في تصريحات نادرة، اعترف (مارك زوكربيرغ)، رئيس شركة (ميتا) بأخطاء استراتيجية كبرى أدت إلى تفوق منصة (تيك توك) الصينية على منصاته، مسببًا خسائر كبيرة لشركته التي تهيمن على عالم التواصل الاجتماعي منذ سنوات.
جاء هذا الاعتراف خلال اجتماع داخلي كشف فيه (زوكربيرغ) عن سوء تقدير فريقه لقوة منافستهم الجديدة، حيث اعتبروها مجرد منصة لمشاركة الفيديوهات، دون إدراك تحولها إلى شبكة تواصل اجتماعي كاملة تجذب الملايين، خاصة من فئة الشباب.
الفهم الخاطئ لسر نجاح “تيك توك”
أوضح (زوكربيرغ) أن الخطأ الرئيسي كان في عدم إدراك أن (تيك توك) ليست مجرد نسخة من (يوتيوب)، بل تحولت إلى مساحة للتفاعل الخاص بين المستخدمين، حيث يتبادلون المحتوى عبر الرسائل المباشرة بشكل كبير.
هذا الجانب الاجتماعي هو الذي جعلها تنمو بسرعة وتسرق جمهورًا كبيرًا من (إنستغرام) و(فيسبوك). وأضاف: “لم ننتبه إلى أن المستخدمين لا يشاهدون الفيديوهات فقط، بل يشاركونها بشكل خاص مع أصدقائهم، مما عزز انتشار المنصة دون أن نلاحظ الخطر مبكرًا”.
تحديات جديدة تهدد هيمنة “ميتا”
لا يقتصر التهديد على (تيك توك) فقط، بل ظهرت منصات جديدة تعتمد على تقنيات الذكاء الاصطناعي، مما زاد الضغط على (ميتا) لتطوير أدوات أكثر ذكاءً لمنصاتها.
وكشف (زوكربيرغ) عن تشكيل فرق طوارئ لدراسة هذه التحديات، محذرًا من أن المنافسة ستكون شرسة في العام الحالي، وأن الشركة يجب أن تتعلم من أخطائها السابقة لتجنب خسارة المزيد من المستخدمين.
التركيز على الذكاء الاصطناعي كحل
بدلًا من انتظار قرارات سياسية، مثل حظر (تيك توك) في بعض الدول، أكد (زوكربيرغ) أن الحل يكمن في الابتكار الذاتي، مع التركيز على تطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي لتحسين تجربة المستخدم.
وتخطط الشركة لإطلاق مساعدين رقميين متطورين في منصاتها، لكن (زوكربيرغ) حذر من إهمال المنصات الأساسية مثل (فيسبوك)، قائلًا:” إذا أهملنا هذه المنصات، فسيكون ذلك نهاية عصرنا”.
نجاحات جزئية وتطلعات مستقبلية
رغم التحديات، حققت بعض مشاريع (ميتا) نجاحًا، مثل تطبيق (ثرودز) الذي اجتذب ملايين المستخدمين، لكنه لا يزال بعيدًا عن منافسة (تيك توك).
يبدو أن اعتراف (زوكربيرغ) يمثل بداية مراجعة استراتيجية داخل الشركة، لكن السؤال الأكبر يبقى:” هل يمكن لـ (ميتا) استعادة زمام المبادرة، أم أن المنافسين قد غيروا قواعد اللعبة إلى الأبد؟
ياقوت زهرة القدس بن عبد الله
