الثـقــافــة

فنتازيا الرقص على البندير و”المطرق” ..

من أهم الاحتفالات بوحدة سيدي خالد بتوسنينة بتيارت

احتضنت وعدة سيدي خالد بتوسنينة الخميس المنصرم، فعاليات مهرجان الفروسية، في أجواء احتفالية جمعت بين التراث الأصيل والعروض الفنية المميزة. تميز المهرجان باستعراضات في فنون الفروسية التقليدية، قدمتها فرق محلية ووطنية أبدعت في إبراز مهارات الفروسية وطقوس “التبوريدة”، التي تعكس عمق الهوية الثقافية للمنطقة.

 

الحدث شهد حضور جمهور غفير من عشاق الفروسية والمهتمين بالموروث الشعبي، إلى جانب السلطات المحلية، التي ثمنت هذه المبادرة لما تحمله من بعد سياحي وثقافي يساهم في التعريف بالمنطقة وإحياء تقاليدها.

الوعدة المعروفة باسم وعدة سيدي خالد بتوسنينة تُعدّ من أبرز التقاليد الشعبية في المنطقة، وتتميّز أساسًا بعروض الفروسية (الفانتازيا)، حيث يجتمع الفرسان من مختلف القبائل والبلديات لاستعراض مهاراتهم في ركوب الخيل وإطلاق البارود.

هي ليست مجرّد تظاهرة فلكلورية، بل فضاء جامع:لإحياء الموروث الشعبي المرتبط بالفروسية والوفاء لعادات الأجداد، وتعزيزالروابط الاجتماعية بين العائلات والقبائل من خلال اللقاءات والمصالحات، وكذا لإحياء الذكرى الروحية للولي الصالح سيدي خالد الذي طبع الذاكرة المحلية.
ومن جهة أخرى، يتم تحضير أكلة الكسكس بلحم الخروف على نطاق واسع، حيث تُنحر العشرات من الأغنام ويتم توزيع الوجبات على جميع الوافدين والضيوف من مختلف ولايات الوطن دون استثناء، وهذا تجسيدالقيم الضيافة والكرم التي تُعدّ جزء أصيلًا من الهوية المحلية

ويكتمل المشهد من دون الرقص على وقع البندير، حيث يجتمع الرجال والشباب في حلقات دائرية يصفقون ويرددون الأهازيج الشعبية، بينما تعلو زغاريد النسوة لتضفي على الأجواء طابعًا روحانيا وفرحا جماعيا، حيث إن البندير هنا ليس مجرد آلة إيقاعية، بل رمز يربط الحاضر بالماضي، ويواكب الفانتازيا وصوت البارود. كما يعد الرقص الشعبي جزء من الطقوس الروحية والاحتفالية، حيث يعبر المشاركون عن الفرح والوفاء للولي الصالحوتتحول الأجواء إلى فسيفساء من الفروسية، الفلكلور، الأهازيجوالوليمة، مما يجعل الوعدة حدثا متكاملا يجذب الزوار من كل مكان.ويجتمع كبار الشيوخ وأهل الخبرة في (فن المطرق، الشعر الشعبي والمدائح…) لتبادل الأبيات الشعرية والأهازيج، في جو يملأه الوقار والفرح.
هذا اللقاء يُعدّ مدرسة تراثية حية، أين يتوارث الشباب من الشيوخ فنون القول والأداء، فيحافظون على ذاكرة الأجداد.ومن جانب آخر، يضفي المطرق طابعًا ثقافيًا وروحيًا خاصًا على الوعدة، ويُعتبر جزء لا يتجزأ من الهوية الجماعية للمنطقة.والجدير بالذكر،أن بلدية توسنينة تزخر بإرث كبير يتمثل في زاويتينتهتمان بتحفيظ القرآن الكريم وتدريس علومه، وهما زاوية سيدي بوشارب عبد القادر بوشارب وزاوية سيدي أحمد بن عبد الله.

ويقام بالبلدية مهرجان سنوي، يتمثل في وعدة الوالي الصالح سيدي خالد التي تقام بداية كل خريف من كل سنة، وتعد ومن المناطق التي عمر بها الإنسان قديما،حيث سكنها إنسان ما قبل التاريخ (الرومان والبيزنطيين)،والدليل المعالم الأثرية،إذ انبثقت بلدية توسنينة عن البلدية المختلطة جبل الناظور (السوقر حاليا) وتأسست رسميا سنة 1956م وسميت ببلدية أولاد سيد خالد ، حتى سنة 1964م سميت بتوسنينة وكلمة توسنينة بربرية تعني (معرفتنا)، وهي معروفة بمنطقتها البربرية مثل قيقاب،أوشانويازرم..الخ

ج.غزالي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى