أخبار العالم

حكومة باشأغا تتمسك بطرابلس

فيما شق الانقسام صفوف الميليشيات

نفت حكومة رئيس الوزراء الليبي الجديد فتحي باشأغا، صحة الأخبار التي ترددت حول نيتها مباشرة أعمالها من مدينة أخرى غير العاصمة طرابلس، وسط مخاوف من تفاقم الأزمة السياسية في البلاد.

وأكد المكتب الإعلامي للحكومة، إنها ستباشر مهام عملها من العاصمة فور إتمام عملية التسليم والاستلام، وذلك وفقًا للإجراءات القانونية، وأكد مصدر مقرب من الحكومة رفض خطاب العنف والكراهية، التي تروج له بعض الصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي.

وذكر المصدر، أن الحكومة الجديدة تتبنى خطاب التسامح والحوار، وترفض استخدام القوة، لكنها وداعميها مستعدون لتقديم التضحيات في سبيل الوطن والحفاظ على مقدراته.

باشأغا يملك التعامل بـالسلم والقوة

ويملك رئيس الحكومة الجديدة فتحي باشأغا، الأدوات الكافية التي تمكنه من التعامل مع تحالف الميليشيات المضاد له سلميا أو بالقوة، كما يشرح الباحث السياسي محمد قشوط.

ويرى قشوط، أن موقف تلك المجموعات ليس مبنيا على مبدأ معين، وإنما لأجل مصالح خاصة، داعيا باشأغا إلى عدم الرضوخ لهم.

وأوضح الباحث السياسي، أن أبرز الأسماء في معسكر الدبيبة، وهو القائد الميليشياوي “غنيوة الككلي”، سعى حتى اللحظات الأخيرة لترشيح شخصية معينة داخل التشكيل الحكومي الجديد، لمنصب وزير الداخلية، ومع فشل مساعيه، ظهر بين المنددين بحكومة باشأغا، والمتوعدين لها، ولذا موقفه ليس مبنيا بالضرورة على تأييد حقيقي للدبيبة.

صراع مفتوح في طرابلس

ولا يستبعد السياسي الليبي فرج ياسين، اندلاع صراع واسع داخل طرابلس، بعدما شهدت طيلة الأسابيع الماضية تحشيدا مستمرا من المجموعات المسلحة والميليشيات.

وأكد في نفس السياق، توقع قوى دولية إمكانية حدوث حرب في العاصمة، تنهي الهدوء النسب الذي عاشته البلاد منذ توقيع اتفاق وقف إطلاق النار في أكتوبر العام 2020.

المستفيد هم الإخوان، هكذا يرى ياسين الذي أكد أنهم لم يتخلوا عن حلمهم القديم بإخضاع البلاد لسيطرتهم، ومستمرون في هذا المخطط، المدعوم من قوى أخرى دولية، ولن يتخلوا عنه.

لا مواجهات بين أبناء مصراتة

ويرى الكاتب الصحفي، الحسين الميسوري، أنه من المستبعد أن تندلع مواجهات بين المؤيدين لباشـغا والدبيبة، الذين ينحدران من مدينة واحدة وهي مصراتة.

ويشرح الميسوري، أن العديد من أصحاب النفوذ داخل مصراتة سيحولون دون اندلاع اقتتال قد يأتي على أبناء المدينة، صاحبة النفوذ الأكبر في الغرب الليبي، لكن يستبعد من ذلك المجموعات المسلحة المنتمية إلى الزاوية، التي أبدت حماسا أكبر في تأييد الدبيبة، على خلفية الصراع القديم بينها وباشاغا، إضافة إلى النفوذ الواسع لتنظيم الإخوان هناك.

انقسام الميليشيات

وانقسمت المجموعات المسلحة والميليشيات في الغرب الليبي بين صف مؤيد لرئيس حكومة الوحدة الموقتة عبد الحميد الدبيبة، وآخر داعم لرئيس الوزراء الجديد فتحي باشأغا.

وباركت عدة مجموعات تنشط في المنطقة الغربية وجبل نفوسة، موقف البرلمان واختياره باشاغا للحكومية الجديدة، قائلة إنها على جاهزية تامة لتنفيذ المهام المنوط بها لدعمها.

ويضم معسكر باشأغا أكثر من 36 مجموعة مسلحة، منها ثوار طرابلس، والمجموعة 166 التابعة لمحمد الحصان، والمشاة الآلية 210، وقوة الفوار المقاتلة، وقوة مكافحة الإرهاب المدعوة من المرشح الرئاسي أحمد معيتيق، وأيضا قوة الردع الخاصة.

كما تأتي مجموعات أخرى مثل كتيبة شهداء جنزور، وكتيبة 212، والكتيبة 42، وكتيبة حماية زوارة، والكتيبة 301 مدرعات، ومجموعات تنضوي تحت ما يسمى بمنطقة طرابلس العسكرية، وأيضا المجلس العسكري لمدينة مصراتة.

بينما يرتكن الدبيبة لأكثر من 22 مجموعة مسلحة، قالت إنها تدعم بقاء حكومته في السلطة، وكانت الأسبق إلى التحرك خلال الفترة الماضية حيث أقدمت القوة المشتركة في مدينة مصراتة على احتجاز وزيري الخارجية والثقافة في حكومة باشاغا حافظ قدور وصالحة التومي.

وبالإضافة إلى القوة المشتركة، يأتي على رأس القائمة الميليشيا المعروفة بجهاز دعم الاستقرار التي يقودها عبد الغني الككلي الملقب بـ”غنيوة”، بالإضافة إلى ميليشيات محمد بحرون –الفار-، وعثمان اللهب، والإسناد الأمني، وتشمل القائمة ميليشيات محور طريق المطار، والسرية الثالثة مشاة ورشفانة، وكتيبة العجيلات، وكتيبة صبراتة، وسرية خليل المصراتي، وميليشيات حسن زعيط، والمجلس العسكري الزاوية الجنوب، وسرية الفتح المقاتلة، وسرية الحرشة، ميليشيا الساحل، غرفة علميات الزاوية.

غموض يلف موعد انتقال حكومة باشاغا لطرابلس

لا زال الغموض يلف موعد انتقال حكومة رئيس الوزراء الجديد فتحي باشاغا وحكومته، الذين أدوا اليمين الدستورية أمام مجلس النواب الليبي، من طبرق إلى العاصمة طرابلس.

وهناك ترتيبات تجرى لمباشرة هذه الحكومة مهامها من طرابلس دون أن يتحدد موعد وتاريخ تحولها للعاصمة، لتحل مكان حكومة الوحدة الوطنية برئاسة عبد الحميد الدبيبة، الذي لا زال متمسكا بعدم التسليم.

ويأتي ذلك وسط أنباء عن حشود عسكرية لبعض التشكيلات المسلحة الموالية لحكومة الوحدة، لعرقلة استقبال باشاغا، كما تقول بعض المصادر الإعلامية.

وأفادت مصادر إعلامية، أن كتيبة “النواصي” قد أعلنت حالة الطوارئ على خلفية أنباء عن قدوم رئيس الحكومة الليبية فتحي باشاغا قريبا إلى طرابلس، وانتشرت أمام مقر الكتيبة أليات عسكرية تابعة لها للتوجه لمطار معيتيقة لمنع طائرة باشاغا من الهبوط، هذا التحرك الرافض لتسلم باشاغا وإدارته للحكومة من طرابلس، يأتي في إطار الرفض لتصريحات باشاغا التي أكد فيها عزمه اتخاذ تدابير وخطوات عملية لدخول طرابلس بقوة القانون كما صرح بذلك.

صراع على السلطة في العاصمة

ويبدو أن طرابلس ستشهد فصلا جديدا من معارك الصراع على السلطة بوجود حكومتين، هما الجديدة برئاسة باشاغا، والوحدة الوطنية التي يرأسها الدبيبة.

وعقب أداء اليمين الدستورية طالب باشاغا مختلف الأجهزة العاملة في البلاد بعدم الاعتداد بأي قرارات صادرة عن حكومة الدبيبة منتهية الولاية كما يعتبرها باشاغا.

وفي السياق ذاته، أعلن وزير الدفاع في حكومة باشاغا، أحميد حومة، عزم الحكومة الانتقال لطرابلس من دون عنف، ومن جانبه، أكد رئيس أركان القوات الموالية للدبيبة، محمد الحداد، أنه يراقب تطورات المشهد السياسي في البلاد، وقال لن نتدخل في السياسة لكن إذا لم تلب حقوقنا سننتزعها نزعا، ولن نسمح بتقسيم المؤسسة العسكرية.

وأدى وزير الصحة في حكومة باشاغا عثمان عبد الجليل، أول أمس، اليمين القانونية أمام رئيس مجلس النواب عقيلة صالح بمكتبه في مدينة القبه، عقب تعذر وصوله لجلسة الخميس الماضي، وأرجع عبد الجليل في كلمته تعذر حضوره جلسة أداء اليمين للاعتداء المسلح الذي تعرض له موكبه رفقة وزراء آخرين أثناء تنقلهم برا لمدينة طبرق مما نتج عنه احتجاز ثلاثة وزراء في الحكومة الليبية قبل أن يتم الإفراج عنهم في وقت لاحق.

وأضاف عبد الجليل، أن الحكومة ستباشر مهامها من طرابلس في أسرع وقت ممكن، وتعهد بتنفيذ كل الإصلاحات للقضاء على الفساد المستشري في الدولة، ورفع مستوى القطاع الصحي خلال فترة وجيزة.

وعلّق باشاغا على التطورات الجارية بالقول، أبلغت السفير الأميركي الحرص على استلام مهامي بشكل سلس وفقا للقانون ومباشرة مهام العمل من طرابلس، إضافة إلى الالتزام بتهيئة كافة الظروف الملائمة لإجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية.

لا علامات تنبئ بحدوث صدام مسلح

وعن احتمالات نشوء صدام مسلح بين باشاغا والدبيبة، قال الأكاديمي وأستاذ العلوم السياسية أحمد بشير لا أتوقع إطلاقا أن يحصل صدام أو احتكاك عسكري، باشاغا والدبيبة من مصراتة، وهذه المدينة كغيرها يوجد بها الكثير من العقلاء والحكماء القادرين على إطفاء النار، ولن يسمحوا لأبنائهم أن يتقاتلوا.

وأوضح بشير، أرى أنه لابد أن يتدخل هؤلاء العقلاء ويمنعوا نشوب قتال وحرب بين أبناء المدينة الواحدة وبين الليبيين جميعا، ويوجهونهم لحل تصالحي يرضي الطرفين، وهذا ما نتوقعه ونأمله.

واختتم حديثه موضحا، المؤشرات في طرابلس لا تنبئ بحدوث صدام مسلح فكل شيء هادئ في المدينة والحياة عادية جدا وتسير سيرا طبيعيا ولا وجود لمظاهر مسلحة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى