
لأن الصورة لغة ورسالة تعكس أفكارًا مُعينة وتُحاكي واقعًا اجتماعيًا، تم انعقاد أشغال المُلتقى الوطني الموسُوم بـ: الصورة الإعلامية ورِهاناتها “تَّمثُلات ثقافية وسِياقات حضارية”.
حيث زامن اليوم العالمي لحرية الصِحافة، تحت إشراف قسم علوم الإعلام والاتصال بالتنسيق مع مخبر الاتصال والمُجتمع التابع لكلية العلوم الإنسانية والاجتماعية، مُتوجة بذلك قاعة “عبد الحميد بن باديس” بافتتاح فعاليات هذا المُلتقى بعد الكلمة الشرفية لكل من رئيسة المُلتقى الأستاذة: “هدى عكوشي” والسيد رئيس قسم الإعلام والاتصال: “يوسفي عبد العالي”، إضافة إلى كلمة السيد عميد كلية العلوم الانسانية والاجتماعية “رحاب مختار”، وكلمة نائب مدير الجامعة المُكلف بالبيداغوجيا “بيصار عبد المطلب”، الذي أثنى على حُسن اختيار الموضوع، خاصة وأنه يُواكب تحديات الحاضر ورِهانات المستقبل.
تناول هذا المُلتقى إشكالات موضوعية تصب في مركز الدراسات الاعلامية المُتطورة في ظِل العالم الرقمي، وفي ظل مُعادلة علمية تتضمن أنً الصورة تساوي قيمة ما يُعبر عن أهميتها، حيث تخلل هذا الأخير مُداخلات علمية ذات ثِقل علمي باختلاف الرؤى والاتجاهات تدور حول أشكال توظيف الصورة الرقمية في البرامج التلفزيونية وتأثيراتها والصورة الإعلامية الرَّاهِنة للقضية الفلسطينية في نظر الإعلام الغربي، إلى التَّمثُلات الثقافية والاجتماعية عبر الصُور وكذا الصورة الصِحفية في ظِل تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، بين نقل الحقيقة وتزييف الواقع، وبغرض الاستفادة. وتحت شعار القسم: “تكوين بالمُمارسة”، تم تدعيم المُلتقى بورشتين تدريبيتين تحت إشراف ضيوف الشرف صحفي التلفزيون الجزائري “نور الدين دروي” والفنان الكاريكتوري “خليل زيتوني” والدكتورة “خولة شادي”، تدور حول كيفية إعداد ربورتاج تلفزيوني والفلم الوثائقي، وكذا فن الكاريكاتير والتعريف ببُعده السيمولوجي والإعلامي، مما يُساهم في تقريب الرؤية أكثر للطالب والتَّمكن من الجمع بين النظري والتطبيقي على حد السواء.
هذا، وقد خلُصت فعاليات المُلتقى بعد المُناقشة والإثراء المعرفي بجُملة من التوصيات، أهمها التأكيد على أن الصورة البصرية هي هوية الأفراد والجماعات، وتعزيز الوعي في تلقى الصورة الإعلامية، وتفعيل دور صُنَّاع المُحتوى الرقمي، لدورهم الفاعل في نقل الصورة. والتَّصدي لتزييف الحقائق بشرط وجود الأخلاقيات في التناول الإعلامي والمِصداقية في نقل الأخبار، كذلك الارتقاء بأخلاقيات الصورة الإعلامية وِفق ما يخدم التأثير الإيجابي لها، إلى جانب توظيف الصورة الرقمية في البرامج التلفزيونية المُقدمة لتحقيق الجودة، ومُواكبة التطورات التقنية في القنوات التلفزيونية لتكون أكثر فاعلية لإيصال الرسالة الإعلامية.
على أمل أن يكون لهاته التوصيات دورا إيجابيا في الرفع من مستوى الإعلام ومواكبة التطورات السريعة العالمية في المجال المُشترك.
بوشكارة ياسمين