الحدث

زيارة تاريخية لشراكة إستراتيجية وواعدة

رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون في زيارة دولة إلى جمهورية الصين الشعبية

يشرع رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون اليوم في زيارة دولة إلى جمهورية الصين الشعبية حسب بيان لرئاسة الجمهورية. وجاء في البيان: “بدعوة من فخامة رئيس جمهورية الصين الشعبية، السيد شي جين بينغ، يشرع رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون في زيارة دولة إلى جمهورية الصين الشعبية الصديقة إبتداء من الإثنين 17 جويلية 2023″. وتابع بيان رئاسة الجمهورية:” الزيارة تدخل في إطار تعزيز العلاقات المتينة والمتجذرة وتقوية التعاون الإقتصادي بين البلدين الصديقين“.

تربط الجزائر وجمهورية الصين الشعبية علاقات وطيدة تقليدياً، بل وتعد من أقوى العلاقات بالنسبة للصين مع أية دولة عربية، بحيث ترتكز حول الرّوابط التّجارية المتفردة جد. كما أنّ جذور العلاقات بين البلدين تعود إلى الدعم التاريخي الذي أبداه صانع القرار الصيني تجاه الجزائر “ماو تسي تونغ” من مرحلة الكفاح من أجل الاستقلال  للشعب الجزائري، مرورا بمساندة مهندسي بناء الدولة الفتية في مرحلة الإستقلال في ظل النظام الإشتراكي الذي تبنه الجزائر وقتئذ، ووصولا إلى بناء ما يعرف حاليا بالجزائر الجديدة تحت قيادة الرئيس عبد المجيد تبون.

إنّ العلاقات الجزائر وجمهورية الصين الشعبية ظلت في معظم أوقاتها في إطار توافقي فيما يخص المواقف المشتركة للقضايا الإقليمية وذات الإهتمتام المشترك وبدرجة إمتيازية ما يخص بالتعاون الثنائي ما بين البلدين في أكثر القطاعات ولعل المجال الإقتصادي والإستثمار الصيني في الجزائر أخذ حصة الأسد هو الأمر الذي أعطى بعدا استراتيجيا لهذه العلاقات.بحيث أن الجزائر رحبت الجزائر بمعظم المبادرات الصينية لاسيما مبادرة “الحزام والطريق” المعتمدة منذ سنة 2013، بحيث تعد الجزائر أول بلد عربي يقدم على إبرام اتفاقية شراكة استراتيجية مع الصين عام 2014، ثم قامت بعد ذلك بإعلان انضمامها الرسمي لمبادرة الحزام والطريق عام 2019 والمعروفة؛ بمشروع القرن الصيني.

لا يسع المجال للتطرق بالتفصيل إلى التعاون الإقتصادي بين الجزائر والصين ، بل يكفي الإشارة هنا إلة انه على سبيل المثال في مجال الطاقة، بلغ الإستثمار الصيني قرابة 12 مليار دولار في سنة 2016 ومنحت الحكومة الجزائرية مشروع بناء أول مدينة صناعية للإسمنت البترولي في إفريقيا للشركات الصينية وتم تدشين المدينة الصناعية سنة 2017 في 3 من نوفمبر. لكن الصين بدأت فعلا في تعزيز مصالحها الإقتصادية بشكل جدي وبوتيرة متسارعة بداية من سنة 2021، حيث إختارت بأن تكون الوجهة الأولي من طريق الحرير المار من إفريقيا لما تحتله من بعد إستراتيجي وإقليمي ناهيك عن الشراكة مع الصين في ميناء شرشال بولاية تيبازة، حيث تم إحياء مشروع “ميناء الحمدانية”، خاصة بعد بعد تأخر دام سنوات، أمر الرئيس عبد المجيد تبون من رئيس الوزراء السابق عبد العزيز جراد في الـ28 جوان 2020 بإعادة الاتصال بالشريك الصيني، ودراسة المشروع، على قواعد شفافة وجديدة، والذي يعد الأكبر متوسطيا و5 عالميا وتصل كلفته إلى 6 مليارات دولار. وكشف حينها وزير النقل لسابق لزهر هاني بأنّ تكلفة إنجاز ميناء الجزائر للوسط، تتراوح حسب التقييم الأولي للمشروع، ما بين 5 و6 مليارات دولار، وأنه سيُربط بخط للسكة الحديد، يمتد إلى عواصم دول إفريقية جنوباً، ومن شأنه معالجة 6.5 مليون حاوية و25.7 مليون طن من البضائع سنوياً.

وفي مجال الإستثمار بن الجزائر والصين ، سجل أنتعاش قوي ومضاعف بين البلدين منذ انتخاب عبد المجيد تبون، رئيسا للجمهورية، بحيث تم تسجيل العديد من المشاريع المشتركة، على سبيل الذكر لا الحصر، وقعت الجزائر في 30 مارس 2021، مذكرة تفاهم بين المؤسسة الوطنية للحديد والصلب “فيرال” وكونستريوم شركات صينية من أجل استغلال منجم الحديد في غار جبيلات بولاية تندوف، ويقضي الإتفاق إنشاء محطة للطاقة الشمسية لتموين خط سكة حديدية كهربائية تصل حتى ميناء وهران، فيما فاقت التكلفة الأولية للمشروع 2 مليار دولار، وسيكون التمويل جزائري صيني. أما في 22 مارس 2022 وقعت الجزائر، على اتفاق شراكة مع شركتين صينيتين لإنشاء شركة مختصة في إنتاج الفوسفات والأسمدة بقيمة تعادل 7 مليار دولار.إلى جانب الإتفاقية لبدء تطوير مشروع الفوسفات المدمج، وإنشاء “الشركة الجزائرية الصينية للأسمدة”،  والذي تم مع كل من مجمع مناجم الجزائر، و”اسمدال” التابعة لسونطراك، والشريك الصيني، بحيث سيملك الطرف الجزائري 56 بالمائة من أسهمها، بينما تعود 44 بالمائة إلى الجانب الصيني. ناهيك عن المشاريع الإستثمارية الخرى خاصة في قطاع السكن.

رامـي الـحـاج

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى