الــجــامــعــة

حول العقار الفلاحي ودوره في دعم البحث العلمي والمقاولاتية

جامعة "أحمد زبانة" بغليزان تنظم يوما دراسيا

في يوم دراسي نظمته كلية علوم الطبيعة والحياة بجامعة “أحمد زبانة” غليزان، العقار الفلاحي في خدمة البحث العلمي والمقاولاتية: نحو شراكة فاعلة بين الجامعة والقطاعات الاقتصادية، في سياق الرؤية الإستراتيجية الجديدة للجامعة الجزائرية، والتي تهدف إلى تعزيز انفتاحها على محيطها الاقتصادي والاجتماعي.

وعليه، احتضنت كلية علوم الطبيعة والحياة بجامعة “أحمد زبانة” بغليزان، أمس الأول، يوماً دراسياً وُسِم بـ: “دور العقار الفلاحي في البحث العلمي ودعم المؤسسات الناشئة”، بحضور ممثلين عن العديد من الهيئات العمومية والخبراء والباحثين، وسط اهتمام متزايد بإيجاد آليات عملية لتثمين العقار الفلاحي واستثماره علمياً واقتصادياً، هذا اللقاء العلمي جاء ثمرة لتنسيق محكم بين الكلية ومديرية المصالح الفلاحية لولاية غليزان، وتضمن مداخلات قيّمة وحواراً مفتوحاً حول كيفية تجسيد التعاون بين الجامعة ومختلف الفاعلين في الميدان، قصد تحويل المعرفة النظرية إلى مشاريع فعلية تخدم التنمية المحلية والوطنية، خاصة في ظل التوجه نحو اقتصاد المعرفة.

 

الدكتور “بغدادي جيلالي” (عميد الكلية): “الجامعة قاطرة للتنمية”

في كلمته الافتتاحية، رحّب الدكتور “بغدادي جيلالي”، عميد كلية علوم الطبيعة والحياة بجامعة غليزان، بكافة المشاركين، مؤكدا على أن “تنظيم هذا اليوم الدراسي يندرج ضمن رؤية الجامعة الرامية إلى لعب دور محوري في تحريك عجلة التنمية من خلال البحث العلمي المنتج والحاضن للمؤسسات الناشئة”. وأضاف قائلا:” نحن نؤمن أن مستقبل الجامعة لن يُبنى فقط في قاعات المحاضرات، بل في الحقول والمخابر والمصانع، حيث تتقاطع المعرفة بالإنتاج والتطبيق”.

 

الدكتور “عاشور حبيب” (ممثل ناسدا): “اقترحنا إطلاق منصة رقمية داخل الكلية”

أما ممثل الوكالة الوطنية لدعم وتنمية المقاولاتية، الدكتور “حبيب عاشور”، فقد ثمّن بدوره هذه المبادرة، وصرّح قائلا:” نحن نؤمن بإمكانات الشباب الجامعي ونشجعهم على خلق مؤسساتهم الخاصة في المجالات ذات الأولوية، وفي مقدمتها القطاع الفلاحي، وقد اقترحنا اليوم إطلاق منصة رقمية داخل الكلية لتسجيل الطلبة المهتمين بالتكوين والدعم المقاولاتي، تمهيدا لاحتضان مشاريعهم ومرافقتهم حتى مرحلة الإنشاء والتمويل”.

 

حضور وازن ومداخلات نوعية

تميّزت التظاهرة بحضور ممثلي عدة قطاعات وهيئات عمومية، في مقدمتهم: مديرية المصالح الفلاحية، الغرفة الفلاحية، الديوان الوطني للأراضي الفلاحية، محافظة الغابات، مديرية الصيد البحري والمنتجات الصيدية، مديرية الموارد المائية والوكالة الوطنية لدعم وتنمية المقاولاتية (ANADE)، وقد قدّم الأستاذ الدكتور “مدربل خلادي”، ممثلاً عن الكلية، مداخلة علمية معمقة، تناول فيها إشكالية العقار الفلاحي في الجزائر من زاوية علمية وتشريعية، مشدداً على أهمية تحويله إلى فضاء خصب للبحث التطبيقي والتجريب الميداني، خصوصاً في ظل التحديات البيئية والغذائية الراهنة.

 

العقار الفلاحي… أداة استراتيجية في خدمة البحث والتنمية

وفي تصريح خصّ به جريدة “البديل”، أكد السيد “سروري أمين”، ممثل مديرية المصالح الفلاحية لولاية غليزان، أن “القطاع الفلاحي يشكّل رافعة اقتصادية أساسية، ونحن نرى في الجامعة شريكا طبيعيا لتعزيز قدراتنا العلمية والتقنية، ومن ثَم فإن مرافقة الطلبة وتمكينهم من استغلال العقار الفلاحي ضمن أطر قانونية مدروسة هو جزء من مسؤوليتنا التنموية”.

 

منصة رقمية ومزرعة بيداغوجية ذكية: من الفكرة إلى التجسيد

اللقاء أسفر عن جملة من التوصيات العملية التي تعكس الإرادة المشتركة لتجسيد شراكة حقيقية بين الجامعة والفاعلين في القطاع الفلاحي، وجاء في طليعتها: تسهيل حصول الطلبة على العقار الفلاحي من خلال بروتوكولات تعاون بين الجامعة ومديرية المصالح الفلاحية، ثانيا دعم مشروع إنشاء مزرعة بيداغوجية ذكية على مستوى الكلية، تكون بمثابة مخبر مفتوح لتطبيق أفكار الطلبة وتجريب نماذجهم العلمية، ثالثا إطلاق منصة رقمية تفاعلية لتسجيل الطلبة الراغبين في الاستفادة من تكوينات ومرافقة الوكالة الوطنية لدعم وتنمية المقاولاتية، أخيرا التحفيز على البحوث التطبيقية ذات الصلة بالتربة، الموارد المائية، الغطاء النباتي، وتربية الحيوانات، بما يخدم البيئة والاستدامة.

 

تطلعات نحو المستقبل

اختُتم اليوم الدراسي في أجواء من التفاعل الإيجابي، حيث عبّر الحاضرون عن رغبتهم في تجديد مثل هذه اللقاءات وتوسيع نطاقها لتشمل فئات أخرى من الطلبة والمستثمرين والشركاء، بما يسهم في خلق بيئة جامعية حاضنة للابتكار والتنمية.

وقد عبّر العديد من الطلبة عن ارتياحهم لهذا التوجّه الجديد، الذي يُخرج الجامعة من دائرة التلقين النظري إلى فضاء التجريب والتجسيد، فيما وعد المنظمون بأن تكون هذه التظاهرة بداية لمسار طويل من التعاون العملي بين الكلية والقطاعات الفاعلة في الولاية، وبهذا، تُبرهن جامعة أحمد زبانة بغليزان مرة أخرى على قدرتها على التفاعل الخلاق مع محيطها، واضعة البحث العلمي والمقاولاتية في صلب مشاريعها المستقبلية، ومؤكدة أن العقار الفلاحي يمكن أن يكون أرضاً خصبة، ليس فقط للزراعة، بل أيضًا لنمو الأفكار، وانبثاق مؤسسات ناشئة تُساهم في بناء اقتصاد وطني متنوع ومستدام.

جيلالي. ب

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى