- “أقف بخشوع وإجلال مترحما على شهدائنا الأبرار، وشهداء المقاومة الشعبية وشهداء ثورة التحرير المجيدة وشهداء الواجب الوطني.
- -حرصنا أن يكون الاستعراض العسكري في مستوى وأبعاد رمزية للذكرى الـ70، وأن يكون في مستوى صانعيها، وتعبيرا عن تعزيز الرابطة بين الجيش والشعب”
أحيت الجزائر أمس الجمعة، الذكرى الـ70 لاندلاع الثورة التحريرية المجيدة 2025-1954، في أجواء تميزت باستذكار مآثر الشهداء وبطولات المجاهدين ورموز الثورة التحريرية، لاستظهار مكانة الجزائر بعد كفاح طويل استمر طيلة 07 سنوات ونصف ليتوج بالاستقلال واسترجاع السيادة الوطنية.
وعليه، استذكر الجزائريون أمس، مسيرة الكفاح منذ أن وطأت أقدام المستدمر الفرنسي الغاشم أرض الجزائر الزكية في 5 جويلية 1830، إلى غاية عيد النصر والاستقلال في 5 جويلية 1962، أكثر من قرن و30 سنة عاشها الشعب الجزائري تحت نير الاستدمار والاحتلال والاستبداد الفرنسي، لكن آن للقيد أن ينكسر بفضل الرجال الأحرار الذين هبوا هبة رجل واحد، وكان بيان الفاتح من نوفمبر بداية لثورة تحريرية ستكون مدوية في أصقاع العالم ومثالا يُحتذى بها لدى الشعوب المستعمرة الأخرى، وكان العهد (قسما) إما النصر أو الشهادة.
ولأن الذكرى غالية في نفوس كل الجزائريين والجزائريات، أشرف أمس رئيس الجمهورية، “عبد المجيد تبون”، القائد الأعلى للقوات المسلحة، وزير الدفاع الوطني، على عرض عسكري كان ضخما وكبيرا مُخلدا للثورة التحريرية المجيدة، وحمل في طياته عدة رسائل وعكس مدى التطور الذي بلغته وحدات الجيش الوطني الشعبي، بحيث حضره عدة رؤساء دول وقادة، يتقدمهم كل من الرئيس التونسي “قيس سعيد”، الرئيس الموريتاني “محمد ولد الشيخ الغزواني”، رئيس المجلس الرئاسي الليبي “محمد يونس المنفي”، بالإضافة إلى رئيس الجمهورية العربية الصحراوية “إبراهيم غالي”، وغيرهم من القادة والمسؤولين.
العرض العسكري الذي تم تنظيمه على مستوى الطريق الوطني رقم 11 المحاذي لجامع الجزائر بالعاصمة، وتابعه عن قرب الجزائريون، من كل الأعمار والفئات، الذين توافدوا منذ الساعات الأولى من صبيحة أمس على منتزه “الصابلات” بالجزائر العاصمة.
وإلى جانب ساحات منتزه “الصابلات”، التي غصت بالجماهير التواقة لإحياء هذه المناسبة العظيمة، تجمع عدد كبير من المواطنين على جانبي الطريق السريع المحاذي لجامع الجزائر، أغلبهم من العائلات والشباب، قبيل ساعات من انطلاق هذا الاستعراض العسكري الضخم، موشحين بالراية الوطنية ومرددين شعارات وأناشيد وطنية.
وقد رافق توافد الجماهير تنظيم محكم سهرت على إنجاحه السلطات الأمنية والعسكرية وأعوان مصالح الولاية، وكذا فعاليات المجتمع المدني الحاضرة بقوة لضمان راحة المواطنين وتوجيههم. وكانت قبل ذلك قد وضعت المؤسسة العمومية للنقل الحضري وشبه الحضري لمدينة الجزائر “ايتوزا” برنامجا خاصا لنقل المواطنين بصفة مجانية لحضور الاستعراض العسكري، وذلك عبر خطوطها. وتم في هذا الإطار، تشغيل خطوط النقل بالحافلات نحو موقع الاستعراض العسكري بداية من الساعة السادسة صباحا انطلاقا من مختلف المقاطعات الإدارية للولاية.
رئيس الجمهورية يترحم بمقام الشهيد على أرواح شهداء الثورة التحريرية المجيدة
وقف رئيس الجمهورية، السيد “عبد المجيد تبون”، أمس الجمعة، بمقام الشهيد (الجزائر العاصمة) وقفة ترحم وإجلال على أرواح شهداء الثورة التحريرية المجيدة، وذلك بمناسبة الذكرى الـ 70 لاندلاع ثورة الفاتح نوفمبر 1954.
وقد وضع رئيس الجمهورية إكليلا من الزهور أمام النصب التذكاري المخلد لشهداء الثورة التحريرية المجيدة وقرأ فاتحة الكتاب ترحما على أرواحهم الطاهرة.،وجرت مراسم الترحم بحضور كبار المسؤولين في الدولة وأعضاء من الحكومة.
رئيس الجمهورية يشرف على الاستعراض العسكري
أشرف رئيس الجمهورية، القائد الأعلى للقوات المسلحة، وزير الدفاع الوطني، السيد “عبد المجيد تبون”، على الاستعراض العسكري الذي ينظمه الجيش الوطني الشعبي بمناسبة إحياء الذكرى الـ70 لاندلاع الثورة التحريرية المجيدة.
وقبل التحاقه بالمنصة الشرفية والاستماع إلى النشيد الوطني، وعلى وقع 70 طلقة مدفعية، قام رئيس الجمهورية، مرفوقا برئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، الفريق أول “السعيد شنقريحة”، بتفتيش المربعات المشاركة في هذا الاستعراض والتي تمثل كافة قوات الجيش الوطني الشعبي. وجرى الاستعراض العسكري بحضور رؤساء دول وضيوف شرف من دول شقيقة وصديقة، كما يحضره أيضا كبار المسؤولين في الدولة وأعضاء من الحكومة، إلى جانب ممثلي الأسرة الثورية وممثلين عن السلك الدبلوماسي المعتمد بالجزائر.
رئيس الجمهورية يقوم بتفتيش التشكيلات المشاركة
قام رئيس الجمهورية، القائد الأعلى للقوات المسلحة، وزير الدفاع الوطني السيد “عبد المجيد تبون”، بتفتيش التشكيلات المشاركة في الاستعراض العسكري الذي ينظمه الجيش الوطني الشعبي بمناسبة إحياء الذكرى الـ 70 لاندلاع ثورة التحرير المجيدة، وذلك وسط حضور جماهيري كبير. وعلى وقع 70 طلقة مدفعية ورفقة فرقة من الخيالة التابعة للحرس الجمهوري ومجموعة للدراجات النارية التابعة للدرك الوطني، قام رئيس الجمهورية، مرفوقا برئيس أركان الجيش الوطني الشعبي الفريق أول “السعيد شنقريحة”، بتفتيش المربعات المشاركة في هذا الاستعراض، والتي تمثل كافة قوات الجيش الوطني الشعبي.
وتمثل هذه المربعات الخيالة، المجاهدون، أشبال الأمة، القوات البرية، القوات الجوية، قوات الدفاع الجوي عن الإقليم، القوات البحرية، الدرك الوطني، المدرسة العسكرية المتعددة التقنيات، المدرسة الوطنية التحضيرية لدراسات مهندس، دائرة الإشارة، المديرية المركزية للصحة، المديرية العامة للأمن الوطني، المديرية العامة للحماية المدنية، المديرية العامة للجمارك، قوات حفظ النظام، مربع السينو-تقني، القوات الخاصة، قوات الجو، قوات البحر، الحرس الجمهوري الخاص، الدرك الوطني الخاص والأمن الوطني الخاص.
ولدى وصوله إلى جامع الجزائر للإشراف على الاستعراض، خص رئيس الجمهورية باستقبال كبير من قبل آلاف المواطنين الذين اصطفوا على جوانب الطريق الوطني رقم 11، حيث بادلهم التحية. وقد حيا رئيس الجمهورية الجماهير المشكلة من عائلات وشباب توافدوا على منتزه “الصابلات” منذ الساعات الأولى من صباح اليوم لحضور الاستعراض العسكري الذي يعكس القوة والاحترافية التي بلغها الجيش الوطني الشعبي، سليل جيش التحرير الوطني، موشحين بالراية الوطنية ومرددين شعارات وأناشيد وطنية.
ووسط هتافات الجماهير وإيقاعات عسكرية من أداء فرق الحرس الجمهوري، سار الموكب الرئاسي ليلتحق بالمنصة الشرفية التي تم نصبها بمحاذاة جامع الجزائر لاستقبال ضيوف الجزائر من دول شقيقة وصديقة، إلى جانب كبار المسؤولين في الدولة وأعضاء من الأسرة الثورية ومسؤولي وسائل الإعلام وممثلين عن السلك الدبلوماسي المعتمد بالجزائر.
كلمة الرئيس “عبد المجيد تبون” بمناسبة الحدث التاريخي
وفي كلمة له خلال إشرافه على انطلاق الاستعراض العسكري، الذي ينظمه الجيش الوطني الشعبي بمناسبة إحياء سبعينية الثورة، قال رئيس الجمهورية إن “هذه المناسبة الوطنية الخالدة، الزاخرة بكل آيات المجد والعز والفخر، تبقى نفحاتها الطيبة تثبت أن الجزائر التي انتصرت بالأمس على الاستعمار، تواصل بكل ثقة درب انتصاراتها بفضل أبنائها وبناتها الأوفياء لعهد الشهداء الأبرار”. وفي مستهل كلمته، توجه رئيس الجمهورية بأخلص تهانيه إلى الشعب الجزائري الأبي، كما أعرب لضيوف الجزائر من قادة الدول الشقيقة وأصدقاء الجزائر عن “صادق الترحيب وجزيل الشكر لحضورهم معنا ومشاركتنا بهجة هذه الذكرى المجيدة، تقديرا منهم لمكانة الجزائر ومساهمتها في إرساء الأمن والاستقرار في المنطقة وثباتها على مساندة القضايا العادلة والدفاع عن حق الشعوب في السلم والتنمية”.
وبذات المناسبة، توجه رئيس الجمهورية بالتحية إلى “الجيش الوطني الشعبي وكل الأسلاك الأمنية والمرابطين على الحدود دفاعا عن أرضنا الطاهرة والساهرين على حماية أجوائنا ومشارفنا البحرية والمستعدين لبذل النفس والنفيس والتضحية من أجل الحفاظ على وديعة الشهداء الأمجاد والدفاع عن الجمهورية ومكتسباتها”. ولفت رئيس الجمهورية إلى أنه “بمناسبة هذا اليوم المجيد، حرصنا أشد الحرص على أن يكون الاستعراض العسكري في مستوى أبعاد ورمزية الذكرى السبعين وفي مستوى تضحيات صانعيها وفاء لمن صانوا الوديعة، ومعبرا عن تعزيز الرابطة المقدسة بين الشعب وبناته وأبنائه في الجيش الوطني الشعبي الذين هم من صلبه، يعملون بحس وطني عالي وبالتزام ثابت ووطنية خالصة”.
وأكد في هذا الصدد على أن “الجيش الوطني الشعبي سليل جيش التحرير الوطني، عقيدته دفاعية وسلاحه موجه حصرا للدفاع عن الجزائر وحماية سيادتها الوطنية، إلى جانب المساهمة في إحلال الأمن والسلم الدوليين، طبقا للالتزامات الدولية والجهوية لبلادنا واحتراما للقانون الدولي وفي إطار مبادئنا وقواعدنا الدستورية”. وشدد رئيس الجمهورية على أنه “ورغم الظروف الاقتصادية والأمنية الراهنة التي يشهدها العالم، نواصل مسار بناء الجزائر الجديدة وتحقيق الانجازات، بالانطلاق بمشاريع تنموية واعدة بفضل تضافر جهود جميع الوطنيين المخلصين، الذين آمنوا بقدرات بلادنا ومقوماتها الكفيلة بفتح آفاق الارتقاء بالجزائر إلى المستوى المنشود وتحقيق تطلعات المواطنين للحياة الكريمة، في كنف الأمن والاستقرار”. واختتم رئيس الجمهورية كلمته بالوقوف “بخشوع وإجلال مترحما على أرواح كل شهدائنا الأبرار، شهداء المقاومة الشعبية وثورة التحرير المظفرة وشهداء الواجب الوطني”.
استعراض عسكري يجسد روح الأمة
بعد كلمته الترحيبية، أعطى رئيس الجمهورية، القائد الأعلى للقوات المسلحة، وزير الدفاع الوطني، السيد “عبد المجيد تبون”، إشارة انطلاق الاستعراض العسكري الذي ينظمه الجيش الوطني الشعبي على مستوى الطريق الوطني رقم 11 المحاذي لجامع الجزائر بمناسبة إحياء الذكرى الـ 70 لاندلاع ثورة التحرير المجيدة.
وقد استهل الاستعراض العسكري بتحليق طائرات القوات الجوية التي زينت سماء خليج العاصمة بالألوان الوطنية وقدمت عروضا جوية أدتها طائرات تابعة للقوات الجوية، بالإضافة إلى تشكيلات لمروحيات هجومية وأخرى مختصة في الاستطلاع، بمشاركة مروحيات قيادة الدرك الوطني.
أحـمـد الـشـامـي