
- إتقان العمل والإجتهاد في الدقة الإخلاص في العمل، من أسرار النجاح
السيدة رونق، من الوجوه النسوية التي بصمت وجودها في بلدية مسرغين، ليس لكونها محترفة في فن الحلاقة والتجميل، بل لكونها أيضا أستاذةو تخرجت على يديها الكثير من الحلاقات الشابات وعضو فعال في الحركة الجمعوية، خاصة المجتمع المدني بفضل حيويتها ونشاطها المعهودين في كافة النشاطات المتنوعة التي شهدتها بلدية مسرغين. متواضعة في عملها وحياتها، بسيطة في معاملاتها مع الأخرين، شغوفة في التعلم أكثر والإستفادة من تجارب الآخرين، ماهرة كربة بيت في طبخها وكأم رؤوم بابنتها، تحب المطالعة وكل ما له صلة بالوطن والتاريخ، طموحة بأفكارها وأحلامها وآمالها.
السيدة ر.ك. رونق، حرفية مختصة في الحلاقة والتجميل ببلدية مسرغين وهران من مواليد سنة 1978 بوهران، مستوى التعليم نهائي علوم طبيعية، منذ الصغر وهي تحب تمشيط الشعر واللعب به والتحدث معه في المرٱة كما لو كان شخصا، وعندما لم تتحصل على شهادة البكالوريا، أخذت حياتها منعطفا آخر، بل وتغيرت جذريا، ومن هنا بدانا الحوار الشيق معها:
كيف أصبحت حلاّقة؟
رغم صغر سني وعدم معرفتي الجيد للحياة قرّرت أن أجعل من مأساتي حافزا ودافعا قويا للمضي قدما نحو مستقبل أفضل، وبفضل الله والوالدين أطال الله في عمرهما لأنهما كانا لي الدعم والسند في تلك الفترة العصيبة، بدأت أول خطوة في الدخول لعالم الحلاقة والتجميل رغم أن هذا العمل كان صعبا جدا في تلك الفترة سنوات التسعينات والعشرية السوداء، حيث كان كل ما هو تجميل منبوذا، ولكن دخلت هذا العالم الجميل المليء بالأسرار. بدأتُ تربصي وتكوين في مركز للتكوين المهني والتمهين وكنت من المتفوقات الأوائل لمدة عامين تحصلت على شهادة الكفاءة والخبرة وكانت هذه الشهادة الطريق نحو عالم الشغل.
كيف تقارين بين صالون الحلاقة للنساء بين الماضي والأمس؟
الحلاقة فيما مضى، كانت مهمة صعبة لأنها كانت مُقيّدة بأدوات تقليدية ومواد مُحددة أقلّ فعالية. كان لابدّ على الزبونة، البقاء عند الحلاقة مدة لا تقل عن ساعتين أو ثلاثة فقط من أجل تسريح شعرها، وهذا مرة كل أسبوع، لأن عملية التسريح كانت تمرُّ بمراحل المرحلة: أولا، وضع rouleaux لجميع الشعر والتحمل وبقاء الرأس داخل جهاز حراري مدة أكثر من ساعة، وبعدها التجفيف النهائي للشعر، وكان هذا يعتبر مشقّة كبيرة للحلاّقة وإضاعة وقت الزّبونة، لهذا كانت فيما مضى مُهمّة صعبة فقط من أجل التّسريح فما بالك بالعمليّات الأخرى كالتّلوين والصّباغة وتسريحات السّهرات وخاصة ما تعلق بشعر العروس. أما اليوم ونظرا للتطور الاقتصادي والتكنولوجي وابتكار الأدوات وتنوع المواد الفعاّلة، أصبحت مهنة الحلاقة سهلة ومُتداولة من طرف العديد من النساء وحتى الرّجال أصبحوا مُختصين في الحلاقة النسائية
بصفتك حلاقة محترفة، ما هي المميزات التي يجب توفرها للوصول إلى هذا المستوى
بصفتي حرفية مختصة في الحلاقة أرى أن هذه الحرفة يلزمها الكثير والكثير من الصبر والإحتياط لأن طبع الناس مختلف وخاصة إذا كنت في بداية المشوار يجب الحرص على إرضاء الزبونات لأن الحلاقة هي ك الطبيبة المعالجة النفسية للكثير من النساء فلا يجب تخييب أمالهم وحسن ظنهم بي لأن الزبونة تضع ثقتها التامة في الحلاقة ولهذا يجب الحرص على المحافظة على هذه الثقة بل وزيادة كسب ثقة الأخريات عن طريق الشهرة الحسنة والجيدة. كما أنّ الميزة التي يجب الإقتداء بها والتمسّك بها ما دُمنا في الحياة وهي مفتاح النجاح، هذه الميزة هي من أخلاق رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم وهي أظن أنّ أهمّ ميزة، هي إتقان العمل والإجتهاد في الدقة وعدم الغش، بمعنى الإخلاص في العمل، بهذا يكون النّجاح في كل المجالات وليس فقط في مهنة الحلاقة. وقد سبق لي وأن عملت كأستاذة مكوّنة في المراكز التكوينية العامة والخاصة والجمعيات الثقافية، حيث تخرجت العديد من الحلاّقات الشابات وما يُسعدني أكثر رُؤيتهنّ يعملن ويشُقن طريقهن، كما بدأت أنا وأتمن”ى لهن كل النجاح والتوفيق في مسيرتهن.
بعيدا عن الحلاقة، ماذا تقرئين؟
بالطبع لدي انشغالات أخرى، حيث أنني عضوة في منظمة المجتمع المدني على مستوى بلدية مسرغين وأهتم بشؤون العامة في المجتمع المسرغيني، كما قمنا بعدة نشاطات خيرية وثقافية منذ سنة 2021 تزامنا مع الأعياد الدينية والوطنية، وساهمنا في حملات تطوعية وتوعوية مسّت نظافة المحيط والبيئة على مستوى العديد من أحياء بلدية مسرغين، والحفاظ على الماء، وبما أنّ عملي مُرتبط بالمجتمع، فإنّني لا أبخل عليه بالمساعدة والمشاركة في كلّ المناسبات الدينية والوطنية من إحتفالات أو نشاطات ثقافية دينية ورياضية
هل تريدين إضافة شيء
كجزائرية وطنية أحب أن أقول لكل جزائري “إفتخر كونك إبن الجزائر” بلدنا ليست كما صوّرها العدو، الجزائر عظيمة وستبقى دائما كذلك. أنا أقول دائما “لا يأس مع الجزائر”، وبالعمل المتقن والإخلاص إن شاء الله ستتغير حياتك للأفضل
كلمتك الختامية، كيف ستكون يا ترى؟
أشكركم أستاذنا الكبير الإعلامي الغني عن التعريف السيد رامي الحاج وأشكر جزيل الشكر جريدة (البديل) على هذه المبادرة الرائعة وأعتبر نفسي من المحظوظات القلائل اللواتي حضين بمثل هذه الفرصة الثمينة. كما أتقدم وتحياتي وتقديري لجميع ساكنة بلدية مسرغين ومرحبا بكم صالون (الوردة لاغوز) المركز الحضري مسرغين مقابل ساحة أول نوفمبر امام مقر البلدية، دمتم في رعاية الله وحفظه.
حورها: رامـي الـحـاج