
تعمل جمعية الحرية للبيئة،السياحة، الاستثمار والمصنعين والحفاظ على المستهلك وحمايته بمدينة مغنية، من خلال استحداث المساحات الخضراء وإنشاء حدائق نموذجية، إلى أن تكون متنفسا للعائلات للتمتع بهواء نظيف، والمحافظة على الثروة الغابية، وذلك من خلال النشاطات التي تسهر الجمعية على توفيرها، وهو الأمر الذي أشار إليه “عبد السلام بن علي” رئيس جمعية الحرية للبيئة والسياحة والاستثمار والمصنعين والحفاظ على المستهلك وحمايته بمدينة مغنية، والأمين الولائي للاتحاد الوطني للمستثمرين الشباب بولاية تلمسان، في حوار لـ “الـبديل”.
بداية، هلا عرفتنا بفكرة تأسيس جمعية الحرية للبيئة والسياحة والاستثمار
والمصنعين والحفاظ على المستهلك وحمايته بمدينة مغنية؟
عبد السلام بن علي: قـبل تأسيس الجمعية، كنت ناشط ومتطوع في مختلف النشاطات والأعمال الخيرية، والدافع الذي حفّـزني على تأسيس هذه الجمعية أنه كانت على مستوى طريق الشيقر التابع لبلدية حمام بوغرارة غابة تسمى “غابة سيدي الحبيب”، ومقبرة سيدي الحبيب على مساحة حوالي 50 هكتارا، تعرضت إلى عملية قطع الأشجار ورمي النفايات بطرق عشوائية، مما سببت عدة تراكمات من النفايات المتراكمة.
وفي فترة بين سنة 2009 و2010، كنت أتصل يوميا بالجهات الوصية والمسؤولة عن قطاع الغابات لإعلامهم بما يحدث من تعدي على الثروة الغابية وقطع الأشجار بطريقة عشوائية، والاستولاء على ثروتها وتحويلها إلى أغراض أخرى، غير أني كنت أتلقى انتقادات كبيرة من طرف العاملين بمصلحة الغابات من مختلف الرتب، بعدم التدخل بحجة أني لن أمثل أية هيئة كوني مواطن وفقط، وهكذا بقيت عملية التعدي على الثروة الغابية مستمرة دون رادع أو ناه عن ذلك وتحولت بعدها إلى عدد كبير من البنايات الفوضوية من طرف المافيا آنذاك، وبعد أن أمرني أحد الأيام أحد العاملين بمصلحة الغابات بالانصراف وعدم العودة للإبلاغ إلا بعد تأسيس جمعية، في إطار قانوني تسمح لي بالإبلاغ والتكلم عن التجاوزات، طبعا هذا الأمر هو الذي دفعـني بقوة لتأسيس هذه الجمعية.
وماذا عن تركيبة الجمعية ودعمها المادي؟
عبد السلام بن علي: الجمعية بها 11 عضوا من مختلف الطبقات المثقفة وإطارات منهم المهندسين، الإداريين، الفلاحين والتجار…، منهم أعضاء مؤسسين ونشيطين وأعضاء شرفيين وكلهم يد واحدة منذ تأسيس هذه الجمعية، مقرها بشارع حسبية بن بوعلي وسط مدينة مغنية، وهي تتمتع بالشخصية المعنوية والأهلية القانونية وتمارس نشاطاتها على مستوى المحلي بلدية مغنية، كما أنها لم تتلق أية دعم فهي تسـيّر أمورها ونشاطاتها بإمكانياتها المادية الخاصة.
ما هو الهدف من تأسيس هذه الجمعية؟
عبد السلام بن علي: هدفها الرئيسي الأوّل من حيث البيئة هو خلق مساحات خضراء والنظافة، فنشاطاتنا تصبّ كلها في خدمة البيئة وتنميتها، حيث هدفها الرئيسي الأوّل من حيث البيئة هو النظافة وخلق مساحات خضراء عن طريق حملات تشجير على مستوى البلدية، فضلا عن حملات لتحسيس المواطنين بأهمية الحفاظ على البيئة، إلى جانب حملات التشجير بالمؤسسات التربوية، أما فيما يخص مجال السياحة والاستثمار والمستثمرين والمصنعين، تحاول الجمعية الارتقاء بقطاع السياحة المحلية وتشجيع ودعم والاعتناء ومساعدة الشباب في الميدان السياحي والاستثمار السياحي والاهتمام أكثر بالصناعات التقليدية بمختلف أنواعها.
هل من نشاطات أخرى تذكر؟
عبد السلام بن علي: صحيح كانت أوّل مبادرة قامت بها الجمعية سنة 2016 هي إنشاء مساحة خضراء تتربع على 700 متر مربع بالقرب من المدرسة الابتدائية “حسيبة بن بوعلي” بوسط مدينة مغنية كنموذج، ولكن للأسف تعرضت إلى التخريب من طرف بعض المواطنين، الذين قاموا بتكسير النافورة المصنوعة من الرخام والتي كانت مزودة بالإنارة ومختلف أنواع الأشجار والأزهار، حيث تحولت بعد إنشائها إلى تخريب شامل لكل ما أنجز فيها، وقد أعدت ترميمها مجدّدا بإمكانيات الخاصة، وأحسن مبادرة للجمعية نموذج فرز النفايات داخل المدارس الابتدائية كتجربة أولى من نوعها نظمت بمدينة مغنية بالمدرسة الابتدائية حي بلال والتي شارك فيها التلاميذ.
كما سبق للجمعية أن نظمت عدّة حملات للتبرع بالدم والتي أسفرت عن عدد اكبر من أكياس الدم وجهت للمرضى بمستشفى مغنية وتلمسان، كما قامت الجمعية بعدة تدخلات بشأن المفرغة العشوائية بطريق حمام الشيقر.
هل هناك مشاريع سياحية مستقبلا تسعون إلى تحقيقها؟
عبد السلام بن علي: بما أننا جمعية تضم في شقها الثاني السياحة والاستثمار والمصنعين، ففي هذا الإطار لدينا برنامج لتنظيم جولات سياحة خاصة بالأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة والأشخاص المسنين لمختلف المناطق السياحية بالولاية بما فيها الموانئ والشواطئ، وهذا طبعا بعد أن يرفع الله عـنا هذا البلاء إن شاء الله، أيضا هناك برنامج لتنظيم جولات سياحية لجنوب الجزائر خاصة بأبناء المنطقة، كما تفكّـر الجمعية حاليا بوضع حافلة سياحية للمحتاجين ومبلغ رمزي خاص للسواح القادمين من خارج منطقة مغنية، وهذا لجلب السواح أكثر خاصة وان الجهة الغربية لولاية تلمسان تزخر بعديد من المناطق السياحية والحمامات المعدنية.
هل سبق لكم وأن اعترضتكم مشاكل في تأدية مهامكم كجمعية؟
عبد السلام بن علي: حقيقة سابقا تلقيت العديد من المشاكل والعراقيل من بعض الإداراتالتي لها علاقة مباشرة مع البيئة، خاصة في مجال محاربة البيئة، وأذكر هنا مافيا العقار الذين حاول البعض منهم إهدار الثروة الغابية بمنطقة مغنية وتحويلها إلى أغراض أخرى.
هل سبق لكم وأن تلقيم تكوينات لتطوير مهارتكم؟
عبد السلام بن علي: نعم، سبق لي أن قمت بعدة تكوينات كان آخرها تكوين بتونس الشقيقة، حيث استدعتني وزارة البيئة لإجراء تكوين بولاية عين تموشنت وتوّجت خلاله بشهادة في مجال البيئة حول كيفية المحافظة على البيئة، وكذا عملية رسكلة النفايات وجمعها وأيضا كيفية إخراج وتهيئة المساحات الخضراء، إذ كان لدي ميول كبير في هذا المجال مما سهل لي إجراء هذا التكوين بدون صعوبة.
فأنا شخصيا مختص في حرفة صنع ما يعرف بالزليج التقليدي الإسلامي الأصيل الذي يستعمل في قبب وصومعات المساجد، وقد اقترحت في العديد من تدخلات أمام أئمة المساجد ومدير مديرية الشؤون الدينية بضرورة إعطاء للمساجد طابعا إسلامي أصيل في الهندسة الإسلامية للزليج التقليدي، لأن معظم المساجد المبنية حاليا يستعمل فيها نوع من الزليج الذي معظمه يصنع في المصانع ولايعبّر عن أية طابع عمراني إسلامي.
