تكنولوجيا

عملة فيسبوك الرقمية

لماذا تتخوّف منها الأسواق المالية الرقمية؟

 إن استخدام عملة فيسبوك المشفرة “ليبرا” في الهند وأفريقيا اللتين تتمتعان – رغم ضعف الولوج إلى خدمات البنوك – بهواتف محمولة تقدم خدمات الاقتراض وتحويل الأموال من شأنها قلب كل الموازين في أسواق العملات الرقمية على غرار”اليورو الرقمي، والروبل الرقمي والين الرقمي والبتكوين”. ورغم أن بعض الخبراء يؤكدون بأن “ليبرا” سيتم استخدامها فقط كوسيلة للادخار والحفاظ على قيمة الأصول والمدخرات في البلدان التي تعاني من التضخم وانخفاض قيمة العملة، ومن شأنها أيضا إغراء المستهلكين في البلدان المتقدمة لسهولة الدفع بها عبر الإنترنت أو في المتاجر، إلا أنها في المقابل ستفتح آفاقا أوسع بكثير وستكون دون أدنى شك عملة للدفع مقابل سماح المستخدمين باستغلال بياناتهم الشخصية، مثل إرسال قائمة تشغيل شخصية إلى تطبيق موسيقي أو نقل سجل صحي إلى شركات أدوية/ ناهيك عن كون هذه العملة ستسهل الدفع للمستخدمين وتشجعهم على الرد على استطلاعات الرأي، وترك آرائهم حول المواقع السياحية وغير ذلك، بحيث أن عملة “ليبرا” المشفرة المرتبطة بتكنولوجيا “البلوكتشين: التي من شأنها السماح بثلاثة تغييرات جوهرية.

وفي سياق متصل، يقول الخبراء بأن نجاح فيسبوك يرتبط تاريخيا بخفض تكلفة التسويق لمستخدمي الإنترنت وتحليل تفاعلاتهم (حسب الروابط والنقرات والإعجاب) مما يفتح سوق إعلانات جديدا. كما أن خفض تكلفة تتبع المستخدمين عن طريق استخدام الذكاء الاصطناعي (التغيير الأول) سيحفز الإبداع والبحث والتعليم والاختراع والابتكار -حسب الكاتب- مما يعزز اقتصاد المعرفة من خلال إعطاء قيمة مالية للمساهمات الفردية مهما كانت صغيرة.

هذا، ومن منظور (فايسبوك)، فإن هذا العالم الاقتصادي سيكون مناقضا لمبدأ التحرر المعمول به في عملة بتكوين الذي جعل تعدينها والتحكم فيها في متناول الجميع من حيث المبدأ، وهو أيضا ضد التبشير بنهاية العمل والقضاء على الرأسمالية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى