ضمن سلسلة من النشاطات الثقافية الفكرية والإسلامية، عادت جمعية المعالي للعلوم والتربية بسبدو بندوة فكرية ناقش من خلالها الاستاذ عبد الحميد عليلي كتاب “القدس قضية كل مسلم”.
مستعرضا فيها التحديات التي تواجه المسلمين على اعتبار أن هذه القضية لها اعتبارات ومكانة كبرى في قلب كل مسلم فهي القبلة الأولى التي اتجه إليها المسلمون لسنوات قبل الهجرة ثم بعد الهجرة، كما أنها مسرى رسول الله صلى الله عليه وسلم وثالث المدن المقدسة وهي أرض النبوات المباركة فمنها خرج المسيح وفيها حكم سليمان وداود عليهما السلام، وغيرهم من الأنبياء وهي أرض الرباط كما نصت على ذلك السنة النبوية المطهرة اذ يقول صلى الله عليه وسلم: “لا تزال طائفة من أمتي على الدين ظاهرين لعدوهم قاهرين لا يضرهم من خالفهم إلا ما أصابهم من لأواء حتى يأتيهم أمر الله وهم كذلك”. قالوا: يا رسول الله وأين هم؟ قال: “ببيت المقدس وأكناف بيت المقدس”.
ويقول المحاضر في شرح كتاب القرضاوي القدس قضية كل مسلم أنه توجب على كل واحد منا مواجهة المحاولات الإسرائيلية التي لا تنتهي والتي تسعى الى تهويد القدس جهارا، على مسمع ومرأة من العالم كله، ولا يقابل ذلك إلا بالاستسلام الفلسطيني، والعجز العربي، والوهن الإسلامي، والتفرد الأمريكي، والغياب العالمي فالواقع الفلسطيني ممثلا في سلطته ومن معهم، لا تجد له رد فعل حقيقي، بل استسلام نتج عن مشاركتهم سنوات فيما سمي زعما بمؤتمرات السلام، ومعاهدات السلام، ولم تجن منه فلسطين شيئا، والعجز العربي المتمثل في جامعة الدول العربية ودولها، وهم لا يحركون ساكنا، بل وصلت الخيانة بعدد من حكامها إلى التعاون مع إسرائيل فيما تقوم به، والوهن الإسلامي على مستوى دول العالم الإسلامي، بما يمثله من ضعف وخور، وقلة حيلة، وخيانة كذلك حكامه، إضافة الى التفرد الأمريكي الممسك بزمام الأمر السياسي، والذي لا يراعي إلا خاطر إسرائيل ومصلحتها، ولا يخطب إلا ودها، في ظل تفرده بالقرار السياسي الدولي، وفي ظل الغياب العالمي لنصرة قضايا المسلمين والقدس وخلص المحاضر الى جملة من توصيات كتاب القدس قضية كل مسلم اهمها ضرورة التركيز على ثورة المساجد، والتي انطلقت من أرض فلسطين ودعمها وشرح قضية كل مسلم وعربي ففلسطين ليست ملكا للفلسطينيين وحدهم، ولا للعرب فقط، بل هي قضية تهم كل مسلم إضافة الى
المقاطعة الاقتصادية للكيان الصهيوني، فإن الإنسان بطبيعته يقاطع أي جهة تسيء إليه، فما بالنا بجهة تقتحم القدس كل فترة، وتحفر تحته حفريات وأنفاق بغية هدمه، ولا تتورع من قتل الشعب الفلسطيني، فأقل واجب على المسلم كما أكد ذلك القرضاوي من وجوب مقاطعة الكيان الصهيوني اقتصاديا ثم وحدة المسلمين، وأن يعلي المسلمون المصلحة العامة للقدس على خلافاتهم الشخصية، فلن ننتصر ونحن ننتازع ونتشظى ونتحول إلى فرق وزعامات وصراعات لا نهاية لها، فعدونا يتوحد، ويوحد الدول الكبرى من حوله لتشد من عضده، بينما نحن ضعاف ولا نقوي صفنا بوحدته، فالواجب العمل على هذه الوحدة لمواجهة هذا العدوان ومن المنتظر أن تنظم الجمعية عدة نشاطات ثقافية وفكرية ضمن برنامج هادف.
ع.جرفاوي