الثـقــافــة

عـاد أيـلـول

قــراءات

وعادت الأمطار .. ولم تعد معها المشاعر ولا صدقها وعادت فقط تلك الأطيار ..

عاد أيلول وعادت الغيوم وعادت تلك البسمة بين الدموع..

عاد أيلول عادت الرياح بصفيرها تزمر بقلق بين الأكواخ الجاثية وبين الأصوار المنهارة لتنهار على البراءة والصداقة وعادت تلك العواصف ولم تعد موجودة تلك المعاطف ولم يعد ذاك الحنان والدفء..

عاد أيلول وعاد الغبار وتولدت الغيرة وتبنها الحسد وأصبحت العيون الناس صلبة كالرصاص..

عاد أيلول وعادت لقبة السماء كالعادة للحدادها وعاد شكل الحداد وهجرتها طيورها المغردة ولتبقى آخر حضن لها..

عاد أيلول ليحجب وجه الشمس دون إصغاء لصراخها ولا لجمال وجهها ودفن رونق إشراقتها لينسحب القمر في سكون وحزن..

عاد أيلول ليمزق التربة الصفراء ويبعثرها فوق السطوح وعلى كل الأشياء وعلى القلوب وها هو اللجوم ثقيل. فلا سوف تعود الصواعق ولسوف تثبت على حوائط المتاحف والكنائس والمساجد.. والقصة سوف تحكي نفسها بنفسها بلا راوى

إنه أيلول الجميل، وكم أتمنى أن تكون جميلا وليت فيك روعة الصباح والفجر ليكون ليلي هادئا، فسيكون نومي من النوع الذي يتغلغل في أعماقي بعطر الرياحين المتناثر ساطعا حتى في الظلام..

إنه أيلول الذي أحبه ولسوف يكون مشحونا بالحياة النقية المشرقة رغم رماد لونك . أيها الجميل يا أيلول ولسوف أنتظر تشرين الأول والثاني وكانون الأول والثاني وستبقى أنت الشهر المفضل يا أيلول

بقلم: صــوريـة تـيـبـو

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى