لمواسم سابقة من الأعمال الدرامية، ولا يتوقف الأمر عند ذلك بل يشمل القدرة على المساعدة في إعداد الواجبات المنزلية أو اقتراح وصفات للطعام، ما يجعل التلفاز وسيلة تفاعلية متعددة الاستخدامات، وأوضحت “غوغل” في بيانها أن هذه الإمكانيات باتت متاحة بالفعل للمشاهدين الذين يعتمدون على الأجهزة المزودة بهذا النظام المطور.

 

إمكانيات متعددة للترفيه والاستخدام اليومي

الميزة المدمجة تحمل اسم “جيميني” للتلفاز وتعمل بطريقة قريبة من أسلوب المساعد الصوتي على الهواتف الذكية، حيث أصبح بإمكان الفرد أن يبدأ محادثة مع جهازه المنزلي باستخدام جملة التفعيل الصوتية المعتادة، وبعدها يمكنه توجيه الأسئلة التي يرغب بها، سواء كانت مرتبطة بالمحتوى الترفيهي أو بمهام حياتية يومية، وبذلك يتحول التلفاز من مجرد شاشة للعرض إلى أداة للتفاعل والتواصل المباشر.

أشارت “غوغل” إلى أن الأزواج يمكنهم الاستفادة من هذه التقنية عبر البحث عن فيلم مشترك يناسب اختلاف أذواقهم، فإذا كان أحدهما ميالاً للأعمال الدرامية بينما الآخر يفضل الكوميديا فإن “جيميني” يقترح عملاً يجمع بين هذين التوجهين، كما يستطيع المستخدم أن يطرح أسئلة متعلقة بمسلسل ما حتى وإن كانت غامضة ليحصل على إجابات واضحة، وهذه المرونة تعكس مدى تطور الخوارزميات التي تدعم هذا المساعد الجديد.

ميزة “جيميني” للتلفاز أصبحت متاحة في البداية على أجهزة محددة، منها جهاز تلفاز يحمل علامة معروفة، على أن تُطرح لاحقاً خلال هذا العام على جهاز بث يعتمد نظام “غوغل تي في”، إضافة إلى جهاز بث آخر بدقة عرض عالية، كما ستصل كذلك إلى مجموعة من أجهزة التلفاز التي تنتجها شركتا “هايسنس” و”تي سي إل” بموديلاتها المتنوعة، وهو ما يعني أن الخدمة ستغطي شريحة واسعة من المستهلكين في فترة زمنية قصيرة نسبيا.

 

التحدث مع التلفاز .. توجه شامل لدمج الذكاء الاصطناعي

تؤكد هذه الخطوة مدى اندفاع “غوغل” نحو توسيع نطاق دمج الذكاء الاصطناعي في مختلف منتجاتها، حيث لم يقتصر الأمر على أجهزة التلفاز بل امتد مؤخرا إلى متصفحها الشهير “كروم”، وهو ما يعكس استراتيجية واضحة تهدف إلى جعل الذكاء الاصطناعي جزء عضويا من تجربة المستخدم اليومية، ومن خلال هذه التوجهات، يصبح من السهل على الأفراد الاعتماد على التقنية في إنجاز مهام كانت تُعد في السابق معقدة أو تتطلب وقتاً أطول.

ويُظهر إدماج “جيميني” في التلفاز تحولا في مفهوم الجهاز المنزلي من وسيلة للعرض إلى منصة تفاعلية متكاملة، حيث يختصر الوقت والجهد ويوفر تجربة أكثر خصوصية للمستخدم، كما أن هذا الدمج يشكل منافسة مباشرة لبقية الشركات العاملة في المجال التكنولوجي التي تسعى بدورها إلى تعزيز منتجاتها بخدمات قائمة على الذكاء الاصطناعي، وهو ما قد يفتح الباب أمام سباق واسع في هذا القطاع.

مع هذه الإمكانيات الجديدة، يصبح التلفاز أداة لا تقتصر على الترفيه، بل تمتد إلى المساعدة العملية في شؤون الحياة اليومية، وهو ما يوضح حجم التحول الذي يقوده الذكاء الاصطناعي في تغيير شكل علاقتنا بالأجهزة المحيطة بنا، وبذلك تدخل “غوغل” مرحلة جديدة تعكس رؤيتها لمستقبل أكثر تفاعلا وانسجاما بين الإنسان والتقنية.

بن عبد الله ياقوت زهرة القدس

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى