أعلنت إدارة مولودية وهران، رسميا تعيينها الاسباني، “خوان كارلوس غاريدو”، على رأس العارضة الفنية للفريق،. ورغم أن كل المعطيات كانت تشير نحو تعيين تقني تونسي على رأس العارضة الفنية للحمراوة، إلا أن إدارة شركة “هيبروك” المالكة لأسهم مولودية وهران كان لها رأي آخر في آخر المطاف، بعدما وجهت بوصلتها نحو المدرسة الإسبانية بعدما وقع الاختيار على المدرب السابق لاتحاد العاصمة وعدة أندية إفريقية .
وكانت قد انطلقت المفاوضات مع “غاريدو” بعد مباراة ترجي مستغانم، إلا أنها تريثت بسبب بعض الشروط المتعلقة بالطاقم المساعد، حيث كان يفضل المعني جلب معه طاقم موسع ليستقر الاتفاق حول مساعد واحد.
وسيخلف بذلك، “غاريدو”، التقني الفرنسي “هوبيرت فيلود”، الذي لم يعمر كثيرا في النادي، حيث قدم استقالته من تدريب “أبناء الحمري” بعد أيام قليلة من تعيينه. ويُعد “غاريدو” واحدا من الأسماء البارزة في عالم التدريب بإفريقيا والعالم العربي، حيث سبق له الإشراف على أندية كبرى مثل الأهلي المصري والرجاء البيضاوي المغربي والاتفاق السعودي، محققاً إنجازات هامة أبرزها التتويج بالبطولات القارية.
التقني الإسباني معروف بصرامته التكتيكية واعتماده على خطة 4-2-3-1 التي تمنح التوازن بين الدفاع والهجوم. المدرب الذي قاد فرقاً لتحقيق ألقاب قارية مثل كأس الكونفدرالية الإفريقية وكأس العرش المغربي، يأتي اليوم إلى “الحمراوة” ليمنح المشروع الرياضي للمولودية نفسا جديدا، ويرفع طموحات الأنصار نحو عودة الفريق إلى منصات التتويج.
وتراهن الإدارة الوهرانية من خلال هذه الصفقة على خبرة المدرب الإسباني في إدارة المباريات الكبرى وصقل المواهب الشابة، خصوصاً أن الفريق يبحث عن الاستقرار الفني وتدارك النتائج السلبية التي لاحقته في المواسم الأخيرة. من جهته، عبّر “غاريدو” عن حماسه لخوض التجربة الجزائرية، مؤكداً أنه يطمح لقيادة “الحمراوة” نحو منصة التتويجات، وإعادة الثقة للجماهير الوهرانية العاشقة لفريقها.
واستقبلت جماهير مولودية وهران الخبر بتفاؤل كبير على منصات التواصل الاجتماعي، معتبرة أن التعاقد مع مدرب من هذا المستوى يمثل رسالة قوية بأن النادي يسعى بجدية للمنافسة على الألقاب المحلية وربما حتى الإقليمية. وستكون تجربة المدرب السابق لنادي فياريال الإسباني، مع مولودية وهران، الثانية له في البطولة الجزائرية، بعدما أشرف على اتحاد العاصمة، موسم 2023-2024.
ويمتلك المدرب الجديد للحمراوة سجلا تدريبيا حافلا وهو الذي سبق له تدريب الأهلي المصري والرجاء البيضاوي، ونال معهما لقب كأس الكاف وكأس السوبر المصري وكأس العرش وخاض عدة تجارب في أوروبا، حيث شارك في دوري الأبطال، وكان نادي اتحاد طرابلس الليبي في فترة ما بين جانفي وجوان 2025، آخر فريق دربه التقني الإسباني.
ورحّبت إدارة مولودية وهران، في منشور الاثنين بمدربها الجديد، متمنية له مشوارا موفقا على رأس العارضة الفنية للفريق الذي بصم على بداية متذبذبة في الموسم الجديد، بانتصار وهزيمة وتعادل في أول 3 جولات. وسيجلب المدرب الأسبق لنوادي فياريال وريال بيتيس الإسبانيين معه مدرب مساعد في انتظار تحديد مستقبل الطاقم الفني المساعد الحالي بقيادة “منير لهباب” ومدرب الحراس “كريم صاولة”.
ولم تفصل بعد إدارة مولودية وهران في مستقبل المدرب المساعد الحالي “منير لحباب”، وهو الذي التحق بالنادي رفقة التقني الفرنسي “هيبارد فيلود” خلال التربص التحضيري الثاني الذي أقيم بالجزائر العاصمة، ليقرر مواصلة مهامه رفقة شريف الوزاني بعد مغادرة “فيلود”، كما أنه يقوم بعمل كبير خلال التدريبات، مما جعل دارة “حيجيوي” تفكر جيدا قبل الفصل في قضيته، حيث من المحتمل أن يحتفظ به ضمن الطاقم الفني بقيادة المدرب الإسباني “غاريدو”، حسب ما هو مقرر .
وبحسب ذات المصادر، فإنه من المستبعد أن يكون “غاريدو” حاضرا في لقاء الجمعة الذي يجمع مولودية وهران بشبيبة القبائل، في انتظار استكمال إجراءات حلوله بوهران، ما يعني أنه وبنسبة كبيرة سيكون الثنائي “شريف الوزاني” و”منير لهباب” في دكة البدلاء لقيادة الفريق أمام الجياسكا.
تعيين الإسباني “خوان كارلوس غاريدو” على رأس العارضة الفنية لمولودية وهران يمكن اعتباره بداية صفحة جديدة للفريق، لكن النجاح في هذه المرحلة لن يكون مرهونًا بالمدرب وحده بل بتكامل الأدوار داخل النادي. أفضل سيناريو ممكن الآن هو جمع أكبر عدد من النقاط في مرحلة الذهاب، حتى وإن لم يكن الأداء مقنعًا، لأن المهم هو تثبيت الفريق في سباق المنافسة إلى غاية الميركاتو الشتوي، حيث يمكن للمدرب وضع بصمته الكاملة على التشكيلة.
م. شريف
