تكنولوجيا

دراسة : الجيل زد يحلم بصناعة المحتوى الرقمي أكثر من أي شيء آخر

أظهر استطلاع حديث ” دراسة : الجيل زد “. أجرته إحدى الشركات المتخصصة في الأمن المعلوماتي أن اهتمامات الأطفال في منطقة الشرق الأوسط وتركيا وإفريقيا تشهد تحولا لافتا. إذ لم تعد المهن التقليدية هي الخيار المفضل للجيل الناشئ. بل برزت صناعة المحتوى الرقمي كوجهة أساسية يحلم بها الكثير من الصغار. وقد كشف الاستطلاع أن 42 بالمائة من الأطفال يطمحون إلى أن يصبحوا صانعي محتوى في المستقبل. وهو ما يعكس تأثير البيئة الرقمية عليهم، حيث لم تعد الأجهزة الذكية وسيلة للترفيه فقط، بل تحولت إلى بوابة لمجالات مهنية جديدة تتشكل معالمها منذ سن مبكرة.


 

الأرقام لم تتوقف عند حدود الأمنيات، إذ أكد 44 بالمائة من المشاركين الصغار أنهم بالفعل بدأوا في إنشاء مدوناتهم أو العمل على تطوير محتوى يستهدف المستقبل. ما يشير إلى جدية طموحاتهم ورغبتهم في دخول هذا العالم بخطوات عملية. الأمر الذي يفرض على المجتمع فهم كيفية تعامل الأطفال مع الأدوات الرقمية وتوجيههم لاستثمارها في أنشطة بناءة. بدلا من الاكتفاء باستهلاك المحتوى بشكل سلبي.

 

دراسة : الجيل زد .. أسباب الإقبال وتباين مواقف الأهل

أوضحت نتائج الاستطلاع أن دوافع الأطفال لدخول مجال صناعة المحتوى متعددة، حيث ذكر أكثر من نصفهم أن الشهرة هي المحرك الأساسي لهذا الطموح.

فيما أشار آخرون إلى المتعة التي يجدونها في إنتاج المواد المرئية، ورأى بعضهم أن التدوين فرصة سهلة للربح المادي.

بينما اختاره آخرون لأنه يعكس روح العصر، وهذه الدوافع تكشف عن تغيرات ثقافية في نظرة الأجيال الجديدة للمستقبل. إذ لم تعد الوظائف التقليدية وحدها مصدر الطموح المهني.

وعند الانتقال إلى موقف الأهالي، يظهر التباين بوضوح، إذ عبّر جزء منهم عن موافقته الكاملة على أن يتخذ الأبناء هذا المسار المهني مستقبلًا.

بينما رأى آخرون أن العمر الحالي لا يناسب احتراف هذه المهنة، في حين رفض ربع المشاركين الفكرة رفضًا قاطعًا. إلا أن ما يلفت الانتباه أن النسبة الأكبر لا تعارض الأمر بشكل مطلق. بل تبدي استعدادًا لمناقشته، وهو ما يعكس وجود مساحة للحوار بين الأجيال، ويتيح فرصة لتقديم التوجيه المناسب بدلًا من فرض الرفض.

 

فرص للتنمية ونصائح للأمان الرقمي

يرى مختصون أن صناعة المحتوى ليست مجرد هواية عابرة. بل هي بيئة مثالية لصقل مهارات مهمة مثل التفكير الإبداعي، والتعبير عن الذات، والتواصل، وإدارة الحملات الرقمية.

وهي قدرات يمكن أن تدعم مستقبل الطفل المهني في مجالات متعددة، كما يمكن لهذا النشاط أن يسهم في تعزيز الروابط الأسرية من خلال مشاركة الأهل في فهم اهتمامات أبنائهم وتشجيعهم على التعبير عنها بطريقة منظمة.

إلا أن هذا الدعم يجب أن يقترن بوعي كامل بمخاطر الفضاء الرقمي وضرورة الالتزام بإجراءات الأمان.

ومن أبرز التوصيات التي يقدمها الخبراء لصانعي المحتوى من الصغار ، ضرورة تأمين الحسابات الرقمية باستخدام أساليب حماية قوية.
>واختيار كلمات مرور يصعب اختراقها وعدم تكرارها، والحفاظ على الخصوصية عبر تجنب مشاركة المعلومات الشخصية أو المواقع الجغرافية.
>والتعامل بحذر مع الغرباء عبر الإنترنت مع معرفة الحدود في التواصل، إضافة إلى استخدام برامج حماية موثوقة توفر بيئة آمنة للتصفح والعمل.

فهذه الخطوات تمثل أساسًا لضمان تجربة إيجابية في عالم صناعة المحتوى، وتحويل الشغف إلى مشروع مهني مستدام يخدم مستقبل الأجيال الجديدة.

 ياقوت زهرة القدس بن عبد الله

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى