
يعرف قطاع الري بولاية وهران اهتماما، نظرا للحاجة الملحة في استغلال المياه المعالجة عبر المحطات في الري الفلاحي وإشباع حاجة الفلاحين لمياه السقي بالمحيطات الفلاحية، لتنمية مختلف الشعب الزراعية، لاسيما مع ولوج العديد من المحطات حيز الاستغلال بوهران، سواء بالمناطق ذات الكثافة السكانية وربطها بالمحطة الرئيسية قبل تحويلها إلى محطة الكرمة.
كما يرتقب استهداف نحو 3 آلاف هكتار من المساحات المسقية بسهل ملاتة بوهران خلال السنة الجارية، حسب ما كشف عنه مؤخرا “صوافي أحمد” مدير وحدة الاستغلال بالديوان الوطني للتطهير والسقي الفلاحي، منوها بالمجهودات التي يبذلها الديوان من أجل توسيع المساحة المسقية بالمحيط الفلاحي مع مشروع تأهيل محطة معالجة المياه المستعملة بالكرمة.
وأبرز المتحدث، أهمية رفع الكمية المرهونة بكمية المياه المعالجة من طرف شركة تطهير وتوزيع المياه “سيور”، مشيرا عن حصة يومية تقدر بـ 22 ألف متر مكعب، حيث يستفيد حاليا 97 فلاحا من الدعم المتعلق بالسقي الفلاحي انطلاقا من محطة الكرمة، والتي تعكف حاليا على دعم وتلبية احتياجات المزارعين بسهل ملاتة.
مشاريع الصرف ومعالجة المياه تستهدف احتياجات لسقي 3 آلاف هكتار بسهل ملاته
حيث عاين والي الولاية أمس العديد من المحطات، واقترح مشاريع موازية لرفع القدرات اليومية من المياه المعالجة، منها محطة نصفية المياه المستعملة برأس فلكون، والتي سيتم رفع وتعزيز قدراتها لسقي 720 هكتارا من الأراضي والمحيطات الفلاحية ببوسفر والعنصر، استجابة لحاجيات المزارعين.
كما سيتم القيام بعملية صيانة للعديد من محطات المعالجة بالولاية، والتي ستمس 50 بالمائة على غرار عين الترك وبوسفر، علما أن إجمالي المحطات المتاحة في الخدمة تقدر بـ 108 محطات معالجة مياه الصرف منتشرة بمختلف إقليم الولاية، كما تم اقتراح على الوزارة الوصية مشاريع في مختلف البرامج والميزانيات، حيث سيتم انطلاق في الشطر الأول من محطة معالجة المياه رأس فلكون بعين الترك، والتي ستسمح بري المحيطات الفلاحية ببوسفر بغلاف مالي يقدر بـ 20 مليار سنتيم، والتي تعالج 3 آلاف متر مكعب يوميا على أن تصل 10 آلاف متر مكعب، علاوة على محطة مرسى الكبير لاحتواء مياه الصرف بالجهة، والتي تم إدراجها ضمن المشاريع المسجلة في ميزانية 2024.
دخول محطة التطهير بحاسي بونيف حيز الخدمة بكلفة 250 مليون دينار
وفي سياق متصل، سيتم تسليم محطة معالجة مياه الصرف بحاسي بونيف للحد من مشاكل التطهير وتخليص ساكنة الضواحي على غرار حاسي عامر، من صعود المياه القذرة للسطح، حيث يعد المشروع هام لساكنة المنطقة والذي رصد له غلاف بـ 250 مليون دينار، في اطار الصندوق الوطني للمياه والتي ستدخل حيز الخدمة قريبا، والتي ستسمح كذلك بمعالجة مياه الصرف للمنطقة الصناعية لحاسي عامر، وتحويلها مباشرة للمحطة المركزية بالكرمة، علما أن المحطة القديمة حاسي بونيف تعد قديمة ولا تلبي بالكاد معالجة المياه.
بالمقابل، تعكف العديد من بلديات مجمع وهران على غرار سيدي الشحمي على تدارك العملية، من خلال إعادة النظر في شبكات الصرف والقنوات التي باتت لا تسع لكمية المياه التي يتم لفظها يوميا، والتي لا تستجيب للكمية ما يتطلب توسعتها نظرا لارتفاع الكثافة السكانية، وتأخذ البلديات على عاتقها العملية في انتظار تسوية مشاكل الصرف بعدد من النقاط بوهران، لاسيما وأن سيدي الشحمي تعد منطقة معرضة للفيضانات، وهو ما يتطلب تدخل دوري قبيل حلول فصل الشتاء.
كما سيتم تسليم محطة تصفية المياه بالرأس الأبيض نهاية السنة الجارية، والتي بلغت نسبة إنجازها 93 بالمائة، كما تم اقتراح إنجاز شبكة الصرف الصحي بمنطقة الحاسي ومحطة معالجة المياه، ومشروع لصرف مياه الأمطار بالقطب العمراني “عدل”، فضلا على مشروعين لضخ وتفريغ ومعالجة مياه الصرف الصحي بعين البيضاء.
علما أن ملف التطهير يعد من بين المشاكل والنقاط السوداء بالولاية، كون أغلبها باتت غير مطابقة ولا تستوعب كمية الصرف المتدفقة عبر القنوات والشبكات. بالمقابل، فإن المشاريع القطاعية عرفت في الآونة الأخيرة ضخ غلاف مالي معتبر، سواء لإعادة الاعتبار لمحطات الضخ والمعالجة وتأهيل الشبكات القديمة، واحتواء النقاط السوداء من خلال رصد غلاف مالي بـ 170 مليار سنتيم من ميزانية الولاية للفترة الممتدة بين 2022 لغاية 2025، فضلا على الغلاف المقدر بـ 45 مليار سنتيم الموجه من طرف الصندوق الوطني للمياه، لتقليص المشاكل المترتبة عن اهتراء الشبكات والقنوات، وكذا تقليص العقبات وتدليل الصعاب في القطاع بمحاربة الأمراض المتنقلة عبر المياه والتلوث.
منصور. ع



