كان الجمهور الجزائري ينتظر فرصة إكتشاف اللاعبين الجدد للمنتخب الوطني، والكل كان يريد مشاركة الشاب امين شياخة في مباراة ليبيريا الأخيرة، للتعرف عليه أكثر في الميدان ولكن كان للمدرب رأي آخر. وكانت عدم مشاركة الواعد أمين شياخة في مباراة الجزائر وليبيريا في اختتام تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025، على ملعب حسين آيت أحمد بتيزي وزو، التي انتهت بفوز كاسح لـ“محاربي الصحراء” بنتيجة خمسة أهداف لهد قد أثارت الكثير من الإنتقادات على المدرب الوطني فلاديمير بيتكوفيتش.
وضجّت منصات التواصل الاجتماعي في الجزائر خلال الأيام الماضية بالانتقادات الموجهة لمدرب المنتخب الجزائري، فلاديمير بيتكوفيتش، لعدم إشراكه محترف كوبنهاغن الدنماركي في مباراة ليبيريا، وهو الذي اختار، -حسبهم- الجزائر في سنّ مبكرة (18 عامًا)، وفرّط في فرصة ذهبية للتألق مع منتخب الدنمارك، الذي تدرج عبر فئاته السنية.
فئة كبيرة من الجماهير الجزائرية لامت بيتكوفيتش بسبب تفويته الفرصة على أمين شياخة للعب تحت أنظار الجزائريين، رغم أن المباراة كانت محسومة بعد ضمان التأهل المبكر إلى كأس الأمم الأفريقية، مشيرين إلى أنّه حرم المهاجم الفارع الطول من ملامسة حلم اللعب أمام الجماهير وسيؤجله إلى موعد قد يطول في الفترة المقبلة.
وكان “أيقونة الخضر الجديدةاختار تمثيل الجزائر رسميًا الشهر الماضي وحصل على الضوء الأخضر من الفيفا، بعد استكماله إجراءات تغيير جنسيته الرياضية، ووجه بيتكوفيتش الدعوة له للمشاركة في معسكر نوفمبر، كما شارك لبضع دقائق خلال مواجهة غينيا الاستوائية، وغاب عن المباراة الثانية أمام ليبيريا بالجزائر في حضور أفراد عائلته بمدرجات ملعب حسين آيت أحمد.
وارجعت مصادر متداولة قرار عدم مشاركة أمين شياخة في لقاء ليبيريا يعود للمدير الفني فلاديمير بيتكوفيتش ومقاربته لملف استدعاء اللاعب الشاب (18 عامًا) إلى المنتخب، مشيرًا إلى أن المدرب السويسري استقر على توجيه الدعوة له انسجامًا مع خطة الاتحاد الجزائري لكرة القدم لاستقطاب المواهب الشابة، حتى يضمن خدماته من الناحية القانونية قبل أن ينتقل إلى الأمور الفنية.
وتابعتذات المراجع توضيح موقف بيتكوفيتش بالتأكيد على أن الأخير أراد أيضًا باستدعاء شياخة منحه فرصة التعرف على الأجواء داخل المنتخب الجزائري، والاحتكاك باللاعبين أصحاب الخبرة والنجوم من المستوى الأول، في صورة رياض محرز وسعيد بن رحمة ورامي بن سبعيني، ضمن إستراتيجية تمهيد الطريق مستقبلًا أمام المهاجم الواعد للتكيف مع ظروف اللعب مع المنتخب.
وأوضحت في ذات السياق أنه و”حسب قناعة بيتكوفيتش فإنّ أمين شياخة لا يدخل ضمن مخططاته حاليًا وعلى المدى القصير، حتى ولو أن اللاعب أظهر إمكانات جيّدة وبوادر لاعب يمكنه البصم على مسيرة كبيرة”، وأضافت: “صحيح أنه سجل مؤخرا هدفين مع فريقه، إلا أنّه ليس لاعبًا أساسيًا في ناد مثل كوبنهاغن الذي لا يعد من الفرق الأوروبية الكبيرة”.
وتابعت:” بيتكوفيتش تحدث بصراحة مع أمين شياخة وأكد له بأنه لا يدخل ضمن خططه حاليًا”، وأضاف:” الكرة الآن في مرمى اللاعب، عليه فرض نفسه مع كوبنهاغن وتثبيت أقدامه في التشكيلة الأساسية وتقديم المستويات الجيّدة للتطلع لمكانة في المنتخب الجزائري مستقبلًا. بيتكوفيتش طلب منه التأكيد مع فريقه أكثر للحصول على فرصته مع المنتخب”.
وذهبت ذات المصادر إلى أبعد من ذلك لتوضيح موقف بيتكوفيتش بخصوص عدم إشراكه لشياخة، وأكدت:” بالنسبة لبيتكوفيتش، شياخة لا يدخل ضمن خططه لمعسكر شهر مارس المقبل، ومباراتي بوتسوانا والموزمبيق في تصفيات مونديال 2026، ولهذا لم يشركه في لقاء ليبيريا”.
وإعتمد “بيتكوفيتش خلال لقاء ليبيريا على تشكيلته الأساسية المثالية تقريبًا، والتي سيراهن عليها خلال مباراتي بوتسوانا والموزمبيق في تصفيات المونديال”، وأضافت:” في هذه الفترة تحديدًا يعتقد بيتكوفيتش أن وقت التشبيب لم يحن موعده بعد في المنتخب الجزائري بحكم أهمية حسم التأهل إلى كأس العالم 2026 بعد الغياب عن آخر نسختين”.
وقالتذات المصادر أن “التشبيب والتغيير سيكون بعد حسم التأهل المونديالي، ولهذا فإنه بالنسبة لبيتكوفيتش إشراك شياخة في مباراة ليبيريا لإرضاء أي طرف ودون هدف معيّن لمنتخب الجزائر لا يهمه”، وأكد:” هو يريد منح الفرصة لشياخة واللاعبين الشباب الآخرين (مازا مثلًا) بصفة تدريجية”.
واستند مصدرنا لدعم موقف بيتكوفيتش بالتذكير بتصريح المدير الفني لنادي كوبنهاغن، جاكوب نسيتروب، الذي أكد بأن مشاركة أمين شياخة في مباراة باشاكشهير التركي (2-2) في دوري المؤتمر الأوروبي، وتسجيله لثنائية، قبل أيام من مشاركته في معسكر “الخضر” كانت “محض صدفة”، مشيرًا إلى أنّه لم يكن ليشركه لولا إصابة أحد زملائه، ما يعني بأنّه لم يرق بعد لمكانة الخيار الأساسي الثابت.
شريف. م