كما اقترحت على المديرية بإبرام اتفاقية في هذا الشأن، من أجل المحافظة على هذا الطابع التقليدي الإسلامي الأصيل للمساجد، خاصة وأن في ولاية تلمسان نحن فقط اثنين من يقومون بصنع هذا النوع من الزليج التقليدي، كما قمت بإنجاز العديد من اللوحات عليها أسماء الشهداء التي سميت بها المؤسسات التربوية، وقد استدعتني الغرفة الحرفية لولاية تلمسان للمشاركة في دورة بتونس في مجال هذا النوع من الحرفة رفقة 09 حرفيين، توّجنا على إثرها بشهادة طوّرنا خلالها مهاراتنا الزخرفية (هندسة معمارية) أكثر في الزليج والتحف.
أنت أيضا أمين ولائي للاتحاد الوطني للمستثمرين الشباب بولاية تلمسان؟
عبد السلام بن علي: نــعم…هذا الاتحاد تأسس منذ أكثر من 15 سنة، في حين تم فتح فرع تلمسان في 2011 ويضم مستثمرين والحرفيين ومقاولين، وقد حقّـق الاتحاد بعض المطالب التي رفعها إلى الجهات الوصية ومن بينها إنشاء منطقة صناعـية بأولاد بن دامو بمغنية.
وماذا عن مشاريعكم الاستثماريـة في هذا الــمجــال؟
عبد السلام بن علي: أنا قمت شخصيا بإيداع 03 ملفات استثمارية أحدهما في 2011 بمديرية الصناعـة والمناجم، والثاني في فترة 2012/2013 لحدّ الآن لم أتلق أي ردّ بشأنــها، كان آخرها مشروع ثالث مهمّ جـدّا سنة 2018 بمدينة مغنية، حيث بعد تنصيب رئيس المجلس البلدي الحالي عرضت عليه فكرة إنجاز هذا المشروع عبر أحياء مدينة مغنية ذات الكثافة السكانية الكبيرة، فرحب بالفكرة وطلب مني إعداد بطاقة تقنية خاصة بهذا المشروع مرفوقة بالوثائق اللازمة لذلك في 14 نسخة كاملة من الملف.
وبعد لقائه معه في المكتب رفقة رئيس المصلحة التقنية قمت بشرح المشروع بالتفصيل مع ذكر المرافق التابعة له، إذ بإمكانه فتح من خلال عديد مناصب الشغل للشباب، وبعد مرور 04 أشهر التقيت معه مجددا وتم معاينة القطع الأرضية لذلك من طرف المصالح التقنية لبلدية مغنية رفقة مصالح أملاك الدولة، ثم وعدني بعدها برفع الملف إلى والي ولاية تلمسان السابق آنذاك، وبعد لقاء مع الوالي رحب به هو أيضا وطالب مني بتعميم فكرة المشروع عبر كامل مدن تلمسان، ولكن للأسف لازال مجمّـدا لحد الآن.
كلمة أخيرة نخــتم بها حوارنا؟
عبد السلام بن علي: نشكر جريدة “البديل” على اهتمامها بنشاطاتنا وإبرازها وعلى إتاحة الفرصة الطيبة، ونتمنى أن نقدم الكثير فيما يخص البيئة والسياحة والاستثمار والمصنعين والحفاظ على المستهلك وحمايته، وكذا دعم المستثمرين الشباب باعـتبارنا هـيئة ذات طابع بيئي وسياحي واستثماري وخدماتي واجتماعي يخدم المجتمع ويوصل انشغالاته للجهات الوصية بما يخدم الدولة الجزائرية والنهوض باقتصادها الوطني.
كما نوجه نداء بالمناسبة للمجتمع المدني، بأن يولوا اهتماما بالبيئة، وأن يحافظوا عليها، ونطلب السلطات المحلية والولائية أن تدعمنا على أكمل وجه فيما يخدم الصالح العام للمواطن خاصة والمجتمع عامة، والتصدّي للعراقيل الإدارية التي تواجه المستثمرين، الذي يعد أساسيا في الدولة للرفع من الاقتصاد الوطني، خاصة منهم أصحاب المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، الذي بإمكان أصحابها فتح مناصب الشغل للشباب وتقديم منتوج نوعي في السوق المحلي…فنحن متفائلون بالرئيس الجديد من خلال اطلاعنا على برنامجه المسطر مستقبلا، والذي يهدف إلى بناء “الجزائر الجديدة” والذي فعلا بدأ في عملية تجسيده وفي مقدمته إعطاء دفعة قوية للاقتصاد الوطني من خلال التوجه إلى استثمار حقيقي، وقد أعطى عناية كبيرة للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة.
ع. أمــيــر