أعلنت كل من شركة تصنيع معدات الشبكات الشهيرة (جينيبر نيتورك) والذكاء الاصطناعي الناشئة (ريكوغني –Recogni) أول أمس الثلاثاء، عن استثمار جديد بقيمة 102 مليون دولار في خطوة تعكس تصاعد الاهتمام بتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي المتطورة، وتعزيز دورها في البنية التحتية لشبكات مراكز البيانات.
هذه الجولة التمويلية تأتي كإضافة حيوية لتعميق التعاون بين الطرفين، حيث تخطط (ريكوغني) للتعاون مع (جينيبر نيتورك) في بناء نظام استدلالي خاص بالذكاء الاصطناعي يمكن تركيبه داخل رفوف الخوادم ما يعزز القدرات التشغيلية لشبكات الحوسبة.
الاستثمارات ضرورية لبناء وإدارة الأنظمة
لقد شهدت السنوات الأخيرة استثمارات ضخمة من قبل مقدمي الخدمات السحابية في البنية التحتية لمراكز البيانات، حيث أصبحت هذه الاستثمارات ضرورية لبناء وإدارة الأنظمة التي تدرب نماذج الذكاء الاصطناعي وتنفذ عمليات الاستدلال. الاستدلال في جوهره هو العملية التي تسمح لنماذج الذكاء الاصطناعي باتخاذ قرارات بناء على بيانات جديدة وغير مألوفة مما يجعلها أداة قوية في العالم الرقمي المتسارع اليوم.
وفي تعليق على هذه الشراكة الاستراتيجية، قال (مارك بوليث) والمدير العام لشركة (ريكوغني) في حديثه مع وكالة (رويترز):” نحن نركز حاليا على دورنا كمزود للبنية التحتية في مراكز البيانات ونعمل على توفير القدرة الحاسوبية اللازمة لتشغيل أكبر نماذج الذكاء الاصطناعي التوليدية المتعددة الوسائط”، يبرز هذا التصريح أهمية التركيز على البنية التحتية الرقمية اللازمة لتمكين عمليات التدريب والاستدلال على نطاق واسع في مراكز البيانات المتقدمة.
وفي تطور آخر كانت شركة (هيلويت باكارد انتربريز)، قد أعلنت في وقت سابق من هذا العام عن خططها للاستحواذ على شركة (جينيبر نيتورك) مقابل 14 مليار دولار في صفقة نقدية بالكامل، وهي خطوة تهدف إلى تعزيز عروض الذكاء الاصطناعي الخاصة بشركة (اش بي يوو) توسيع قدرتها التنافسية في هذا المجال الحاسم.
تطوير الجيل الثاني من الرقاقات المتخصصة في الذكاء الاصطناعي
وتعمل (ريكوغني) حاليا على تطوير الجيل الثاني من رقاقاتها المتخصصة في الذكاء الاصطناعي التوليدي، بالتعاون مع شركة تايوان (سومي كونديك تورك) و (مبنيمي نيفاكتورينع)، الشركة الرائدة عالميا في تصنيع أشباه الموصلات من المتوقع أن يدخل النظام الاستدلالي الذي تعمل عليه (ريكوغني) مرحلة الإنتاج الفعلي بحلول عام 2026، وهو تطور يترقبه المهتمون بتقنيات الذكاء الاصطناعي بشغف، حيث من المتوقع أن يوفر هذا النظام قدرات هائلة في معالجة البيانات واستنتاج الحلول الذكية في زمن قياسي.
وكانت الشركة قد كشفت في أوت الماضي عن منهجية حسابية جديدة تهدف إلى جعل رقاقاتها المستخدمة في تدريب وتنفيذ أنظمة الذكاء الاصطناعي أكثر كفاءة، فهذه الرقاقات لن تكون فقط أصغر حجما وأسرع أداء، بل أيضًا أقل تكلفة من حيث التشغيل، وهو ما يمثل نقلة نوعية في عالم التكنولوجيا ويعزز من قابلية استخدامها على نطاق واسع.
وقد قادت جولة التمويل الأخيرة شركتا رأس المال الاستثماريCelesta Capital وGreatPoint Ventures، في حين لم تكشف Recogni عن التقييم المالي النهائي للشركة في هذه الجولة. مع ذلك، يجدر بالذكر أن بعض الشركات الكبيرة مثل BMW وBosch وToyota قد استثمرت بالفعل في الشركة الناشئة، مما يعكس مدى الثقة التي تحظى بها Recogni في السوق وبين اللاعبين الكبار في صناعة السيارات والتكنولوجيا.
بين عمالقة صناعة السيارات وشركات الذكاء الاصطناعي
تعتبر هذه الاستثمارات المشتركة بين عمالقة صناعة السيارات وشركات الذكاء الاصطناعي، دلالة قوية على أن المستقبل يكمن في تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، ليس فقط في قطاع السيارات الذاتية القيادة، بل أيضًا في البنية التحتية الرقمية المتطورة التي تدعم كل جوانب حياتنا اليومية. Juniper Networks، بفضل هذا الاستثمار، تخطو خطوة كبيرة نحو تعزيز تواجدها في عالم الذكاء الاصطناعي، وتحقيق مزيد من التكامل بين الشبكات الذكية والحوسبة الفائقة، مما يمهد الطريق لمستقبل أكثر ترابطًا وابتكارًا.
هذا التطور الهائل في الشراكات التكنولوجية بين الشركات الكبرى والناشئة، يشير إلى أن السنوات القادمة ستكون مليئة بالابتكارات التي ستغير من طبيعة كيفية معالجة البيانات الضخمة، واستغلال الذكاء الاصطناعي لتقديم حلول جديدة وفعالة تتناسب مع التحديات المعاصرة.
