
تشهد شركة “آبل” تحولاً جوهرياً في مسيرة مساعدها الصوتي الشهير “سيري”، حيث تعمل على تطويره باستخدام تقنيات ذكية متقدمة بالتعاون مع شركة “غوغل” العملاقة. وكشفت تقارير صحفية موثوقة أن الإصدار الجديد من المساعد الصوتي سيعتمد على نسخة معدلة من الأداة الذكية التي تطورها غوغل. ويأتي هذا التطوير في إطار سعي الشركة الأمريكية لتعزيز قدرات مساعدها الرقمي بعد تأخر ملحوظ في منافسة الشركات التقنية الأخرى في مجال الذكاء الاصطناعي.
واجهت الشركة خلال رحلتها لتطوير المساعد الصوتي تحديات تقنية كبيرة، أدت إلى تأجيل إطلاق الميزات الذكية الجديدة لأكثر من عام كامل، وقد بحثت الشركة خيارات متعددة للتعاون مع شركات رائدة في مجال الذكاء الاصطناعي قبل أن تستقر على التعاون مع غوغل. وشملت هذه الخيارات محادثات مع مطوري أدوات ذكية شهيرة أخرى، بالإضافة إلى محاولات لتطوير نموذج خاص بالشركة.
يخطط القائمون على الشركة لاستخدام النموذج الذكي الجديد من خلال خوادمهم الخاصة وليس عبر خوادم “غوغل”، وذلك مقابل مبلغ مالي غير معلن. وسيضمن هذا الأسلوب أن تختلف النسخة المستخدمة في المساعد الصوتي عن النسخة الأصلية المعتمدة في غوغل. كما ستراعي النسخة المعدلة قواعد الخصوصية الصارمة التي تشتهر بها الشركة وتعتبرها من الركائز الأساسية في تعاملها مع عملائها.
تفاصيل التعاون التقني وآليات التطوير
يقتصر التعاون بين الشركتين العملاقتين على استخدام الأداة الذكية دون الخوض في بقية الخدمات الأخرى التي تقدمها “غوغل”، حيث توفر “آبل” بدائل متنوعة لهذه الخدمات ضمن بيئتها التقنية المغلقة. ويمثل هذا التعاون استثناءً ملحوظاً في استراتيجية الشركة المعتادة التي تعتمد على التطوير الداخلي لكل تقنياتها، مما يدل على أهمية التسارع في مجال الذكاء الاصطناعي وأولويته لدى إدارة الشركة.
تعمل “آبل” على دمج الأداة الذكية ضمن مساعدها الصوتي مع الحفاظ على البنية الأساسية للنظام. وسيتم معالجة البيانات عبر خوادم الشركة الخاصة، مما يحقق طبقة إضافية من الحماية للبيانات الشخصية للمستخدمين. كما سيمكن هذا الأسلوب الشركة من تطوير النسخة المعدلة بشكل مستقل عن التحديثات التي تطلقها “غوغل” لأداتها الأصلية، مما يضمن استمرارية العمل دون تقاطعات أو اعتماد كلي على الشريك التقني.
تسعى الشركة من خلال هذا التعاون إلى سد الفجوة التقنية بينها وبين منافسيها في سوق المساعدات الذكية، حيث تتأخر حاليا عن منافسيها الذين أطلقوا ميزات ذكية متقدمة منذ فترة ليست بالقليلة. ويأتي هذا التعاون كحل سريع وفعال يمكنها من اللحاق بالركب مع الحفاظ على معاييرها المتبعة في حماية خصوصية المستخدمين، مع الاحتفاظ بالحق في تطوير نموذجها الخاص في المستقبل.
الجدول الزمني للطرح والتحديات السابقة
تخطط الشركة لإطلاق النسخة المحسنة من المساعد الصوتي، مع الإصدار الجديد من نظام التشغيل الذي من المتوقع صدوره في شهر مارس المقبل، وسيكون هذا الإصدار متاحاً لأجهزة الشركة الحديثة التي تدعم التقنيات المتطورة. وقد أعلن الرئيس التنفيذي للشركة عن هذا الموعد خلال اجتماعه مع المستثمرين، حيث أكد على التزام الشركة بمواعيدها المعلنة، مما يعكس ثقة الإدارة في نجاح هذا التعاون وقدرته على تحقيق النتائج المرجوة.
واجهت الشركة تحديات تقنية كبيرة خلال محاولاتها السابقة لتطوير مساعدها الصوتي باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي، حيث عانت من صعوبات في دمج هذه التقنيات بشكل سلس مع تجربة المستخدم الحالية، كما واجهت تحديات في تحقيق التوازن بين الذكاء الاصطلاحي والحفاظ على استهلاك الطاقة المعتدل في الأجهزة المحمولة، وقد أدت هذه التحديات مجتمعة إلى تأخير إطلاق الميزات الجديدة لأكثر من عام.
تعمل الشركة حالياً على معالجة مخاوف الموظفين الداخلية بشأن آلية استخدام النموذج الذكي ومسائل الخصوصية، حيث أثار بعض الموظفين تساؤلات حول طريقة تعامل النموذج الجديد مع البيانات الحساسة للمستخدمين. وتؤكد الإدارة على أن النسخة المعدلة ستلتزم تماما بمبادئ الخصوصية التي تتبعها الشركة منذ تأسيسها، مع وجود ضوابط صارمة لمراقبة طريقة تعامل النموذج مع البيانات.
بن عبد الله ياقوت زهرة القدس



