
بدأ خطر الفطريات والسدود وكذا المجمعات المائية يهدّد أطفال العديد من الولايات، علما أن فئة كبيرة من الأطفال تتجه نحو اقتناء الفطريات خلال موسمه، حين تكثر فيه مختلف أنواع الفطريات البرية فمنها الفطريات السامة والأخرى الاستهلاكية، لكن أغلب الأطفال لا يفرقون بينها وغالبا ما تسبب حالات من التسممات الغذائية وأحيانا تخلف ضحايا من أطفال وحتى لكبار السن. ككل سنة تنتشر النباتات الفطرية، فمنها ما ينمو فوق سطح الأرض والأخرى تنمو كحبات البصل ويطلق عليها اسم البصيلة وهي معروفة إذ يتم اقتلاعها من وسط الأراضي الفلاحية وتجميعها، ثم تسوق إلى أشخاص يأتون بالشاحنات لشرائها.
لكن ما يلفت الانتباه هو الدمار والخراب الذي يصيب الأراضي الفلاحية المزروعة بعد اقتلاع هذه المادة والتي يصل عمقها في بعض الأحيان إلى أكثر من 40 سم وهو الأمر الذي يقوض إنتاج الحبوب بالولاية.
والغريب في الأمر أن عملية جني هذه المادة لا تقتصر فقط على الشباب البطال بل نجد حتى الكهول من النساء والشيوخ وحتى أصحاب العمل، وخاصة خلال أيام العطل كيومي الجمعة والسبت، إذ يقبل غالبية الأطفال في شق آخر على اقتلاع الفطريات للاستهلاك اليومي منها ما يطلق عليه اسم “قرن جدي” و”القرنين” وغيرها من المصطلحات العامية وهي فطريات تخصص للأكل .
هذا الأمر الذي يشكل تهديدا مباشرا على حياتهم وحياة عائلاتهم وخطرا يتعلق بالتسممات الغذائية، وقد تم أخذ عينة من الفطر لإجراء التحاليل وتحديد نوع هذه المادة السامة .
في الوقت الذي حذرت منه السلطات المحلية وكذا مديرية الصحة والسكان من هذه الفطريات التي تتكاثر خاصة والمناخ الملائم الذي يساعدها على النمو مثل التقلبات الجوية وتهاطل الكبير للأمطار .
من جهة أخرى يبقى خطر السدود والمجمعات المائية الهاجس الأكبر للعائلات بعد تسجيل عدة غرق أطفال لا يتجاوز سنهم 14 سنة السنة الماضية، خاصة وأن كل عام تسجل سدود والمجمعات المائية وحتى الآبار ضحايا من الأطفال والشباب يفوق عددهم ستة أشخاص كل سنة، وهو ما وجب التحذير من السباحة بهذه المجمعات المائية لما تسببه من خطر كبير على حياتهم .
هذا ويناشد أولياء الأطفال بضرورة تخصيص مسابح بلدية في هذه الولايات الداخلية والصحراوية بشكل خاص، تسمح لشبابها بالسباحة مع كل موسم صيفي دون أن ننسى مجهودات مديرية الشباب التي تعمل على نقل بعض الأطفال إلى المخيمات الصيفية مع كل فترة صيفية.
نـسـري.ع